الأقباط متحدون - الكنيسة بين الوطنية المفرطة والإدارة الفاشلة
أخر تحديث ٠٨:١٣ | الأحد ١٤ يونيو ٢٠١٥ | ٧بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٩١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الكنيسة بين الوطنية المفرطة والإدارة الفاشلة

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني
سليمان شفيق.
تمر الكنيسة والوطن بمرحلة فاصلة ، تستدعي كل التركيز والموضوعية ، بعيدا عن التقييم السطحي او الغوغائي ، الوطن يتعرض لهجمة من كل الجهات ، حرب استنزاف ضد الدولة المصرية ، الاخوان الارهابيين ، وانصار بيت المقدس ، الاف الشهداء والجرحي علي طول الوطن وعرضة ، الاعداء يتربصون ، حماس من الشمال ، الترابي من الجنوب ، الجيش الحر وداعش شرقا ، وانصار الشريعة غربا ، والامبريالية العالمية والصهيونية تتحالفان مع الاخوان

الارهابيين ، عشرات الازمات : النظام الاجتماعي يتوغل علي النظام السياسي ، القضاء العرفي يهيمن علي الريف ، ازمة اقتصادية ، هشاشة الحريات ، تأمر من كل الاتجاهات . 
 
ومن الوطن للكنيسة ، الاقباط يدفعون ثمن مواقفهم الوطنية منذ 30 يونيو وحتي الان ، شهداء وجرحي ومهجرين بشكل قسري او اضطراري ، جنبا الي جنب مع كل ازمات الوطن ، وقداسة البابا تواضروس الثاني في موقف لم يمر بة بطريركا من قبل ، الضربات تتوالي علي المواطنين الاقباط من كل حد وصوب ، والبابا يتمسك بالثوابت الوطنية بشكل اسمية "الوطنية المفرطة" ، ولكن باقي الادارة الكنسية يعوزها الرؤية ، هناك من داخل المقر البابوي

وخارجة من يؤجج الخلافات الداخلية بوعي او بدون وعي ، بدات بمشكلة السيدة زوجة الكاهن التي طردت من الاجتماع ، ثم التبرؤ من رهبان دير مكاريوس الكبير بوادي الريان ، ثم الصدام مع المحتجين (انصار لائحة 38) وتسليم البعض منهم للشرطة ، اضافة للاستقلال الاداري لكنائس جنوب امريكا ، بالطبع لا اناقش تلك القرارات ، ولكن في ظل ثورة الاتصالات والاعلام ، وسوء الادارة للازمات المتتالية ،

وحنكة المتربصين ، وانعدام الرؤية ، وتراجع الاعلام الكنسي ، كل ذلك فتح المجال امام مواقع تعادي البابا وتنفث سمومها ، وانتقال تلك الاكاذيب علي الفضاء الافتراضي .. وتحولها الي حقائق مما ادي الي انتشار نسبة لابأس بها من عدم الرضا عن قرارات قداسة البابا في اوساط الشباب المتحمس ، واندفاع بعض المنظمات "المتزمتة " في نقد قداسة البابا بطريقة غير مسبوقة ، والتطاول علية بهدف "كسر الهيبة" دون ادراك ان مكانة البابا من مكانة الوطن ، لا اعني يذلك عدم نقد البابا ..

بل التفرقة بين النقد والتجريح ، لكن الامانة تقتضي ان ننتقد سوء ادارة الازمات بالكنيسة ، وافتقاد الرؤية والحكمة في التعاطي مع المختلفين ، لان مكانة البابا العزيزة جدا علي الاقباط لم تمنع قطاعات كبيرة منهم علي عدم الرضا في موقفة تجاة ابنائة من رهبان وادي الريان مثلا ، اضافة الي ان تسليم شباب محتجين داخل الكنيسة الي الشرطة اثار امتعاض قطاعات اخري (رغم اختلافها مع هؤلاء الشباب ) هكذا ودون دراية لفشل الاعلام الكنسي وادارة الا زمات الكنسية .. يؤدي بالطبع الي نقل الفوضي المجتمعية الي داخل الكنيسة .. وحينذاك سيحدث مالا يحمد عقباه .
 
قداسة البابا انت تعلم كم نحبك ولكن صديقك من صدقم لا من صدقك ، ارجو تشكيل لجنة لادارة الازمات تتحاور بشكل حقيقي مع شباب المحتجين اي ان كانت نظرة القيادة الكنسية لهم ، وتشكيل رؤية حقيقة لتعاطي الكنيسة مع الاعلام مختلفة عما يحدث الان .. وبالطبع الاشكالية ليست في ابونا بولس حليم بقدر ما تكمن افتقاد الادارة الكنسية لخبرات الحداثة والاعلام .
 
قداسة البابا كان اللة في العون

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter