القمص اثناسيوس جورج
قَبولنا للكنيسة هو قبول للØياة، قبولاً مطلقًا كليًا دون أﻱ استثناء ولا انتقاء؛ لأن نعمة الخلاص الآتي لنا من Ù…Øبة الله الآب ونعمة الابن الوØيد وشركة وموهبة Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³Ø› تمنØنا وتبعث Ùينا Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø·Ùولية والبساطة التي ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙŠØ³ÙˆØ¹. نتشرَّبها بالإيمان الشعبي البسيط، ونتسلمها بالالتØام بالتعليم اللاهوتي القائم على المعرÙØ© والخبرة والبراهين المستندة على الوØÙŠ الإلهي، Ùنذوق الخبرة الروØية القائمة على التجاوب السينرجي الشخصي. كل أرثوذكسي صميمي هو غيور وأمين لعقيدته وكنيسته، وذهابه إلى الكنيسة يكون للقاء الرب يسوع وجهًا لوجه، وأيضًا ليواجه Øقيقة Ù†Ùسه ذاتها، من أجل توبتها وخلاصها واتØادها بالذبيØØ©ØŒ لا ليÙقيم Ù†Ùسه قاضيًا ومعلمًا ليدين الأساقÙØ© والكهنة والخدام، ولا ليÙصل بين الØنطة والزوان؛ ولا بين السمك الجيد والردﻱء، لأن الكنيسة باقية ÙÙŠ ØÙ‚ الØضرة الإلهية بسلطانها السرﻱ الروØÙŠØŒ وبقوة Ùعل الروØانية الرسولية الكائنة ÙÙŠ طقوسها وقوانينها وترتيب هيرارخيتها القائم من اجل التقويم والتنقية والتدبير ÙˆÙÙ‚ الاØكام الالهية بلا مجاملة ولاتشويش ولاتسيب ØŒ Ùهي لاترضخ لملوك ولا لاباطرة ولا لابتزاز ،لانها شاهدة ÙˆØاملة لضمير الØÙ‚ ØŒ وهي لن تتØول الي منتدي او سوبر ماركت ÙˆÙقا للامزجة وتقلبات الزمان .
الكهنة خدام هذه الأسرار ÙŠØملوننا ÙÙŠ قلوبهم بأبوّة وأمومة روØية صادقة. وهÙÙ… بØÙ‚ رعاة لا تنقص رسالتهم شيئًا عن العمل التعليمي والذبائØÙŠ والرعوﻱ والليتورجي. كيانات روØية لا مجرد أشخاص عادية؛ بل أبواق إلهية وضعت على عاتقها عبء خدمة وغسل أرجل جسد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ï»± هو الكنيسة. ولكل واØد منهم وزناته التي لا ÙŠØاسبه عنها الناس بل الكرَّام صاØب الكرم، الساند والعامل ÙÙŠ كرمه، ليÙØªØ Ø£Ù…Ø§Ù…Ù†Ø§ ملكوته منذ الآن، ويجعله راسخًا أمام أبواب الجØيم، بينما كل المجالات الأخرى للØياة تÙبتلع وتندثر تمامًا.
لذلك كل من يدخل الكنيسة بيت الله ØŒ المÙترض Ùيه أنه داخل إلى الÙردوس لسَبْر أغوار Ù†Ùسه؛ مشتركًا ÙÙŠ العبادة والوعظ. يهرع إليها لينجو من تيارات الطوÙان؛ Ù…Øتميًا بالثقة والإيمان بكل عقائدها الجوهرية، متÙهمًا جيدًا لوجوب الطاعة لها من غير مساومة، بل بثقة وطيدة ÙÙŠ مسيرتها؛ عبر التاريخ الموثق ÙÙŠ خبرة صدور الذين سبقونا وسلمونا ما اختبروه، لنعيش Ù†ØÙ† ما تÙمليه علينا سلوكيات ومقتضيات الØياة الجديدة . ÙˆØتى إذ ما طل علينا شيء غير Ù…Ùهوم أو معلوم لدينا، Ùذلك لأننا ما زلنا ÙÙŠ بدايات الطريق ومبتدئين عليه؛ عبيدًا بطَّالين، بل ولم نصل إلى رتبة العبد البطال الذﻱ Ùعل كل البر.
كنيستنا مملوءة من الآباء الروØيين المنارات، المعروÙين ببصيرتهم الروØية ÙˆØكمتهم وقداستهم. وأيضًا هي مملوءة من الملايين الغÙيرة من العابدين، الذين مَنْ أراد أن يتعلم ويستÙيد منهم؛ سيجد الÙرصة والمناخ Øالما يتراءَى أمامهم : من صلاتهم ووعظهم وقدوتهم وكتاباتهم وسيرتهم ومواظباتهم؛ وشهادتهم Øتى الدم والØرق والنÙÙŠ. لأن المسيØÙŠ الØقيقي الذﻱ ينظر إلى رئيس الإيمان ومكمله الرب يسوع، سيجد الكون كله ممتلئًا من مجده!! ألم يقÙÙ„ الرب Ù†Ùسه : "أن رئيس هذا العالم قد Ø·ÙØ±Ø Ø®Ø§Ø±Ø¬Ù‹Ø§ØŸ!". لذا عندما نتخلص من الإدانة والشر والتسلي بالÙØ¶Ø§Ø¦Ø Ø› انما نسلك طريق Øمل الصليب والÙØ±Ø Ø§Ù„Ø±ÙˆØÙŠ اليقيني؛ الذﻱ لكل من ÙŠØمل الصليب بلا تذمر ولا تمرد؛ Ùيكون له النير هيÙّنًا والØمل Ø®ÙÙŠÙًا. أعضاء بعضنا لبعض؛ متشاركين ÙÙŠ جوهر واØد، تسرﻱ Ùينا المØبة، لأننا ÙÙŠ اليوم الأخير سنØاسَب على المØبة تنÙيذًا أو تقصيرًا.
Ùإما أن ننشر عبق رائØØ© Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙƒÙŠØ©ØŒ أو Ù†Ùشيع رائØØ© موت ونتانة Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆÙسادها؛ إذا أنجذبنا لإشاعة المذمَّة بجهل. تكون موجة الÙساد واللوم قد اكتسØتنا، وتركنا ناموس المØبة والأدب المسيØÙŠØŒ مشوÙّهين جمال وجه الكنيسة، "لأننا رائØØ© Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙƒÙŠØ© لله ÙÙŠ الذين يخلصون؛ ÙˆÙÙŠ الذين يهلكون؛ لهؤلاء رائØØ© موت لموت؛ ولأولئك رائØØ© Øياة Ù„Øياة" (٢كو Ù¢ : ١٥). ما أشد Øاجتنا لا إلى ألسنة لاذعة ناقدة هدَّامة، بل إلى الألسنة المصلية المسبÙÙ‘ØØ© الشاكرة؛ كي تØجز بين الصÙين؛ Ùيق٠الوبأ!! ويعÙÙˆ الله عن جهالاتنا واØتقارنا للروØØ› وازدرائنا بالدم ودَوْسنا للمقدسات.
وليعلم كل من لديه Ø±ÙˆØ Ù‡Ø¬ÙˆÙ…ÙŠØ© وانتقاد Ù…Ùرّ، أن العبرة ÙÙŠ المسيØية بالنهايات وليست بالبدايات، كي لا ÙŠØكموا على شيء قبل الأوان، وكى لا ينصÙّبوا أنÙسهم قضاة، لأننا ÙÙŠ مسيرة ضمن التاريخ الإلهي، Øلاوتها ÙÙŠ التوبة والبداية الجديدة لكل واØد "هَبْني يارب أن أبدأ"Ø› لأن العÙبْرة ÙÙŠ أن أبدأ أنا؛ لا ÙÙŠ أن أنشغل ببداية غيرﻱ؛ أن أنظر إلى Ù†Ùسي لا أنظر لمن Øولي، لأننا جميعا لسنا ÙÙŠ نهاية الرØلة؛ بل ÙÙŠ Ù…Øطة لا تتوق٠لنتجدد ونتغير. Øبة Øنطة مستقبلها ÙÙŠ دÙنها، وخميرة عملها ÙÙŠ تخميرها، Ù…Øترمين الÙروق الÙردية بين المؤمنين ÙÙŠ الكنيسة؛ من جهة نموهم التدريجي (٢كو Ù£ : Ù¡) (Ø£Ù Ù¤ : ١٣).
إذا كان الكاهن موضوعًا كي يكون إيقونة للكاهن الأعظم خادمًا لأقداسه، إذن من يذمه يشترك ÙÙŠ تقويض عمل الخدمة الإلهية، بالسوء الذﻱ يقدØÙ‡ (أع ٢٣ : Ù¥). Ùإن كان هناك لأØد رأﻱ Ùيه؛ Ùليذهب إليه ويعاتبه Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ ÙˆÙ…Øبة Ø´Ùجاعة موصولة بالØوار الهادÙØŒ لأنه إن كانت النميمة سيئة ومذمومة ÙÙŠ ØÙ‚ الناس، Ùكم وكم تكون ÙÙŠ ØÙ‚ الكاهن!!ØŒ لأنها لا تمسّ شخصه Ùقط بل عمل الخدمة الإلهية والرعاية، Øتى أن الشيطان يجد أداة تعمل لزعزعة الثقة وإشاعة المذمة؛ التي غالبًا ما تكون مبنية على أوهام وتصورات مبتورة؛ تتصوب Ù†ØÙˆ هدم العمل الإلهي، للانصرا٠ÙÙŠ الملاسنات والدمدمة وشيوع الدينونة. ربما ÙÙŠ Ø£Øيان كثيرة تأتي هذه الإسقاطات نتيجة قصور ÙÙŠ الرؤيا والمØبة تارة وتارة أخرى بسبب علو سق٠المثاليات، التي يصعب على الكاهن أن يتممها؛ لأنه من طين؛ وسيموت من طين.
من يبتغي البناء ÙˆØ§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ ان يتخذ الوسيلة الواجبة لاØقاق الØÙ‚ ،و لا يتبع الذم والهدم والوهم والتشهير ØŒ ولا يتخذ من التهجم والهمجية وسيلته خلوًّا من الأدب والØياء. Ùقد وصل بالبعض التطاول ÙÙŠ صÙØات الجرائد ÙˆÙÙŠ ÙسØات الإنترنت ÙˆÙÙŠ ساØات القضاء!! ووصل بالبعض بتعمد اÙساد Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¹Ø¨Ø§Ø¯Ø© وتØويل الكنيسة بالتطاول ÙˆØ§Ù„ØµÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ù‡ØªØ§Ù Ø§Ù„ÙŠ مغارة لصوص ØŒ (Øسب قول السيد الرب ). وتشخيصي لما يجري بأن عدوى التمرد المجتمعية قد استشرت وأصاب Ùيروسها كثيرين، دون تمييز ولا تقدير ØŒÙاستهوت غير المميزين والمØرضين Øتي اختلت معاييرهم؛ وتجردوا من وعي الأصول الروØية، معطين أعداء صليب Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ùرصة الشماتة وإهانة المقدسات، ما دÙمنا Ù†ØÙ† قد استبØناها ،ومادمنا تركنا عنا اصول Øياة القداسة والاستقامة ÙÙŠ معاملاتنا وسلوكنا بمخاÙØ© واتزان متعقل ومعقلن .
وأقول أن كل نقد Ø¬Ø§Ø±Ø Ù†Ù†Ù‡Ø´ ونأكل به بعضنا بعض يؤدﻱ إلى Ùنائنا، وأن الاغتياب بالأوصا٠والاتهامات القبيØØ© لإرضاء نزوات وعداوات القلوب المتغربة عن الله، أدَّى إلى التجدي٠على الاسم الØسن بسببنا، Øتى ÙاØت رائØØ© النهش؛ عندما قرأها رجل الشارع والجميع من كل Ù…Ùلَّة، ÙصÙَّر بÙمه وضرب ÙƒÙًّا على ÙƒÙØŒ لخروج خصوصياتنا على الملأ. Ùلنتذكر جميعًا غَيْرة صبانا؛ ولماذا تغربنا عن أنÙسنا وعن وديعة قلوبنا وسريرتنا الطيبة. الله هو نصيب الكاهن وهو الذﻱ سيØاسبه على نذور تعهداته وتكريسه، Ùلا تدÙعه بذمك وغَيّك الشخصي أن يدخل معك على الخط، لأن ÙÙŠ ذلك خسارة وتشويهًا للأيقونة؛ لا ترضاها ولا يرضاها كل غيور على الخلاص.
سالكين بعÙØ© واØتراس، Ù…Øسوبين من البنَّائين المَهَرَة، ومن المعاونين المتعاونين؛ لا من المخربين والخائنين الهدَّامين، Øتى لا نعمل Ù„Øساب إبليس؛ Ùتتعطل الخدمة وتÙلام بسببنا، ستَّارين على العيوب، Ù…Øبين ÙÙŠ كل شيء، رØومين كسيدنا الرØيم، موضوعيÙّين لا شخصانيين، وغيورين على الهد٠والوسيلة أيضًا. هناك قوانين موضوعة منوطة لمثل هكذا امور ،وهناك ايضا جهات اختصاص هي التي تضطلع بالÙصل لابد ان تتبع ÙÙŠ كنيسة نقية قوية راسخة Øملت وتØمل صليبها عبر كل الزمان ،لتسلمه للاتيين بلا دنس ولاغضن ولاشئ من ذلك ،وهي لاترضي الا ان تكون بهية بهاء الشمس والقمر .
لقد قال معلمنا يعقوب الرسول عن اللسان بأنه نار تØرق؛ وأنه سÙمٌّ قاتل؛ وأنه أكثر ØÙدَّة من السيÙØŒ وأننا سنعطي Øسابًا عن كل كلمة بطَّالة. لذلك لنرى دائمًا العالم من Øولنا بعين التÙاؤل والرجاء، ناظرين إلى الØسن والØلو والإيجابي، لأن المتخبط والمرتاب لا يرى أﻱ نور ولو بصيص، Ùيستعمره الشيطان المستبÙد؛ ويجرّه جرًّا لخس٠الآخرين.
أما الكاهن عليه أن يقدم دليل كهنوته للمقاومين؛ عندما ينظر إلى Ù†Ùسه ويصØØها؛ منتÙعًا من كل رأﻱ بنَّاء، وعندما يذهب إليهم مبادرًا؛ ليقبÙّل أقدامهم ويغسلها، عندئذ٠ستسقط القشور عن عيونهم؛ ويبصروا ما Ù‡ÙÙ… عليه، لأنه خادم لكل Ø£Øد ولا ينÙÙر من Ø£Øد، Øتى من الذين يذمÙّوه كي يقرÙّبهم، ÙˆØتى لا يكونوا ضمن من يشتكوا عليه ÙÙŠ اليوم الأخير.. ساعيًا إليهم بØب واع٠وأÙÙÙÙ‚ واسع؛ لا ليدللهم بل ليردهم. ولا ليكسبهم لشخصه؛ لكن ليضمهم إلى راعي Ù†Ùوسهم؛ ويØملهم إلى Ùندق الكنيسة؛ كما Ùعل الرعاة إغناطيوس الأنطاكي وبوليكاربوس وكبريانوس وأثناسيوس وكيرلس وبطرس خاتم الشهداء وأغسطينوس؛ الذين مع كونهم كهنة عتيقي ومؤصلي القÙدَم، إلا أنهم انØنوا وغسلوا الأقدام؛ كسيدهم الذﻱ كان مرتسمًا عليهم بنور دعوته