ماجد سمير
تقول النكتة القديمة أن احد الرجال الفقراء وجد ثلاث ثمارات من الجوافة أثناء عودته لمنزله ليلا وبعد دخوله لغرفة النوم سعيدا لضمان النوم بعد تناول وجبة العشاء عكس كل يوم قتح الأولى ليأكلها فوجدها مليئة بالديدان فالقاها من النفاذة وفتح الثانية وجدها غير نظيمة فألقاها أيضا من النافذة وقبل أكله للثمرة الثالثة أطفا ضوء الغرفة، الظلام يستر بل ينقذ الجائع في أحيانا كثيرة ، واستغلت الحكومات المتتالية قصة الجوافة والظلام كذريعة لقطع النور خاصة عن المناطق الفقيرة من الوطن فقط لتمكين الشعب من الأكل بدون قلق أو ازعاج.
وتحت جنوح الظلام وشعارات أن قطع النور كالماء والهواء وان عدم الرؤية بدقة كافية لاحساس الشعب بالشبع وقفل النور قبل الأكل وبعده – إن وجد أي منهما النور أول الأكل - أكل المصريون خلال العقود الأخيرة أنواع مختلفة ومتنوعة من الدواب والطيور وسمعنا عن خالد الذكر "توفيق عبد الحي" أكثر نجوم استيراد ذوات الأربع وأيضا أصحاب الجناحين حتى لو كان لا يستطيع الطيران ، خلال فيترة حكم الرئيس الأسبق الراحل أنور السادات حكايات وحواديت تفوق الخيال.
وتعتبر حدوتة زيادة مستوى حاستي الشم والسمع مع أهتزاز شديد في الخلفية فور الإحساس بالسعادة والفرح في نفس فترة اختفاء الكلاب الضالة من الشوارع ، وأيضا الطيران الفعلي من الفرح بعد انتشار طيور غريبة الشكل والجسم مذبوحة في الأسواق وغير ذلك من الظواهر المرتبطة فعليا بين التغيير في سلوك البشر وظهرو أنواع مختلفة من الطيور والحيوانات في الأسواق المصرية
وربما كانت أغنية بحبك يا حمار التي اطلقها سعد الصغير على آذاننا دون إذن مسبق، "فبرطعت " بلاخجل داخل كياننا معلنة عن حب المطرب الشعبي الشديد للحمار في شكل غنائي دراماتيكي ربما يحتوي على تعويض معنوي للكائن الذي يعمل في صمت دون شكوى أو رفض أو تمرد ، ومع ذلك أستمرت طريقة معالمتنا للحمار على أنه حمار نصف به الغبي والمتخلف ومن لايفهم ، فبات الكائن المسكين مقياس لأي مضاد في المعنى للذكاء والفطنة وسرعة البديهة بل قمنا بـأليف نكات ساخرة لاذعة على الحمار.
والجديد الأخبار المتتالية منذ سنوات عن ضبط جزارين يذبحون الحمير لدرجة أن أحد الأصدقاء بعد القبض على جزار يبيع لحم الحمير في منطقة ساقية مكي بالجيزة أقسم لي أنه أكل بمفرده مايقرب من حمارين لانه زبون قديم لدى الجزار المقبوض عليه ووالده من قبله ، وقفزت الفيوم للتربع على عرش أكل لحم الحمير بعد القبض على مزرعة تربي الكائن المسالم وتبيعه بغرض الذبح.والطبخ والأكل؛ وخرجت التصريحات متناقضة مع أنباء القبض على القائمين على عملية "تحمير" الطعام كلها تؤكد أن لحم الحمير حلال وأيضا غير مضر وقريبا سيتم اقناع الشعب أنه عن طريق لحم الحمير سينجح الإنسان في حفظ الطرق ببراعة شديدة وبشكل " حماري" فضلا عن عشق اللون الأخضر بحنون وغيرها من الأعراض الحميدة.
ولان المصري خاضع لتجارب وأحلام السلطة ربما قريبا نجد لحم البطريق منتشرا في الأسواق فقط لترويح رقصة البطريق بين الشعب ويظل الشعب بين لحم الحمار والبطريق حائر سيرته تردد في حواديت شعبية