عساسي عبدالحميد – المغرب
أكبر خدمة يقدمها اليوم تنظيم داعش لدولة إسرائيل هو انخراطه في مهمة إعطاب دولتين هامتين من دول الطوق العربية، ويتعلق الأمر بسوريا والعراق في أفق أن ينتقل مشروع الإعطاب هذا لبلدان أخرى كمصر والسعودية، وهو الآن يخبط بليبيا واليمن، الأسرة الحاكمة بالسعودية أخذت على عاتقها مع بلدان الخليج تمويل هذه الحرائق التي نراها اليوم مستعرة بهذه البلدان، فمشيخات نفطستان منخرطة بشكل متميز في أجندة العم سام السام الذي يعتبر أمن اسرائيل جزء لا يتجزء من أمنه القومي.....
والغريب أن تنظيم داعش هذا وحسب استطلاعات عديدة للرأي ثبت أنه يحظى بتأييد السواد الأعظم من المسلمين، وبذلك يكون يتوفر على الشرعية الجماهيرية والتاريخية والدينية، فلا غرابة ان رفضت مؤسسة كالأزهر عدم تكفيرهذا التنظيم بما أنه ينهل من مناهل الأزهر وتقتات على سلفياته ، و لا يقتصر تنظيم داعش على ضم الفئات الأقل تعلما ومكانة اجتماعية بين صفوفه، بل يضم أيضا شبابا متعلما من خريجي الجامعات والمعاهد و أطرا كانت تزاول فيما مضى مهنة الطب والهندسة والمحاماة وتسيير المقاولات ........
قدر دولة اسرائيل(( 8 مليون نسمة )) أن تكون نقطة وسط بحر العرب(( 400 مليون نسمة )) ، أو قدر بحر العرب أن تزرع اسرائيل في قلبه كصخرة صلدة مسننة لم تنل منها أمواج هذا البحر ولا رياحه صرصره العاتية ..
اذن فالنمو الديمغرافي للبلدان المحيطة باسرائيل أو ما تسمى ببلدان الطوق زائد باقي البلدان الأخرى البعيدة عنها والذي طالما شكل خطرا على الأمن القومي للدولة العبرية منذ قيامها في 14 ماي 1948 هاهو في طريقه الى الحل عبر حرائق داعش الممولة خليجيا والذي سيقلص ساكنة المنطقة إلى أقل من النصف بين قتيل ومهجر ...
نحن الآن على مشارف مرحلة متقدمة من مشروع الشرق الأوسط الجديد، وعما قريب ستشب الحرائق المهولة في السعودية وبلدان أخرى، بينما سيسطع نجم دولة إسرائيل كواحة جذب للأمن و المال، و سيطلب الكثيرون الانضمام تحت علمها، والتجنس بجنسيتها، ومنهم بدو سيناء والكثير من اللبنانيين والسوريين وفلسطينيي الأردن ...
أنا نصيحتي للفلسطينيين أن يتسموا بالبراغماتية والواقعية، ويفرغوا رؤوسهم ورؤوس أطفالهم من أحاديث شجر الغرقد والحجر الناطق الذي سيدل المسلم على اليهودي لذبحه ووطئ بناته واستحلال أمواله ، فهذا ليس سوى سراب الربع الخالي الخادع عند الظهيرة الرمضاء، وفقاعات الوادي المتصدع في الهزيع الأخير من الليل ، وما على الفلسطينيين سوى الانخراط بجدية في مشروع دولة إسرائيل الكبرى، لكي يجنبوا أبنائهم الأذى المادي والنفسي، ولكي يضمنوا لهم التعليم الجيد والعيش الكريم ليساهموا هم أيضا في تدبير الشأن العام للبلد كنخب وأطر في مناصب وازنة، ولم لا ؟؟؟ وهذا في إطار تكافؤ الفرص أمام جميع المواطنين بصرف النظر عن منبتهم وأرومتهم ...
Assassi_64@hotmail.com