أكد خبراء بأسواق المال عدم قدرتهم على استيعاب الأسباب الحقيقية الدقيقة وراء النزيف الذي شهدته مؤشرات البورصة مؤخرًا وعلى مدى عدة جلسات متواصلة، متوقعين أن تكون البلبلة في اتخاذ القرارات التي تخص البورصة ومنها عدم التطبيق الفعلي لتأجيل ضريبة الأرباح من أهم الأسباب وراء ذلك.
وكانت مؤشرات البورصة المصرية شهدت تراجعا جماعياً خلال 8 جلسات متواصلة منذ الخميس قبل الماضي وسط خسائر في رأس المال السوقي، مع معاناة انخفاض السيولة داخل السوق.
وأعلن مجلس الوزراء برئاسة إبراهيم محلب في 18 مايو الماضي، تأجيل فرض الضريبة على الأرباح الرأسمالية، لمدة عامين، مع الإبقاء على ضريبة التوزيعات النقدية، ولكن بعد أن ارتفعت البورصة لنحو أسبوع تأثرًا بالقرار، تحولت إلى وجهة مغايرة بعكس ما كان متوقع لها بعد هذا القرار خلال الفترة الحالية.
وأشار الخبراء إلى أن العمل بالضريبة مازال ساريًا، وأن قرار التأجيل لم يتم تطبيقه إلى الآن.
غموض تأجيل الضرائب
وأكد محمد سعيد الخبير المالي أن البورصة المصرية فقدت جاذبيتها للمستثمرين خلال الفترة الأخيرة بجانب ضعف مناخ الأعمال بشكل عام في مصر دون معرفة أسباب معلنة قائلًا "مفيش حد عارف ليه"، حيث أنه من الملحوظ أن النشاط الاقتصادي الوحيد المزدهر هو نشاط المشروعات القومية.
وأضاف سعيد خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، أن النزيف الذي شهدته مؤشرات البورصة مؤخرًا وبشكل متواصل يرجع إلى عدة أسباب أهمها "عدم المصداقية" في تنفيذ بعض القرارات التي تخص سوق المال مثل ضريبة الأرباح التي أقر رئيس الوزراء مؤخراً بتأجيلها لمدة عامين، ومازالت تفرض حتى الآن ولم يتم إيقاف العمل بها.
وأوضح أن استمرار تطبيق الضريبة على العرب والأجانب على كل صفقة أدى إلى عزوف المستثمرين الأجانب عن الاستثمار في البورصة واتجاههم نحو الخروج، بالإضافة إلى تخوف المستثمرين المصرين من تطبيق الضريبة عليهم بنهاية السنة حيث تطبق عليهم مرة واحدة بشكل سنوي.
وأشار سعيد إلى أن من أهم أسباب تكبد خسائر للبورصة فرض بعض القيود في السياسة النقدية التي تعمل على "تضييق حركة النقد الأجنبي في مصر"، حيث أنه عندما لجأ البنك المركزي لوضع حد أقصى للإيداع بالدولار أثر ذلك على مناخ الاستثمار.
ولفت إلى أن ضعف تحركات إدارة البورصة نحو الإدراجات الجديدة داخل البورصة دون نشاط في السيولة من ضمن أسباب الخسائر التي عانى منها رأس المال السوقي خلال الفترة الماضية، بجانب ضعف شركات الوساطة في الترويج للشركات التي يتم إدراجها بشكل كافٍ.
رمضان و"تي بلس وان"
ومن جانبه، قال إيهاب سعيد خبير أسواق المال إن "الدربكة والبلبلة" التي أصابت البورصة المصرية خلال الفترة الماضية كانت وراء الخسائر الكبيرة التي تكبدتها البورصة خصوصًا على مدى 8 جلسات متواصلة.
وأضاف سعيد أن عدم صدور قرار بتأجيل ضريبة أرباح البورصة رسميًا والذي أعلن عنه رئيس الوزراء منذ شهر تقريباً يثير الكثير من البلبلة قائلًا: "ومحدش فاهم حاجة"، وأي ضريبة سيتم تأجيل تطبيقها حيث أن ضريبة الأرباح لها ثلاث أبعاد مختلفة منها ضريبة رأسمالية على إعادة التقييم، وضريبة الأرباح المحققة في الخارج، وضريبة الأرباح المحققة من تداول الأوراق المالية.
وأوضح أن دخول شهر رمضان يعد من ضمن الأسباب التي تعمل على انكماش حركة التداولات وتقليل حجم القوى الشرائية، بجانب بعض الاكتتابات الكبيرة التي تمت مثل "إعمار مصر" وحصولها على سيولة من داخل السوق والتي أدت إلى انخفاض حجم السيولة في السوق.
وأشار سعيد إلى أن بعض القرارات "غير المحسوبة" التي تصدرها إدارة البورصة تسهم بشكل كبير في تلك الخسائر حيث أن تطبيق آلية "تي بلس وان" على التعاملات والتي تستوجب التسوية المالية للشركة في اليوم الثاني مباشرة أي أنها تلزم الشركة بالدفع مقدماً عن عملائها.
وأوضح أن تطبيق آلية "تي بلس وان" من المفترض أن تزيد من قيمة التعاملات بنسبة 25 بالمئة على الأقل، ولكنها ساهمت في تقليل قيم التعاملات بنسبة 50 بالمئة.
وطالب سعيد بإعادة العمل بآلية "انتر داي" التي كانت تتيح للشركة التسوية المالية لها بعد يومين حيث أن إلغائها جاء لصالح بعض الشركات الكبرى مثل "سي أي بي"، و"اتش إس بي سي"، وألحقت الضرر بحوالي 140 شركة ليس لديها القدرة المالية على التعامل بالآلية الجديدة.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.