الولايات المتحدة دعمت الإخوان والسلفيين وصمتت على "داعش"
هيكل: أمريكا أرادت مقاومة الإسلام بـ"إسلام أخر"
كتب – نعيم يوسف
تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية، التيارات الإسلامية في المجتمعات العربية، كـ"حصان طروادة" لكي تفكك هذه المجتمعات، وذلك كما يرى العديد من المراقبون والمحللون، حيث تدعمهم الولايات المتحدة للوصول إلى الحكم، وتستخدمهم لانهيار هذه المجتمعات.
دعم الإسلاميين
يقول الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، في أحد حواراته مع قناة "سي بي سي" الفضائية، إن الإدارات المختلفة في البيت الأبيض كانت ترى أن "الإخوان في هذه اللحظة هم أحسن من يحكم:، لافتا إلى أن ذلك طبقا لمصلحة الأمريكان، وأنهم أرادوا أن "يقاوموا إسلاما بإسلاما"، في مواجهة الوطنية والسعي للقضاء عليها في المنطقة.
يرى "هيكل" أن أسباب ذلك هي اعتقاد الأمريكان أن "التيار الديني هو المحرك لشعب المصري"، وأن الإسلام السياسي يستطيع القضاء على قلقهم من الوطنية والقومية والانتماء، وهذا يناسب الأمريكان، كما يتصور الأمريكان، أن التنظيم الإخواني "قوي" وقاوم كل محاولات الاضطهاد، ولديهم تمويل، وتنظيم قوي في كل البلاد الإسلامية يخدم المصالح الأمريكية.
مظاهر دعم الإخوان
من أبرز مظاهر الدعم الأمريكي للحكم الإخواني في مصر، هو تجميد المساعدات العسكرية للقاهرة، بالإضافة إلى المطالبة الدائمة بالإفراج عمن تسميهم "معتقلين"، من قيادات الإخوان، كما طرحت "كاترين أشتون" النائب الأول لمفوضية الاتحاد الأوروبي مبادرة للصلح بين الدولة والجماعة إلا أنها باءت بالفشل، ومؤخرا رفضت الإدارة الأمريكية طلبا لوضع الجماعة كـ"منظمة إرهابية" في المنطقة، بالإضافة إلى اللقاءات التي يعقدها التنظيم الدولي بصفة مستمرة مع الخارجية الأمريكية.
دعم السلفيين
بعد سقوط جماعة الإخوان المسلمين، وانعدام الأمل في عودتها للحكم مرة أخرى، يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت تغيير بوصلتها في اتجاه "السلفيين"، فبعد إنكار شديد من قبل قيادات حزب النور، اعترف نادر بكار، عضو المجلس الرئاسي للحزب السلفي، في مداخلة هاتفية مع برنامج "المواطن مصري" المذاع على قناة "العاصمة" الفضائية، بزيارة السفارة الأمريكية في القاهرة، وذلك قبيل أسابيع قليلة على الانتخابات.
وقال بكار، "نعم التقينا بمسئولين في السفارة الأمريكية"، لافتا إلى أن هناك العديد من الأحزاب فعلت ذلك، مشيرا إلى أن اللقاء تناول "الأوضاع السياسية داخل البلاد وهو ما قابله الحزب بالموافقة باعتبار الولايات المتحدة الأمريكية دولة ليست عدو ولها علاقات رسمية ودبلوماسية مع مصر".
دعم التيارات الإسلامية
دوليا تراهن الولايات المتحدة على التيارات الإسلامية، في البلدان العربية، مثل سوريا، حيث كشفت وثائق مسربة نشرتها "روسيا اليوم" أن الولايات المتحدة ترى "السلفيين والإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة في العراق هي القوى الرئيسية التي تدفع التمرد في سوريا".
مفاجأة في وثيقة جديدة
ومن أهم المفاجآت التي كشفتها الوثائق، هو أن وزارة الدفاع الأمريكية علقت على أسئلة وجهت إليها حول ما إذا كان الأمريكيون يدعمون تنظيم "القاعدة في العراق" ("تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين") بصورة مباشرة، علما بأن هذا التنظيم غير اسمه لاحقا إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ومن ثم إلى "الدولة الإسلامية" بجملة "لا تعليق".
وأوضحت الوثيقة أن "الغرب ودول الخليج وتركيا تؤيد المعارضة، في الوقت الذي تدعم فيه روسيا والصين وإيران النظام"، كما أنها تؤكد أن تنظيم القاعدة في العراق كان يدعم المعارضة السورية منذ البداية أيديولوجيا وعبر وسائل الإعلام.