الأقباط متحدون | الاقباط .... ومصر .... والاعلام
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٤٢ | الثلاثاء ١٦ يونيو ٢٠١٥ | ٩بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٩٣ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الاقباط .... ومصر .... والاعلام

الثلاثاء ١٦ يونيو ٢٠١٥ - ١٣: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

حنا حنا المحامى
نظره سريعه عن اقباط مصر أنهم فى الاصل كانوا وثنيين فهم سلالة وأبناء الفراعنه.  إلى أن جاء إخناتون وآمن بالتوحيد.  عقب ذلك بدأ المصريون يعبدون إلها واحدا ولكنه لم يكن الاله الحقيقى لانهم لم يكونوا يعرفونه بعد.

ثم ما لبث أن جاء القديس مرقس  الرسول ونشر المسيحيه فى مصر.  وعليه أصبحت مصر مسيحيه.

استمرت مصر مسيحيه زهاء ستة قرون.  ثم جاء الاسلام على يد عمرو بن العاص الذى فتح مصر.  ثم فرض الجزيه على المصريين وكانت الجزيه تثقل كاهلهم مما دعا الكثيرين منهم إلى اعتناق الاسلام تخلصا من الجزيه.  وهكذا اصبحت مصر دوله إسلاميه بحكم الاغلبيه.  إلى أن جاء محمد على باشا وحكم مصر.  فقد كان رجلا سياسيا حكيما إلى حد بعيد وعمل على تثبيت المساواه بين المسيحيين والمسلمين.  وفعلا أصبحت مصر دوله تعدديه يتبوأ فيها المسلمون  والمسيحيون مناصب الدوله على حد سواء.

ويذكر لنا التاريخ أن رئيس الوزراء بطرس باشا غالى كما يتضح من اسمه كان مسيحيا.  حقيقة أنه اغتيل ولكن كان اغتياله لاسباب سياسيه وليست عقائديه.

وكانت مصر بوجه عام نموذحا للدوله التعدديه فعلاوه على المسيحيين والمسلمين كان هناك الاوروبيون. ولذلك رغم أن الاحتلال كان جاثما على صدرها إلا أن المصريين كانوا متماسكين فى قوه ووطنيه ذكرها المؤرخون فى عبارات ملؤها الاعجاب.

ما يهمنا فى هذا المقال هو موقف الاقباط  كمصريين أصلاء.

ظلت التعدديه نموذجا للمواطنه فى مصر إلى أن جاءت ثورة 23 يوليو.

رغم كل ما قيل ورغم كل المحاولات لاثبات أن الثوره جاءت بريئه  وشفافه ففى واقع الامر جاءت الثوره من عباءة الاخوان المسلمين.  فقد كانت ثورة تعصبيه مائه فى المائه.  ولم يغير مسار الثوره إلا ما حدث بين القديس الراحل الانبا كيرلس وشفاؤه لابنة عبد الناصر.  مع ذلك فإن الحنين التعصبى لم يفارق عبد الناصر ذلك أنه إذ قرر أن القبول بالجامعه ومختلف الكليات طبقا  للمجموع فقد ذهل عبد الناصر أن وجد أن أوائل الطلبه هم الذين يختارون الكليات العمليه وأغلبهم مسيحيون.  لذلك قرر أن يقيم التوازن أى التوازن التعصبى "إن صح التعبير" وقرر جعل جامعة الازهر جامعه علميه وليست جامعه دينيه فقط.  فجعل من جامعة الازهر جامعه مدنيه بالاضافه إلى كونها دينيه.  وبذلك عالج مشكلة المساواه المزعومه وحقق للمسلمين عنصر التقدم والتفوق الظاهرى على الاقل.

وأهم من هذا وذاك أن تلك التفرقه رسخت روح التعصب بين المسلمين والمسيحيين.  إذ عنصر تكافؤ المفرص قوض من جذوره وأعطى للمسلمين تفوقا بغير كفاءه على المسيحيين.  ومن ثم استشرت روح التعصب فى ازدياد.  وكيف لا بينما رئيس الدوله يعمل على انتشار التعصب ويزكيه؟ وذلك رغم تكافؤ الفرص الظاهرى والذى ليس موضع تطبيق.  وأبرز مثال على ذلك وجود وزيرين فقط قد يصلوا إلى ثلاثه من باب الكرم ولكنها وزارات ليست سياديه كالخارجيه أو الداخليه مثلا.

طبعا معجزة شفاء ابنة عبد الناصر بواسطة البابا كيرلس غيرت بعض المفاهيم وبعض التصرفات ولكن لا يمكن لعبد الناصر ألا يرضى الاغلبيه المسلمه وهو الذى خرج من عباءتهم.  وهو الذى اعتقل من تصدر الثوره, محمد نجيب, الذى وضع رأسه على كفه لنجاح الثوره, لان محمد نجيب كان ينادى بالوحده بين عنصرى الامه كما أسماهما مصطفى النحاس باشا وهم المسلمون والمسحيون.

وهنا تحضرنى حقيقة بسيطه.  أن الاف من المصريين يقيمون بامريكا ومحظور حظرا باتا التعصب ضد أى شخص بسبب الجنس أو العرق أو الدين أو اللون أو دولة الاصل.  وهذا القرار ليس حبرا على ورق كما هو الحال فى مصر ولكن له أجهزه تقبل الشكاوى وتبحثها ومحاكم تفصل فى تلك الشكاوى.  ومن هذا المنطلق تحقق أمريكا ازدهارها وقوتها.

عقب ذلك جاء بسلامته أنور السادات وكا حاقدا على عبد الناصر بسبب تراخيه فى موضوع الاقباط وهو الذى أقسم على المصحف.  ولما كان السادات رجلا مؤمنا فقد نفذ خطة الاخوان الذين قاموا بالثوره.  وكانت إرادة السماء أسرع وأمضى إذ اغتيل بواسطة مؤيديه ومريديه.

ثم جاء بسلامته حسنى مبارك لم يدخر وسعا هو ووزير داخليته (العادلى أفندى) فى أن ينال ويضطهد الاقباط باسلوب غير إنسانى وغير كريم فإذا حدث أى خلاف بين مسيحيين ومسلمين فى أى قريه قام بتهجير المسيحيين باسلوب غير إنسانى وغير كريم مع ما يتضمن ذلك من معاملة غير إنسانيه بصرف النظر عن الدين أو العرق.  وكان يكفى للانتقام من أقباط أى قريه أن يقوم صبى مسلم أو فتاه مسلمه أن يدعى أو تدعى أى اتهام سواء معقول أو غير معقول حتى تهجر بضع عائلات مسيحيه من القريه ويتركوا أرضهم وبيوتهم وأثاثاتهم بصوره تعود بنا على عقود ما قبل التاريخ.  والادهى والامر أن ممثل الحكومه يكون طرفا فى التسويه وطبعا سينال نصيبا وافرا من الغنيمه التى تفرض على المسيحى الضحيه.

ولكن الله العلى القدير يمهل ولا يهمل فقد نال كل منهما ما يستحقان ولو أقل بكثير ولكن أهم شئ أنهما اقتلعا من العزبه التى سيطروا عليها ما ينوف على ثلاثين عاما.

والأن جاء الرجل الوطنى الاصيل عبد الفتاح السيسى والامل معقود عليه إلى حد كبير بأن ينهض بمصر والبادى أنه يدرك ذلك تمام الادراك ويدرك أن قوة مصر تكمن فى وحدتها.  هذا ما ظهر من تصرفاته الوطنيه حتى الآن.  ولكن أرجو أن تسمحوا لى أن أبدى بعض المخاوف:  إذ أخشى أن يتأثر بتعصب السلفيين الذىن لا يؤمنون بشى اسمه وطن بل الوطن هو الاسلام وينظرون أيضا إلى المسيحيين على أنهم كفار.  وإنى لن أدخل فى تفاصيل فى هذا الشأن ولكن أتساءل هل للرئيس السيسى أن يستمر على سياسته الوطنيه التى ترعى مصلحة مصر أولا أم سيتأثر بتطرف السلفيين؟  سؤال تكون الاجابه عليه فى الايام القادمه.

إن الوطن .. أى وطن لا يقوى إلا بالتعدديه.  وهناك مثال على ذلك ليس ببعيد.  فإن أمريكا التى تعد أقوى دوله فى العالم يتعين أن ندرك أن مصدر قوتها هو التعدديه.  أمريكا تحمل كل جنسيات العالم.  ومتى حصل المهاجر أو الشخص على الجنسيه الامريكيه كانت له كل حقوق أى مواطن أخر بصرف النظر عن العرق أو الدين أو اللون.  وهاكم فإن رئيس الجمهوريه أسود.  ومع ذلك فكل أمريكى يلتزم أن يكن له كل الاحترام لانه رئيس لدولته..  وهذا لا يمنع النقد إذا ما تصرف أى تصرف لا يعجب الناقد.  ومن هنا انتشرت مفاهيم الحريه والتى تسمح بإبداء الرأى والنقد البناء الذى يهدف إلى بناء الدوله وليس إلى هدم الرئيس.  فالنقد له هدف موضوعى وليس هدفا شخصيا أو هدفا موجها إلى شخص الرئيس.  بل الهدف من النقد هو تحسين الاداء الموضوعى وليس شخص الرئيس.  كما كان يفعل السعديون ضد الوفد أو الاخوان ضد السعديين إلى آخر تلك الاحزاب الفاشله التى أدت إلى قيام الثوره.

ولتحقييق مصلحة الوطن فقد نص الدستور على أن تكون مدة الرئيس لا تزيد على فترتين انتخابيتين لا غير.  على ذلك لما كانت مدة الرئيس هى التأقيت وليست التأبيد فإن الرئيس يعمل قدر طاقته على مصلحة الوطن والمواطنين ليس إلا.  على ذلك يستعرض الرئيس والمواطنون والتاريخ منجزات الرئيس خلال فترة رئاسته.

وأهم شئ يلتزم به الرئيس هو حماية الدستور والالتزام بأحكامه.

والملاحظ فى مصر حتى كتابة هذه السطور هو وضع الدستور ليكون براقا فى الظاهر وذرا للرماد فى العيون فقط. كما ينص الدستور على المساواه المطلقه بين المواطنين بصرف النظر عن اللون والعرق والدين ... إلى أخره هذه النغمه التى تطن فى الاذن كنحاس يطن أو صنجا يرن دون اى معنى او مفهوم أو مضمون أو تنفيذ فى دنيا الواقع.

إن نجاح أى وطن يكمن فى حقيقه أساسيه:  وهى أن كل أفراد الشعب يساهمون فى بناء الوطن وإدارة الوطن.  ولذلك يلزم القانون فى أمريكا مثلا أن يكون لعضو مجلس الشعب مكتب خاص للشكاوى.  فإن عالجها عضو مجلس الشعب كان بها وإن لم يتمكن من معالجتها بعد ان يستنفذ كل السبل, رفع االامر إلى مجلس الشعب.  وهكذا تتحقق الديمقراطيه. مشاركه فعاله لتحقيق الديمقراطيه.

وأود أن اطرح أمرا بمنتهى الصراحه من واقع حبى لمصر وحبى لوطنى ورغبتى الجامحه فى أن يكون وطنى العزيز على قمة الاوطان.

قامت ثورة 52 من عباءة الاخوان المسلمين.  لذلك لم يكن بها مسيحى واحد.  حتى الرجل الوطنى الاصيل محمد نجيب الذى أدرك بحساسية وطنيه أن نجاح مصر وقوتها لن يتحققا إلا بطرح موضوع الدين جانبا إلا أن ذلك لم يجد صدى لدى ثائرى الاخوان فنكلوا به.  وعبد الناصر لم يدرك أن مصر واحده إلا بمعجزة شفاء ابنته.  أما الاخ السادات فلم ير إلا أن مصر يجب أن تكون فى جعبة الاخوان ربنا يجعل كلامنا عليهم خفيف.  ثم جاء بسلامته حسنى مبارك وقبع ثلاثين عاما ونيف على قلوب المصريين ينشر الفساد ويعمل على تدهور مصر ونجح فى ذلك نجاحا باهرا.

والآن ..... هل نطمع فى أن تكون مصر كما نحلم؟  دوله تعدديه يمارس الشعب الدين الذى يتبعونه أيا كان ويوطدوا العلاقه بينهم وبين ربهم الاعلى طالبين منه الوحده والقوه والنجاح والاتحاد حتى تكون مصر دولة الفراعنه حقيقة وليس اسما أو تاريخا فقط.  تكون على قمة دول العالم بما حباها الله من طبيعه جذابه ونيل يعطيها الروح والحياه وطبيعة شعب محب أليف مسالم وطموح وأيضا مجتهد.  أى تكون مصر فى المكانه التى تستحقها.

إننا فى القرن الواحد والعشرين قد تقدم بنا الفكر والعقل وأدركنا أن قوة أى دوله كانجلترا مثلا وهى دوله فى الاصل دينيه ولكنها لم تجعل الدين يؤثر على سياستها الداخليه, بل نشرت كل الاديان كل فرد وكل إنسان يمارس ما يشاء من عقيده وعباده ولا يعنى الحكومه من أمر الشخص إلا عمله وإنتاجه فقط لا غير.

يلاحظ أن المصريين يتركون مصر بأجسادهم ولكن أرواحهم تكون لا تزال عالقه بالوطن الام تتطلع إلى تقدمها ونحاحها ورقيها.

إن الخيال يسبح بى الآن.  إن مساحة مصر شاسعه شاسعه ألى حد بعيد جدا.  ولكن ما يستثمر منها جزء ضئيل جدا.  لماذا لا تستثمر تلك الاراضى الشاسعه والعمل على استخراج المياه من باطن الارض بأى وسيله مع تقدم العلم؟

لو استدعى الامر يمكن أن تمتد أنابيب المياه إلى قلب الصحراء لتغذيها بالمياه والعمل على زراعتها واستثمارها.  لم لا؟  الاحلام شاسعه والامال عريضه ونطلب من القاده وعلى رأسهم السيسى أن تكون مصر كما نحلم وكما نرجو.

ولتحقيق كل ذلك لا بد أن يكون هناك إعلام على جانب كبير من المسئوليه. إعلام يعمل على النقد البناء ويقدم المقترحات الهادفه,  إعلام يعمل على وحدة مصر عملا لا قولا إعلام يعبر عن الوفاء لحورجى زيدان وكل القاده الاعلاميين الذين ارتقوا بمصر وعملوا على إنشاء صحافه عظيمه ناجحه.  إعلام يؤمن بالتعدديه وبالدور الريادى لوحدة مصر ونجاحها.

أخيرا وليس آخرا أوجه القول إلى حبيبتى ومهجة فؤادى ونبض قلبى مصر أن تعمل ويعمل قادتها على نجاحها وقوتها وازدهارها بكل الوسائل المشروعه ويطردوا إلى غير رجعه أى عامل يسبب ضعفها أو وهنها.  وكفانا ما أصابنا من ثورة 1952. 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :