دعت المملكة العربية السعودية، مواطنيها والمقيمين فيها، إلى تحري رؤية هلال شهر رمضان، غدا الثلاثاء، فيما تستطلع دار الإفتاء المصرية الأمر في نفس اليوم، حيث أكدت الدار على تنظيم احتفالا رسميا وشعبيا بقاعة الاحتفالات بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر لاستطلاع الهلال، احتفالا بالشهر الكريم. 

 

شهر رمضان تنقلب فيه الحياة بمصر رأسًا على عقب، نظرا للاحتفالات وتغيير طريقة الحياة وفقًا لمتطلبات الصوم، والسحور، كما اعتاد المصريون على تغيير كل شيء حتى الشوارع يتم تزيينها بالإضافة إلى مظاهر "تبادل العزومات"، وغيرها من السلوكيات المصاحبة للشهر الفضيل. 

 

الزينة والفوانيس
 

تتزين الشوارع كلها في رمضان، بالأنوار، والزينة، والفوانيس، وهي من المظاهر التي تعكس فرحة المصريين، وتضامنهم، حيث يجمعون ثمن هذه الزينة من المقيمين في الشارع جميعهم، حتى الأقباط يشاركون فيها، إلا أن الدولة نظرا لما تعانيه من أزمات في قطاع الطاقة قررت تغيير النظام. 

 

أعلنت وزارة الكهرباء، أن من يريد تزيين الشوارع، عليه بـ"المولدات الكهربائية"، ومن يخالف ستتعامل معه شرطة الكهرباء، وقد بدأت شركة الكهرباء بالتنسيق مع شرطة الكهرباء، حملات إزالة زينة رمضان، أمس الأول، في عدد من المناطق، ومن المقرر أن يتم تغريم المخالف بـ"100" جنية عن كل 50 لمبة. 

 

الدراما الرمضانية
 

أصبحت الدراما الرمضانية، إحدى مظاهر الشهر الفضيل، حيث يقدر النقاد –حسب قناة "فرانس 24"- عدد المسلسلات هذا العام بين 40 و50 مسلسلا سيعرض منها ما بين 37 إلى 40 خلال شهر رمضان، ويعرض الباقي بعد ذلك، إلا أن بعض النقاد يرون هذه الأعمال إسفاف وابتذال لا يصح بالبيت المصري ولا بـ"شهر الصيام".

 

يقول الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، في أحد مقالاته بجريدة الوطن، تحت عنوان "دراما ع اللحم"، إن ما تعرضه ما أسماها "قنوات المسخرة" هو "غثاء و"دراما فاسدة".. ولا تشارك في هذه الجريمة.. فكيف لك أن تقضى شهر العبادة مع هيفاء وهبى وفيفى عبده ومىّ عز الدين ورامز جلال؟!"، لافتا إلى أن الملابس والألفاظ التي تُعرض من خلال هذه الأعمال غير مناسبة للأسر المصرية. 

 

"كل سنة وانت طيب يا أستاذ".. هذه هي الكلمة التي تسمعها عندما تعترض على غلاء الأسعار الجنوني الذي يحدث في الشهر الكريم، ولذلك دعا المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، للسيطرة على الأسواق، وسيطرة الرقابة من الجهات المسئولة، حتى لا تحدث زيادات غير مبررة في الأسعار، أو تتم المتاجرة في الأسواق السوداء بالسلع المدعومة.

 

"التكاسل والتراخي في العمل" من أشهر الصفات التي اكتسبها بعض المصريون خلال شهر رمضان، ولذلك أكدت الحكومة في بيان صادر عنها على إرسال نشرة دورية لكل الوزراء والمحافظين للتشديد على أن شهر "رمضان" هو شهر العمل والإنتاج والعبادة، وليس شهر الكسل والتراخى. 

 

شهر الاستهلاك
 

يتميز شهر الصيام في مصر بكثرة الاستهلاك، وخاصة المواد الغذائية، حيث يقول محمود عسقلاني رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، في تصريحات إعلامية "أننا نستورد بـ١٣ مليار جنيه لحوما، والصرف يتجاوز مليار جنيه يوميا خلال رمضان". 

 

موائد الرحمن والوحدة الوطنية
 

من أشهر مظاهر شهر رمضان، هي موائد الرحمن، والتي يقيمها القادرون في الشوارع للمواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم، وهي نوع من التكافل الاجتماعي، وتعبير عن الشعور بالفقراء، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. 

 

يرتبط شهر رمضان أيضا بـ"موائد الوحدة الوطنية"، وهو ابتكار مصري أصيل، حيث يقيم وجهاء المسيحيون، وقادتهم الدينيون، حفلات إفطار جماعي للمسلمون، تعبيرا عن الوحدة والتلاحم، وتماسك المجتمع المصري. 

 

الدعوة للأخلاق والفضيلة
 

نظرا لما يمثله شهر رمضان من روحانيات خاصة، ونظرا لما ظهر في الشارع المصري مؤخرا من ظواهر غير لائقة، قررت وزارة التموين طباعة مجموعة من القيم وفضائل الأخلاق التي يجب إحيائها والتمسك بها في المجتمع المصري، على السلع التويمينة، بالإضافة إلى وتوزيع ملصقات تحث على القيم وفضائل الأخلاق تلصق على محال البقال التموينية البالغ عددها حوالي 25 ألف بقال تمويني  لتغذية المواطنين روحيا إلى جانب دعمهم للغذاء.

 

صلاة التراويح والاعتكاف
 

صلاة التراويح والاعتكاف، تُعتبر من أهم المظاهر الروحية في شهر الصيام، ونظرا لما يعانيه المجتمع من عنف تقوم به التيارات الإسلامية، قال محمد عبدالرازق المتحدث باسم وزارة الأوقاف، أن من سيتقدم للاعتكاف في بعض المساجد، لابد أن يقدم البطاقة الشخصية، وسيتم البحث في السجلات، وعدم السماح بأن يأتي شخص من محافظة أخرى للصلاة مع أهل الحي، حتى لا يندس ويفجر ويدمر ويستقطب أحدا، نافيا في نفس الوقت منع المصلين من دخول المساجد لأداء صلاة التراويح.