شاركت مصر في تحالف عملية "عاصفة الحزم" العسكرية بجهد من القوات الجوية والبحرية، بهدف استعادة الاستقرار في اليمن، وإسناد وحماية مقدرات شعبه الذي يشكل ركيزة أساسية في بنية الوطن العربي، والذي عانى على مدار السنوات الأخيرة من اقتتال داخلي، أدخل الشعب والدولة اليمنية في نزيف يومي بشري ومادي، أدمى القلوب، وأزعج العقول، ولاستعادة الشرعية في اليمن متمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، بعد أن أطلق نداء استغاثة، ناشد من خلاله محيطه العربي والعالم التدخل لتصحيح الأوضاع، لحكم شرعي، يتعرض للإقصاء من جماعة الحوثيين التي تطلق على نفسها مسمى "أنصار الله"، تزحف للهيمنة على أراضي اليمن بدعم واضح من ميليشيات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح.

 

ومن جانبه، قال المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل إن الرئيس السيسي اتخذ قرار المشاركة في "عاصفة الحزم" لشعوره بدور مصر الإقليمي والعربي، إضافة إلى أنه نادى الدول العربية لتشكيل قوة عربية مشتركة، كما أن التحالف العربي يعتبر تجربة أولية لتكوين تلك القوات.

 

وأضاف إسماعيل، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "مصر تقوم بدور ريادي في الوطن العربي بأسره والعلاقات التاريخية بينها وبين اليمن تخلو من أي مصالح والمصلحة الوحيدة هي ترابط الشعبين المصري واليمني، حيث لا توجد حدود مشتركة أو أجندات تتدخل بها مصر في اليمن، فمصر كان لها الفضل الأول منذ مساندة الثورة وهناك إحساس مؤكد من اليمنيين أن مصر هي الأخت الكبرى لهم".

 

وتابع إسماعيل: "مشاركة مصر في عاصفة الحزم جاءت لشعور مصر بخطورة التمدد الإيراني في المنطقة، إضافة إلى التأثير السلبي الذي كان سيعود على مضيق باب المندب وهو ليس خطرًا على مصر فقط في حالة سيطرة الإيرانيين عليه بل على الوطن العربي بأسره، والرئاسة المصرية أكدت أنها ستشارك في عاصفة الحزم للضرورة، كما دعت مصر للعودة لطاولة الحوار بين الفرقاء اليمنيين وأكدت ضرورة الهدنة الإنسانية"، مشيرًا إلى أن مشاركة مصر بالتحالف العربي كانت مهمة للغاية وجعلته قويًا.