الأقباط متحدون - وليس هناك قلب أحن وأعظم من قلب قداسته!!
أخر تحديث ٠١:٢٩ | الاثنين ٨ يونيو ٢٠١٥ | ١بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٨٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

وليس هناك قلب أحن وأعظم من قلب قداسته!!

حمدي رزق
حمدي رزق

من د. منير داود، رئيس الهيئة القبطية الأمريكية والاتحاد المسيحى العالمى:

مع تقديرى لنصائحكم الخارجة من قلب وطنى نحو كنيسة هى أصدق ما يكون فى الوطنية، ولكنى على يقين بعدم إدراككم الكامل لقوانين الكنيسة التى وضعها المسيح ذاته وعاشت ثابتة على مر العصور، وليس من المعقول أن نغير قول المسيح فى الكتاب المقدس أو نسلك على خلاف ما أمر به وما سار عليه تلاميذه ورسله الأطهار منذ القرن الأول الميلادى وحتى يومنا هذا.

ولا يجب أن نغير ديانتنا من أجل مطالب تتنافى وعقيدتنا، لإرضاء فئة ما على حساب قدسية الكنيسة، والكنيسة تترك للشعب حرية الاختيار، فمن أراد أن يستمر مسيحيا أورثوذكسيا فعليه أن يلتزم بتعاليم الكنيسة وإن لم يرد ذلك فإن الكنيسة لا تستطيع تطليقه أو طلاقه إلا لعلة الزنى.

ألوم عليكم التجنى على قداسة البابا الذى يرعى الإيمان، وعلى قوانين كنيستنا المقدسة، وإن قولكم قداسة البابا، لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، إن العدل الذى تطالبون به ليس عدلا بالنسبة لنا ولكنه محاولة لمناصرة الخارجين على قوانين الكنيسة.

ولومكم على خروج قداسته وذهابه إلى الدير يعتبر نقداً لاذعاً وإنى أقول لكم إنه تجاوز يجب اعتذاركم عنه، وفى هذا أقول «لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تقدموا نصحا مخالفا لواقع الأمور» وعلو الصوت فى بيت الله يعتبر تنكيلا بهيبة المكان والبابا، ولست أظن أنك ترضى عن هذا ولا يمكن أن نسمح لهذه المهاترات ولا نشجعها!، وإن كنت تبغى حنان البابا وعطفه عليهم فإن هذا لابد أن يصحبه حب واحترام من جانبهم بدلا من الكراهية والإساءة!

صدقت القول «كل هذا من عمل شياطين الفيس بوك»، وهنا أذكرك بكل ما قام به الإرهاب من هدم وتدمير وقتل ونهب وخراب، تحملته الكنيسة، وقال قداسة البابا «لو هدموا كنائسنا فسنصلى فى مساجدنا»! أية وطنية أعظم من هذا؟ ألا تتفق معى بأن الخراب الداخلى أشد ألما وأكثر إيقاعا من الخارجى؟.

أما عن كونهم معذبين وعن تركهم دون السماع إلى صياحهم، فإن هذه هى الحكمة عينها، ألست ترى أن عملهم هذا يتمشى مع الغوغائية والفوضى، وألم يكن من الأجدر بهم تقديم مطالبهم (غير المشروعة كنسيا) بطريقة حضارية من خلال مناقشات موضوعية بدلا من هذا الأسلوب البعيد عن الحضارة وتلك البربرية التى تسربت إلينا خلال ما يسمونه الربيع العربى الذى خرب بلداننا، والذى أتمنى ألا يكون مشاركا فى محاولة ضرب كنيستنا؟

قولكم «ليت البابا يسمع هذا من مسلم يخشى على كنيسة الوطن من صرخات الرعية يوم الغمام والضباب!» يدل على حسكم الوطنى وحبكم لكل طوائفه والارتقاء به دونما تفرقة، أما عن صرخات الرعية يوم الغمام والضباب ستكون دينونة عليهم وتعضيدا لكنيسة الوطن التى نخاف عليها جميعا!.

وأذكركم بأنه لا يمكن لأحد أن يزايد على وطنية قداسة البابا وحبه الجارف لكل المصريين على السواء! فهو الراعى الصالح الذى يبذل نفسه عن الخراف التى تسمع صوته وتستجيب لرعايته إذ يسميها بأسماء وهى تعرف صوته!

أناشد سيادتكم أن توجهوا لومكم ونصحكم لهؤلاء، وأنا واثق بأن قداسة البابا سيحتضنهم إن أبدوا استعدادهم لعودتهم إلى أبيهم!، وليس هناك قلب أحن وأعظم من قلب قداسته!
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع