الاربعاء ٣ يونيو ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
في بلاد ليس كبلادي، يأخذ بائع الوطن والوطنية الفرصة للفرار والقفز من فوق السور،، يقفز لأنه لا يستطع الفرار فيعطه الخصم الفرصة للفرار، ويا عالم ما سيفعله حال الفرار؟ ومنذ أن هدم السادات بالبلطة سور المعتقلات إلى أن هدمت حماس أسوار السجون المصرية لتحرر ذويها وقادتها لم يجرؤ أحد على وضع السلم بجوار سور السجن ليقفز من فوقه المتهم للفرار.
إلى أن جاء الرئيس السيسي ووضع السلم وحلها لمن يقدر ولمن يرضا عنه الأمريكان والغرب والشرق ويحمل جنسية أخرى تحميه من أن يعاقب إذا كان مدان، اختار السيسي طريقة القفز القانوني، وكأنه يخشى من الضغط للإفراج، لا يرد كارثة أيمن نور تتكرر، فأعطى ثغرة لكنها والحمد لله لا تنطبق على مرسي والمرشد وكثيرين لكنها لم تزل ثغرة قائمة، لم يبيع الوطن ويدوس الوطنية ويشعر بأن الظلم فاق طعم المر، ويستغني عن جنسيته ويطير للخارج ويحلق في آفاق أوسع.
ندبنا كثير على العبقري الإخواني الذي كان ممنوع من السفر لأمريكا فسافر مع وزارة التربية والتعليم،، ولكنه سافر ولم يعد وأخرج لنا لسانه، هل نتعظ وندرك الفارق بين المحمدين، محمد فهمي الذي تمسك بجنسيته المصرية وأصر على البقاء بها وليتحاكم أمام قاضيه الطبيعي لآخر لحظة، واثقاً في براءته، ومحمد سلطان الذي اختار الأمريكان وخرج من المطار بقانون القفز من على السور، قفز من السور وحلق في السماء الواسعة، وأطلق صرخة النصر، أنا حر، ولم يثق في القضاء، لعل محمد فهمي ترك الإجراء هذا لآخر لحظة، بعد أن يفقد الأمل في براءة هو يثق فيها، والقضاء لا ينصفه لأسباب يراها لكنه لم يزل متعلق بأمل وثقة في القضاء المصري، لكن ابن الإخوان الذي أضرب من أكثر من أربع مئة يوم عن الطعام، وتخل عن جنسيته، وتخلى عن أبيه وفر وقرر أن يعش سجين في أمريكا على أن يحاكم أمام محاكم بلاده.
فهمي الكل يبرئه، وسلطان بره مصر ووالده يتجه بثبات لحبل المشنقة، فهل يندم مرسي على أنه لم يحصل على الجنسية التي يحصل عليها نجليه؟ هل تظهر فجأة جنسيات للمرشد وللبلتاجي وللشاطر؟ تؤمن لهم الخروج الآمن أم نضع ضوابط أكثر لهذا القانون الذي يعبر بهم من فوق السور، ويعلنون من خلاله تشكيكهم التام في القضاء المصري.
فرار سلطان إما لمرارة تغص حلقه بظلم فادح أو لانعدام الوطنية، تلك الوطنية التي تجتث من الجذور فور دخولك الجماعة الإخوانية، لن أحكم على سلطان، سأترك أفعاله تظهره عندما نرى ماذا سيفعل وسيصرح في أمريكا حيث حط رحاله؟
المختصر المفيد شرف لمصر أن يتخلى عن جنسيته قليل الحب لها، والحمد لله أن ثمة فرصة لمن يشعر بالظلم أن يفر فالشعور بالظلم لا يطاق.