الأقباط متحدون - هل حقا باع السوريون الطيار الاسرائيلي رون عاراد لايران ؟؟ רון ארד
أخر تحديث ٠٢:٤١ | الأحد ١٤ يونيو ٢٠١٥ | ٧بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٩١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل حقا باع السوريون الطيار الاسرائيلي "رون عاراد" لايران ؟؟ רון ארד

عساسي عبدالحميد – المغرب
 ظل شيعة لبنان الحاضنة التي راهن عليها الامام الخميني غداة الاطاحة بشاه ايران "محمد رضا بهلوي" وعودته من منفاه بفرنسا سنة1979 كركيزة لترويج مبادئ و أدبيات الثورة الاسلامية، فقد وضع الايرانيون  نصب أعينهم تحويل مزارعي التبغ بالجنوب اللبناني  الى مقاتلين أشداء  وأخذوا على

عاتقهم تأطير شباب هذه المنطقة المتاخمة لاسرائيل عقائديا وقتاليا كجنود أوفياء  للامام وشوكة في خاصرة دولة اسرائيل،شباب مندفع مخلص لمبادئ الثورة   لا يتوانى قيد أنملة من تفجير نفسه أمام  مدرعات الاسرائيليين وأرتالهم بالجنوب، ومن تم كسب تعاطف المسلمين في العالم من خلال دعم المقاومة لتحرير الجنوب و دعم القضية الفلسطينية، وبأمر وتوجيه من المرشد الأعلى للثورة آية الله الخميني  تم تخصيص يوم عالمي للقدس كتقليد سنوي يحتفل به في ايران....

**************************
عند بداية الثمانينات من القرن الفارط وهي الفترة التي كانت ايران تخوض فيها حربا ضد نظام صدام حسين بالعراق دامت ثماني سنوات" 1980-  1988 " نشط جهاز المخابرات الايرانية " فافاك " بشكل ملفت على الأرض اللبنانية بمساعدة ودعم السوريين الذين فتحوا ملفاتهم الاستخباراتية على مصراعيها لحلفائهم الايرانيين  و تم ارسال مخبرين من طهران  تحت المظلة الدبلوماسية وتحت غطاء التجارة لفتح قنوات اتصال مع رموز شيعية لبنانية بارزة  ( رجال دين- فاعلونفي الحقل السياسي  - عناصر بالأمن و الجيش اللبناني - رجال أعمال ..... ) والبدء في تشكيل نواة صلبة للمقاومة في أفق  بناء تنظيم مسلح قوي يستمد قوته من مرجعية عقيدة الثورة الايرانية وحاضنته السكانية وخلفيته الاستراتيجية المتمثلة في سوريا وايران ، وفعلا استطاعت المقاومة اللبنانية فرض اسمها عبر حزب الله  على الساحة كرقم صعب في المعادلة الايرانية وجعل من ايران قوة  محورية وازنة  في المنطقة .....
************************
كان الإسرائيليون ينظرون بعين الريبة والحذر  من تنامي الدور الايرانيببلدهم الجار لبنان  و العلاقات التي كان مخبرو ايران ينسجونها مع فعاليات المجتمع اللبناني خاصة الشيعة  ليصبح بلد الأرز ساحة لحرب استخباراتية لدى العديد من المخابرات الدولية ( سوريا- اسرائيل –ايران – الولايات المتحدة – فرنسا .....)...
***************
في سنة   1982 تم اختطاف و تغييب أربع عاملين بالسلك الدبلوماسي الايراني بلبنان وهم في طريقهم الى العاصمة بيروت قادمين اليها من طرابلس شمال لبنان على متن سيارة دبلوماسية ،وهم "محسن الموسوي" القائم بالأعمال الإيراني في بيروت آنذاك و"أحمد متوسليان" المسؤول  حينها عن الحرس الثوري  في لبنان و"كاظم إخوان"  الاعلامي  في وكالة لأنباء الايرانية الرسمية " ارنا و"تقي رستكار" مقدم سائق السفارة الإيرانية.....
وحسب الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات اللبنانية  "جوني عبدو"  فان الدبلوماسيين الأربعة تم ايقاف سيارتهم على معبر بربارة بين طرابلس وبيروت ليتم اقتيادهم الى موقع تابع  للمجلس الحربي للقوات اللبنانية حيث كان هناك ضباط استخبارات اسرائيليون حققوا طويلا مع الايرانيين  الأربعة و انتزعت منهم حقائق ومعلومات في غاية الحساسية  عن أنشطة و تحرك وعلاقات الايرانيين بلبنان  كما حصل الموساد على الكثير من استراتيجيات الايرانيين  وخططهم  المستقبلية بلبنان ...
اختطاف الدبلوماسيين الايرانيين كان بمثابة ضربة موجعة لكبرياء ايران و هيبة ثورة نذرت نفسها ووضعت مقدراتها وثرواتها الوطنية  لنصرة المستضعفين ودعم قضايا الشعوب العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتحرير الجنوب اللبناني، لم يتقبل الايرانيون  أن يحصل الاسرائيليون على معلومات حساسة عن أنشطتهم بلبنان عبر الايرانيين الأربعة ... 
********************
רון ארד
في 16 أكتوبر    سنة 1986 سقط الطيار الاسرائيلي " آرون ٍآراد في قبضة عناصر من حركة أمل الشيعية الموالية حينها لايران بعد اصابة طائرته  فانتوم  بمنطقة قريبة من مدينة صيدا  جنوب لبنان و هو في مهمة قتالية ضد مواقع الفلسطيننين بالجنوب ليقفز من طائرته المصابة  بواسطة المظلة هو و رفيقه الطيار  "ايشاي أبرام"  هذا الأخير  تمكنت القوات الاسرائيلية من تحديد مكانه فتم ارسال وحدة خاصة على وجه السرعة لانقاذه  من الأسر بعد أن أرسل"ايشاي أبرام"  اشارات بواسطة مسدس ضوئي  و نقله الى اسرائيل بينما لم تتمكن أن تفعل ذلك مع مساعده آرون آراد الذي وقع في الأسر كما قلنا قي قبضة حركة أمل الشيعية التي كانت موالية لايران  والتي انبثق من رحمها حزب الله الحالي كبديل لتنظيم مخلص لايران  ،جدير  للذكر أن علاقات حركة أمل بايران عرفت ترديا كبيرا لرفض الحركة الوصاية والتبعية لطهران و لهذا عمل الايرانيون على تخليق تنظيم جديد موالي لمبادئ الثورة ومرجعية ولاية الفقيه فكان حزب الله الذي تأسس سنة 1982 ...
في استجواب لقناة الجزيرة مؤرخ ب 14/05/2004 صرح المسؤول الأمني السابق لدى حركة أمل "مصطفى الديراني"  المعتقل السابق لدى اسرائيل 1994-2004 والذي اختطفته وحدة كوماندو اسرائلية من بيته لمعرفة مصير طيارها رون آراد  والذي أطلق سراحه سنة 2004 ضمن صفقة تبادل مع حزب الله أكد الديراني أن الطيار الاسرائيلي قضى الليلة الأولى ببيته وتم تجريده من كافة متعلقاته تفاديا لاعطاء اشارة ما يلتقطها الاسرائليون فيحددون مكانه و أنه اعتنى به و أعطاه بذلة وكان ابنه الصغير يلعب معه و اصطحبه لأحد المستشفيات لاجراء الفحوصات ....و أنه تم نقله باحدى المراكز بمنطقة البقاع و أن أخباره انقطعت بعد معركة ميدون بالبقاع سنة 1988  التي دارت رحاها بين وحدة كوماندوز اسرائلي وعناصر من حزب الله ...
يعني بداية كان الأسير الاسرائلي تحت مسؤولية مصطفى الديراني كمسؤول أمني عن حركة أمل الشيعية ، ثم بعدأن  انشق الديراني عن حركة أمل التي كانت ترفض التبعية والوصاية الايرانية على شيعة لبنان و قام بتأسيس تنظيم خاص به حمل اسم أمل المؤمنة والذي اندمج مع حزب الله سنة 2004 ، فلمن انتقلت هذه المسؤولية بعد ترحيله الى البقاع اللبناني،، الى أي شخص أو أية جهة تحمل صفة ما داخل حركة أمل آلت هذه المسؤولية أي الحفاظ على الطيار آرون آراد في مكان آمن ، علما أن حركة أمل بدأت تشهد تصدعات و انشقاقات في صفوفها منذ سنة 1982 لتبلغ ذروتها في أواسط الثمانينات .....
 
 ********************
الايرانيون وجدوها فرصة سانحة لرد الصفعة للاسرائليين فتم اقتناص الطيار آرون آراد كصيد استخباراتي سيستفاد منه عبر ثلاث واجهات ، أولا اتخاذه كورقة مساومة لمعرفة مصير الدبلوماسيين الإيرانيين المختفين ما بين طرابلس وبيروت ، ثانيا  الحصول على معلومات بخصوص الجانب التقني للسلاح الجوي الاسرائيلي بصفة آرون أراد ربان عسكري يخدم في سلاح الجو   طيلة ثماني سنوات 1978-1986 ، ثالثا  استغلال خلفيته الإسرائيلية والدينية لمعرفة ودراسة الوسط الاسرائيلي عن قرب في أفق زرع مخبرين ايرانيين وسط المجتمع الاسرائيلي، هؤلاء المخبرون سيكونون مزودين بمعلومات مستفيضة بفضل هذا الطيار ، فمن الأرجح جدا أن رون  أراد قد أمضى فترة ما بعد سقوط طائرته باحدى المعسكرات الايرانية الشديد الحراسة بعد أن أمضى أياما قليلة بسوريا ،فالسوريون هم من اختطفه و سلموه لايران قبل معركة ميدون بأيام  بالبقاع الشرقي  وباعوه لايران علما بأن المسؤول الأمني في الاستخبارت السورية بلبنان "غازي كنعان" المنتحر بمسدسه سنة 2005 كان يعاني في تلك الفترة  من مشكلة عدم انضباط بعض عناصر المخابرات السورية التي كانت تحت امرته والتي احترفت في لبنان عمليات الاختطاف والتصفية الجسدية سواء بالرصاص أو السيارات المفخخة ، هذه العناصر السورية كانت تعمل لصالحها هي و تنفذ عمليات لصالح عدة جهات وعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر " اغتيال داني شمعون وزوجته وطفليه سنة 1990 نموذجا  "  مقابل الحصول على المال وهذه العناصر هي التي استغلت الوضع الغير القار بلبنان ومعارك اسرائيل مع الفصائل الفلسطينية واللبنانية و الحرب الأهلية بين عدة ميليشيات وصراعات  التيارات الشيعية المتنافسة  خاصة ما بين نبيه بري و عناصر قيادية بارزة فقامت هذه العناصر بسرقة لطيار الاسرائيلي و تنويمه  وحمله لسوريا عبر الحدود اللبنانية السورية و تسليمه لسفير ايران لدى دمشق آنذاك " محمد حسن أختري " والذي حمله في اليوم الموالي عبر طائرة متوجهة الى ايران عبر الأجواء التركية....
لكن السؤال المطروح ؟؟هل ما زال أراد على قيد الحياة بايران الى اليوم ؟؟ أم أن الايرانيين قد قاموا بتصفيته بعد انتهاء مدة صلاحيته خاصة بعد ما صاروا شبه متيقنين بأن الدبلوماسيين الايرانيين قد تم تصفيتهم هم كذلك من طرف ضباط الاستخبارات الإسرائيلية فور حصولهم على المعلومة  ؟؟ هل فعلا تم إعادته للبنان حيا أو ميتا  ؟؟ وماذا عن تلك الصورة الملتقطة له  عام 1988 أهي حقا  بلبنان؟؟ أم بضيافة الايرانيين ببلاد السجاد والفستق  ؟؟   
 
Assassi_64@hotmail.com
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter