مينا اسعد كامل
في ذلك الوقت الذي ننادي به بالاستقرار ونطالب بتطبيق القانون لتحقيق المواطنه ، يأتي الدكتور محمد عمارة ليبث الكراهية والتعصب بدون علم تجاه المسيحية .
نعم إن الدكتور محمد عمارة اعلن فيما قدمه مؤخرا في كتابه "دراسات غربية تشهد لتراث الإسلام" جهله الشديد بأبسط القواعد المعرفية عن المسيحية .
حقيقة لست أدري مدى امكانية تطبيق قانون " ازدراء الأديان على فضيلة الدكتور ، بالمناسبة لا اقصد ابدا ازدراء المسيحية ، بل اقصد ازدراء الاسلام ، فما قدمه الدكتور عمارة في هذا الكتاب لهو يتلخص في جملتين
جهل بالمسيحية
ازدراء للإسلام !
من فخر القوة أن تكون منتصرا على القوي ، فانتصارك على الضعيف لا يعد انتصارا بأيه حال من الاحوال ، لذا عندما يتحدث الكتاب قائلا " ص٢٣ »إن الجانب المهم فى إنجاز الإسلام فى الشرق الأوسط هو أنه حل محل المسيحية، إن السبب الجوهرى لذلك هو الضعف الداخلى للمسيحية أو كون بذور الضعف فى قلب المسيحية"
اني اراه بغباء التعصب وحماسة الجهل يقلل من شأن الاسلام والدليل على ذلك هل لو عكس النص استقامت العبارة ؟ بمعنى هل لو لم توجد تلك البذور الضعيفة في قلب المسيحية كما تدّعي هل كان سيعجز الاسلام عن الانتشار ؟!
انت القائل سيدي ولسنا نحن ، وما تقوله انت نراه ازدراء للإسلام ، وفي كل الاحوال ما تكتبه عن دينك هو شأنك الخاص ، اصحاب دينك يقبلونه منك او يرفضونه اما تكتبه عن ديننا وعقيدتنا فهو أيضا شاننا الخاص نجيبك عنه كيلا تظن نفسك حكيما في عيني نفسك.
ونأتي الي وصفك للمسيحية انها ديانة "فاشلة" على حد تعبيرك ، فأنت هاهنا تطعن في دين يراه المسلمون دينا سماويا ، فكيف جرؤت أن تتهم الله عز وجل - حاشا والف حاشا - ان يكون منزلا لديانة فاشلة ؟؟ حاشا !!!
نترك هذا للعلماء الحقيقيون من ملتك للرد عليك، إن تجاوزوا عن ازدرائك للذات العليا.
اذا ما تحدثنا عن أدله تحريف الانجيل التي اشرت اليها ضمنيا في كتابك فأنت تعلم جيدا عجزك وفشلك في اثبات ادنى تغيير لتعليم ، او فقدان لنص ، ويشهد بهذا علوم النقد النصي التي اثبتت استحاله اجراء التبديل او التغيير في الكتاب المقدس ، ويشهد بهذا علوم الباترولوجي التي اثبتت انه حتى ان ضاع الانجيل نستطيع وبسهوله ان نجمعه من اقوال الاباء الاولين عده مرات وليس مرة واحدة ، ويشهد بهذا قول الانجيل لنفسه ان السماء والارض تزولان لكن حرف واحد لا يزول !
وثق سيدي تماما انك ستظل عاجزا حتى مماتك عن الاتيان بدليل موثق واحد يستند علميا على اسس وقواعد ثابته تستطيع ان تثبت منه تحريف الانجيل !
يصطدم القارئ البسيط بصدمة جهلك حينما تقول " فاللاهوتيون كانوا يكتبون باليونانية لكن طريقة تفكيرهم كانت بشكل أساسى بعقليتهم فى لغاتهم الأصلية (السريانية – القبطية) وقد أدى الاختلاف فى العقليات إلى اختلاف فى الصيغ اللاهوتية فى قضايا مختلفة، وعندما كانت تطرح هذه القضايا اللاهوتية المختلف عليها أمام المجامع المسكونية (العالمية) كان اليونانيون يستبعدون المسيحيين الشرقيين من حق التصويت«.
ياللعجب ! صديقنا الدكتور عمارة لا يعرف ان اثناسيوس الرسولي من الكنيسة الشرقية هو من قاوم بدعه اريوس والذي لولاه لصار العالم اريوسيا ، حفظت الكنيسة الشرقية الايمان في العالم باكمله ، يقول عنه نيافة الانبا بيشوي انه لم يخترع شيئًا جديدًا بل استلم من معلمه وأستاذه البابا ألكسندروس، الذي استلم بدوره من البابا بطرس خاتم الشهداء "الإيمان المسلم مرة للقديسين" (يه 3). وحينما وقف الشماس أثناسيوس في مجمع نيقية يحاور أريوس كان في وقوفه يشعر بقوة الأبوة التي كان يشمله بها البابا ألكسندروس وبمساندته له.
وكل هؤلاء اباء شرقيين
ومثال اخر البابا كيرلس الكبير هو ابن أخت البابا ثاوفيلس البطريرك الـ23، تربى عند خاله في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، ثم أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ على أيدي الشيوخ الرهبان القديسين خمس سنوات... ثم رسمه خاله شماسًا وعينه واعظًا وجعله كاتبًا له.
الذي رد على مفتريات الإمبراطور الكافر يوليانوس في مصنفاته العشرة.
و رأس المجمع المسكوني بمدينة أفسس (كان مكونًا من مئتي أسقف) وناقش نسطور بطريرك القسطنطينية والذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله، وبين له ضلال بدعته.
كان ابا شرقيا .
ان التاريخ - شاء الدكتور عمارة ام ابى - يشهد بدور الكنيسة الشرقيه في حماية المسيحية لكثير من الهرطقات يشهد التاريخ لرسائل القيامة التي حررها أساقفة الإسكندرية واعتبرها العالم لها أهمية تاريخية ممتازة.
بل ويشهد التاريخ بدور الكنيسة الشرقية في تحديد عيد الفصح نظرا لان تحديد هذا الميعاد سنويًا يحتاج إلى دراية فلكية واسعة وعمليات حسابية دقيقة فقد أسند المجمع هذا العمل إلى أساقفة الإسكندرية نظرًا لشهرتهم الفلكية والعملية، ليقوموا بتحديد موعد العيد وتبليغه إلى الكنائس الأخرى في أنحاء المسكونة.
نترك احد الباحثين يلخص دور الكنيسة الشرقية ومصر تحديدا فيقول
" إن مُساهمة الكنيسة القبطية في المسيحية لهي عديدة. فقد لعب دورًا هامًا في اللاهوت المسيحي... وخاصة لتحميها من الهرطقات الغنوسية. وقد حَمَت الكنيسة القبطية آلاف النصوص، والدراسات اللاهوتية والإنجيلية، وهي مصادر هامة لعلم الآثار. وقد تمت ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة القبطية في القرن الثاني. وقام مئات الكتبة بنسخ نسخ من الكتاب المقدس وكتب طقسية ولاهوتية. والآن، تضم مكتبات ومتاحف وجامِعات في العالم أجمع مئات الآلاف من المخطوطات القبطية التي حفظت الايمان وسلامة النقل باصول شرقية.
وتعتبر مدرسة الإسكندرية المسيحية هي أول مدرسة من نوعها في العالم، فبعد نشأتها حوالي عام 190 م، على يد العَلاَّمة المسيحي بانتينوس، أصبحت مدرسة الإسكندرية أهم معهد للتعليم الديني في المسيحية. وكثير من الأساقفة البارِزين من عِدَّة أنحاء في العالم تم تعليمهم في تلك المدرسة، مثل "أثيناغورَس"، و"كليمنت" (القديس كليمنضس السكندري)، و"ديديموس . وقد زار العديد من العلماء المسيحيين مدرسة الإسكندرية، مثل القديس جيروم ليتبادل الأفكار ويتصل مباشرة بالدارِسين. إن هدف مدرسة الإسكندرية لم يكن محصورًا على الأمور اللاهوتية، لأن علوم أخرى مثل العلوم والرياضيات وعلوم الاجتماع كانت تُدَرَّس هناك. وقد بدأت طريقة "السؤال والجواب" في التفسير بدأت هناك. ومن الجدير بالذِّكر، أنه كانت هناك طرق للحفر على الخشب ليستخدمها الدارسون الأكفاء ليقرأوا ويكتبوا بها، قبل برايل Braille بـ15 قرنًا من الزمان! وقد تم إحياء المدرسة اللاهوتية لمدرسة الإسكندرية المسيحية عام 1893 م. واليوم لديها مبانٍ جامعية في الإسكندرية، والقاهرة، ونيوجيرسي، ولوس أنجلوس، حيث يدرس بها المُرَشَّحون لنوال سِرّ الكهنوت، والرجال والسيدات المؤهلون العديد من العلوم المسيحية كاللاهوت والتاريخ واللغة القبطية والفن القبطي.. بالإضافة إلى الترنيم والأيقنة (صنع الأيقونات) والموسيقى وصنع الأنسجة."
هذا ما سيحفظه التاريخ على سبيل المثال وليس الحصر ، وثق انه سينساك انت فمحاولات التزييف للتاريخ عده ، وكشفها اسهل ما يكون ، ليكون شاهدا على جهلك بالمسيحية.