الأقباط متحدون - رسالة من ذوى الإعاقة إلى الرئيس السيسى
أخر تحديث ٠٩:٣٧ | الجمعة ١٢ يونيو ٢٠١٥ | ٥بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٨٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رسالة من ذوى الإعاقة إلى الرئيس السيسى

فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت

حذفتُ من معجمى كلماتٍ ركيكة، مثل: «معوّق - ذو احتياجات خاصة»، أولاً لأن كل إنسان فوق الكوكب، له احتياجات خاصة. وثانياً لأنهم بقدرات أقل، يفعلون ما لا يفعله ذوو الأبدان الفتية العفية.. لهذا أسميهم: «الاستثنائيين».

رغم ما سبق، اخترتُ أن أضع فى عنوان مقالى تلك الكلمة المرفوضة الصادمة: «ذوو إعاقة»، لأننى بالفعل أرومُ الصدمةَ؛ علّ فيها شفاءً لصُنّاع القرار الذين هم «مُعاقون»، لسبب ما، عن حل مشكلة أبناء مصر ممن اختبرتهم الحياةُ بعِلّة جسدية ما.

وهذا ليس مقالى الأول عن أولئك الأحبّة. بل كتبتُ كثيراً دون طائل؛ كان آخرَها مقالٌ عنوانه: «مَن قتل آينشتين؟»، هنا، بجريدة «الوطن» بتاريخ ٢٧ فبراير ٢٠١٤، وكان تعليقاً على مقال كتبه أحدُ الاستثنائيين عنوانه: «لستُ معوّقاً، بل أعيش فى مجتمع يُعوّق»، وعدّلتُ شطرَ عنوانه إلى: «بل أعيشُ فى مجتمع معوَّق معوِّق». وتحدثتُ يومها عن ثورةٍ تلوَ ثورةٍ قامتا ضد الفساد والمحسوبية والعنصرية والبلاهة، وما زلنا فى انتظار الثورة الحقيقية التى تحارب الجهل والتخلّف وسوء معاملة أولئك النبلاء.

اليومَ أنشر رسالةً كتبها الاستثنائىُّ «إبرام تواضروس» على صفحته للرئيس عبدالفتاح السيسى، قال فيها:

«نشكرك يا ريّس على مجهودك الذى تبذله فى تنمية البلد ونلمسه على أرض الواقع من مشاريع تجعلنا نتوقع مستقبلاً رائعاً لمصرنا الحبيبة.‬ ونطلب من سيادتكم الاهتمام بنا كذوى إعاقة، لأننا ليست لنا وسيلة مواصلات مناسبة فى كافة محافظات الجمهورية. ولا يوجد سكن مناسب، ‫ولا عمل مناسب‬، ‫ولا علاج لمعظمنا من ذوى الدخل المحدود. نجد عُسراً فى التحرك بالمواصلات العامة للمصالح الحكومية لتنظيم شئوننا، ولا فى حياتنا اليومية العادية‬. ‫نحن نثق فى سيادتكم ونرجو مقابلة سيادتكم أو مقابلة السيد رئيس الوزراء للعمل على حل تلك التحديات التى تمثل جزءاً من حقوقنا.‬

السيد الرئيس، أعجبتنى خطوتك الرائعة باعتذارك لجموع المحامين عن التصرف الفردى المسىء، الذى صدر من أحد ضباط الشرطة ضد أحد المحامين الأسبوع الماضى، بقولك: «أنا بقول للمحامين كلهم حقكم عليا، وأنا بأعتذر لكم».

الحقيقة يا سيادة الرئيس، أن مجهوداتكم الجبارة وعملكم الملموس فى بلدنا الجميل مصر، جعلتنى، إلى جانب هذا الاعتذار الكريم، أتأكد أنك أهلٌ لمنصبك الخطير. لهذا نأمل أن تشعر بمعاناة شريحة ضخمة من شعبك؛ الذى بالحقّ أحبك بكل صدق. أعنى شريحة ذوى الإعاقة، تلك الشريحة النبيلة التى أنتمى إليها. فهل فكرت أن تعتذر لشباب عاش حياة مهينة وقضى عمره يبحث عن أمل وعن عمل مناسب؟ شباب يعانى الأمرّين لمجرد أن يخرج من منزله حتى يعيش ويُنتج مثل بقية البشر، مع ظرفه الصعب؟ لا مواصلات مناسبة لنا، ولا منحدرات للكراسى المتحركة، ونجد المشقة القصوى لارتقاء سلالم المصالح الحكومية حتى نصل إلى المسئولين، أولئك الذين لا يحلّون مشاكلنا اليومية المُرّة، بل لا يشعرون حتى بوجودنا، وبالطبع ولا بمعاناتنا.

هل نطمع من سيادتكم فى اعتذار عملى، بتوفير وسائل مواصلات تناسب إعاقاتنا، وتوفير وحدات سكنية خاصة مناسبة لذوى الإعاقة، هل نطمح فى أن توفر لنا الدولةُ الأدوية والأجهزة التعويضية التى نحتاج إليها؟

هل تشعر بنا وبمعاناتنا يا سيادة الرئيس؟ أتمنى.

إبرام تواضروس، مواطن مصرى من بين عشرة ملايين من ذوى الإعاقة
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع