د.ماجد عزت إسرائيل
قصر"بيلفو" (كاتب السطور أمام فندق الرئيس بساحة باريس )
جاءت زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى للعاصمة الألمانية برلين فى 3 يونية 2015م ، بعد أن تلقى دعوة رسمية لمـــقابلة السيد "يواكيــم جاوك"رئيس ألمانيا ،والسيدة " إنجـــيلا ميركل رئيسـة الــوزراء الألمانية،ومنذ تحديد موعد الزيارة بدأت تشكل لجان لتنظيم حفل الأستقـــبال للرئيس المصرى وجـاليته التى تنتشر فى شتى بقاع الولايات الألمانية ويصل تعدادها نحو 60 ألف نسمه،يتركز معظمها فى ولأيــة الــراين الشمالية،وهى التى عاصمتـــها مدنية دوسلـــدوريف"،بالأضافة إلى أبناء الجاليات المصرية المنتشرة بباقى الولايات الألمانية و بدول الإتحاد الأوروبى.
وللأمانة العلمية أن بعض أبناء من الجــالية المصرية المقيمة بدولة ألمانيا تعارض سياسة الرئيس المصرى "عبدالفــــتاح السيسى" وهؤلاء ينتمون لجماعة الأخــــوان المسلمين والجــماعات السلفيـــة،بالأضافة لبعض الجاليات من الأتراك والفلسطنين من جماعة حماس،وأفغانستان وباكستان وأندوانسيا وآخرون،وهم يشكلون غالبية فى ألمانيا،كمان أن ألمـــانيا تعد من أكبر دول الإتحاد الأوروبى كمعقل لجماعة الأخــــوان المسلمين، ولهم تأثير على عمليات صنع القرار بالسلطة الحاكمة الألمانية،وهذا ما ظهر فى اعتراض رئيس البــرلمان الألمانى،وبين بعض قادة حزب " الخضر الألـــمانى" الذى يضم مجموعة من أعضائه من أصول تركـــية ، وقامت هذه الجماعة، باستخدام شتى الأساليب لعرقلة هذه الزيارة ومن هنا انتشرت الشائعات بقتـــل الرئيس المصرى،والأعتداء على المؤيدين لسياساته،بل استخدموا بعض الصحف التى تصدر بالتــركية والألمـــانية لكسب الرآى العام الألمانى لديهم ،للعمل على فشل هذه الزيارة بكل وسيلة ،لعـــرقة مسيرة شعب مخلــص لرئيسه ولأمة تنهض من جديد بعد فترة ضبابية من عام من حكم جماعة الأخــوان المسلمين لمصر (يونية 2012- 3 يوليو 2013م).
على أية حال ،منذ بداية شهر مايو الماضى 2015م تشكلت لجان لتنظيم وتأمين حفل الأستقبال،بالعاصمة الألمانية برلين مقر السلطة الحاكمة،بالتعاون مع السفارة المصرية والقنصليــــات المنتشرة فى باقى ولايات ألمانيا،متعاونه مع وزارة الداخلية والجش الألمـــانى،بالإضافة لبعض المنظـــمات المدنية ومنها " المنظمة ) Deutsch Ägyptischische Organisationالمصريـة الألمانية " (
ـ وكاتب هذه السطور تقابل مع السيد"رودولف تيجل" بالصدفة الذى حدثنى عن دور هذه المنظمة ،لمعاونة الأجـــهزة الأمنية والأعلامية فى تنظيم حفل أستقبال الحكومة الألــــمانية للرئيس المصرى السيسى،وأرشاد أفراد الجالية إلى مناطق لقاءات الرئيس مع الرئيس الألمانى ورئيسة وزراء ألمانيا وبعض الوزرات ــ وكل ذلك من أجل المحافظة على سلامة الرئيس وخاصة بعد أنتشار شائعات أغتياله والأعـــتداء على الجالية من قبل جماعة الأخوان المسلمين ومعاونهم من دول متعددة ،وهذا ما ظهر فى الأعتداء على الأتــوبيس الخاص بالبعثة الأعلامية والفــــنانين فى 2 يونية 2015م بعد الخروج من مطار برلــــين،وتـــسرب حضور الفتاة المصرية "فجر العادلى" وهى طالبة الطب بجامعة مــــــاينز وليس لها علاقة بالأعلام لمـــــؤتمر الرئيس الصحفى مع ميركل فى 3 يونية 2015م،بالأضافة لمحاولة الاحتكاك للأعتداء على بعض أفراد الجالية أثناء الأستقبال الرئيس المصرى.
وللحقيقة التاريخية وضعت وزراة الداخلية خطة محكمة لزيارة الرئيس المصرى "عبدالفتاح السيسى " لتأمين سلامته ومستقبيله ،وساعدها على ذلك تقارب المسافات بين مناطق تحركات الرئيس المصرى ربما تصل إلى نحو 4 كيلومتر مربع،ما بين أقامة الرئيس بفندق بساحة باريس بالقرب من البوابة الألمانية ،وما بين قصر "بيلفو"الرئاسي ـ حيث أن القصر يتمتع أيضا بأهمية تاريخية ومعمارية، تأسس القصر في العام 1785 على يد الأمير فرديناند فــون برويسن ـ ومابين مقر رئيسة وزراء ألمانيا ،وزارة الأقتصاد الألمانية ،ومن هنا وضعت خطة أمنية لتحركات أبناء الجالية المؤيدة لموكب الرئيس ،وخطة لمواجهة أعمال عنف جماعة الأخوان ومعاونيه،وكل ذلك بالتعاون مع السفـــارة المصرية والقنصليات والمخــــابرات المصرية الألمانية.
وما يدل على ذلك زيادة الآجراءات الأمنية من وزارة الداخلية الألمانية منذ هبوط طائرة للرئيس "عبد الفتاح السيسى" فى 2 يونية 2015م، بأحد المـــتطارات العسكرية فى برليـــن، وتم تأمين تحركه من المطار للفندق الذى فرض عليه حصار من رجال الشرطة وســــيارات أمنية متعدة الأشكـــال والأنواع،كما وضعت خطة عند التوجه للــــقصر الرئيسى،حيث تحركت سيارة تشبه ســيارة الرئيس الحقيــــقة وبها شخص يشبه الرئيس ويقوم بتحية أبناء الجالية،حتى الوصول لسلم قصر الرئاسة،وبعد مضى نحو عشرة دقــائق حضرت سيارة الرئيس الحقيقة وبدأ الأستقبال الرسمى،كما أن زيارتـــه لمقر رئيسة وزراء ألمانيا تم بنفس الصورة، وكان خروجه من رئاسة الوزراء بخطة لدرجة لم يراه احد،حتى ذهابه لوزراة الاقتصاد الألــمانية،وعــودته للفندق مرة آخرى،وكذلك لقائه مع أبناء من جاليته فى صباح 4 يونية 2015م،حتى مغادرته ألمانيا متوجهاً إلى دولة المجر.
وربما السؤال الذى يطرح نفسه كيف تعاملت الشرطة الألمانية مع الجالية المصرية المؤيدة والمعارضة عند أستقـــبالها للرئيس "عبدالفتاح السيسى" ؟ وضعت خطة أمـــنية محكمة حيث خصصت مكان لخط سير جماعة الأخـــوان المسلمون ومعاونهم من دول متعددة وبصدق كان أفرادها عدد محدود ،ولا توجد مقــارنه مع مؤيدى الرئيس المصرى،،ونجحت الشرطة فى عدم مواجهه الطرفين وجها لوجه،ولكن حدث تســلل من أفراد الجماعة إلى المؤيدين لمحاولة رفع أشارات وتصويرها على أنها المعارضـــــة ،أو تصوير جزء من الجالية ليظهور للأعلام هؤلاء المؤيدين،ولكن بعض من أبناء الجالية المؤيدة أكتشفوا ذلك وحـــدث تشـــابك بالأيدى وتدخلت الشرطة فى هدوء وأنتهــت الموقف،كما حاولت قــناة الجزيرة تصوير المشهد الــــمؤيد فقد استعانت بطقم من بعض دول أفريقيا للتصوير دون وضع شعارها،كما حدث مشهد لأبد أن أوضحه وهو فى لحظة لقاء الرئيس مع ميركل حاولت جماعة الأخـــوان الاحتكــــاك بالمؤيدين للرئيس عن طريق أشـــارات وشتائم وكلمات خارجه لا داعى لذكرها ،
وكان الموقف يؤدى لتشابك ولكن يقـــظة الشرطة حالت دون ذلك، بل قامت بالفصل بحواجز حديدية وبشرية ولجان منظمة من المنظمة السالفة الذكر، ولم يحدث اعتداء واحد من الشــرطة على أى فرد ،ولا تحرش،ولا سرقات،ولا سقــــوط أفـــراد على الأرض نتيجة تعب أو حالات أغمــــاءات ،ومن الطريف أن رجال الشرطة كانوا فى حالة بهجة من سماع المــــوسيقى والأغـانى الوطنية المصرية، وخاصة عندما غنى الفنان "مدحت صالح " و"هشــــام عباس" وكانوا يرقصـــــون ولكن ظروف عملهم منعتهم من ذلك عند سماعهم تسلم الأيدى، وطلبت أحد فضائيات ألـمـانيا تسجيل جزء منها،ومن سيدة مصرية مقيمه فى ألمانيا أن تطلـــق "زعاريد "،ليتــنا نكون بهذا المقال قد ازلنا اللبس و وضحت الصورة ، وتكون زيارة الرئيس لبرلين درسناً عملياً تستفيد به أجهزتنا المصرية الأمنية .