الأقباط متحدون - أزمة الشرق الأوسط وعلاجها!
أخر تحديث ٠٥:٢٤ | الثلاثاء ٢ يونيو ٢٠١٥ | ٢٥بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أزمة الشرق الأوسط وعلاجها!

عبدالخالق حسين

مقدمة
في عصر العولمة لا توجد مشكلة إلا ولها علاقة بمشاكل أخرى في دول قريبة أو بعيدة. لذلك فالأزمة العراقية لا يمكن تناولها وإيجاد الحلول لها بمعزل عما يجري في العالم، وما لها من علاقة بأزمات دول الجوار وما بعدها وصولاً إلى أمريكا والصين وروسيا.

بعد نشر مقالي الأخير الموسوم (جدل حول أسباب الإرهاب)(1)، تلقيت الكثير من التعليقات الإيجابية من القراء الكرام، من بينهم كتّاب وأكاديميون متميزون متابعون للشأن العراقي، كذلك أربع أو خمس تعليقات فظة من شخص واحد معارض للمقال. المشكلة لدى هذا المعارض أنه لا يرى الأمور إلا بلونين، أسود وأبيض، فإما أن تكون عدواً لأمريكا أو عميلاً لها، ولا مجال للنقد او حتى المطالبة بعلاقة متكافئة معها. وعلى سبيل المثال كتب في أحد تعليقاته: "كانت مقالاتك تدعو الى قواعد أمريكية، وتالي رحت تكتب ضد امريكا، وكيف يكون التلون ؟!" ففي نظر هذا القارئ أن أي نقد لأمريكا هو تلون، وانتهازية! ولا أدري لمصلحة من هذه الانتهازية ؟

وربما سيكون مقالي هذا مخيباً لآمال هذا المعلق، فإني مازلت أطالب بعلاقة ودية مع أمريكا ولست ضدها، وأتمنى لو كانت لأمريكا قواعد عسكرية في العراق، فمعاداة العراق بوضعه الحالي لدولة عظمى بإمكانيات أمريكا معناه المزيد من المشاكل وحروب استنزاف أقرب إلى الانتحار الجماعي التدريجي. ولو كانت لأمريكا قواعد عسكرية في العراق لما سمعنا أصلاً بداعش وغيره من زبالات الدنيا. فكما كانت عليه في ايران، هناك جماعة في العراق مازالت تردد شعارات قديمة أكل الهر عليها وشرب، مثل (كلا كلا أمريكا..الخ) والتي تخلت عنها إيران نفسها، الا انهم  يتاجرون بها كمزايدة على الوطنية.

المرض والأعراض
بداية، يجب أن نميز بين المرض وأعراضه. فالصداع مثلاً ليس مرضاً، بل أحد الأعراض التي يمكن أن يسببها أي مرض من بين عشرات الأمراض، ومسكن الآلام مجرد يخفف الصداع، ولكن لا يعالج المرض المسبب له. فالتطرف الديني، والطائفية، والإرهاب المتوحش المنفلت، أعراض لمرض معين، وأشرت في مقالي السابق إلى أن العلمانيين يعتقدون أن هذا المرض هو النصوص الدينية. وعليه يرون أن العلاج يكمن في الإصلاح الديني للإسلام، و الفصل بين السياسة والدين، أي تبني النظام العلماني. لا شك أن هذه الإجراءات ضرورية للتطور الاجتماعي وبناء الدولة الديمقراطية ودولة المواطنة، وكلنا ندعوا  إليها، ولكن ما يجري في منطقتنا ليس هذا سببه، وكنت قد بينت في نفس المقال، أن الحكومات العراقية ما قبل 2003 كانت علمانية، ولكن مع ذلك كانت هناك طائفية بغيضة وبالأخص في عهد صدام حسين الذي مارس إرهاب الدولة ضد الشعب وشعوب المنطقة. 

لذلك نريد في هذا المقال توضيح السبب الحقيقي (المرض) لهذه الأعراض (التطرف، الطائفية، الإرهاب). هناك سلسلة مترابطة من الأسباب والنتائج لما يجري في المنطقة، أدت إلى ظهور هذه الأعراض. فعندما كانت إيران (الشيعية) في عهد الشاه في حالة علاقة حميمة مع أمريكا وإسرائيل، كانت كذلك مع السعودية (السنية الوهابية) وبقية الدول العربية. ولكن هذه العلاقة تغيرت من صداقة إلى عداء بعد الثورة الخمينية الإسلامية في إيران عام 1979. وتم تحريك صدام حسين ضد الخميني، فكانت الحرب العراقية-الإيرانية التي دامت 8 سنوات، وكانت أمريكا والدول العربية مع صدام، وأطلقوا عليها تعبير ذا معزى عنصري مثل: "حرب القادسية الثانية" "لحماية البوابة الشرقية للأمة العربية من الفرس المجوس". أما حرب صدام على دولة الكويت "السنية"، فكانت نتاج الحرب العراقية الإيرانية التي أدت إلى إفلاسه "حرب تلد حرباً أخرى"، فقد رأى لزاماً عليه شن حرب أخرى لإشغال قواته الضخمة، ولضمان استمرار نظامه الجائر. لذلك يمكن وضع الأسباب والنتائج لما يجري في العراق والمنطقة حسب التسلسل التالي:

1-  الثورة الإسلامية في إيران، ومعاداتها لأمريكا وإسرائيل،   

2- التحالف بين إيران وسوريا وحزب الله اللبناني ضد إسرائيل المدعومة من أمريكا،

3- الحكومة العراقية بعد 2003 يترأسها الشيعة، وتربطها علاقة إيجابية مع إيران وسوريا. والدول الثلاث مع حزب الله اللبناني تشكل ما أسماه الملك الأردني بـ"الهلال الشيعي"،

4- تجدد صراع المصالح (الحرب الباردة) بين أمريكا وحلفائها من جهة، وبين روسيا والصين من جهة أخرى.

5- علاقة دول "الهلال الشيعي" الجيدة بروسيا والصين، الأمر الذي أغضب أمريكا وإسرائيل والسعودية والدول الخليجية الأخرى، فقرروا تفكيك الهلال الشيعي، أي،

6- تسعى أمريكا وحليفاتها في المنطقة تغيير موقف دول "الهلال الشيعي" من روسيا والصين. ذلك بإثارة التطرف الديني والصراع الطائفي في المنطقة، فتم خلق القاعدة ومنها جبهة النصرة و داعش كأدوات وآليات لتنفيذ هذه المهمة، أي الضغط على دول الهلال الشيعي، (إيران،عراق، سوريا، حزب الله) بتغيير مواقفها من صداقة نحو روسيا والصين إلى عداء لهما، بدلاً من التدخل الأمريكي المباشر في هذه الدول وإسقاطها كما حصل مع حكم البعث في العراق، وإقامة حكومات بديلة تتبني سياسة إيجابية ودية مع أمريكا وإسرائيل.

فهذه النقاط الست وباختصار شديد هي مكونات المشكلة الأساسية (المرض)، والتي أدت  إلى إثارة الفتن الطائفية وتشكيل التنظيمات الإرهابية، (الأعراض)، والغاية النهائية منها تغيير سياسات هذه الحكومات لصالح أمريكا وإسرائيل.

موقف العراق من الصراع
نعيد السؤال الذي طرحناه في مقالنا السابق(1): كيف يجب أن يكون موقف العراق من هذه الصراعات بين الكبار؟ وهل كُتِب على الشعب العراقي أن يكون وقوداً لهذه الحرائق والصراعات بين الدول الكبرى كما كان منذ تأسيس دولته الحديثة عام 1921 ولحد الآن؟ أم يجب أن يتبنى سياسة تحمي شعبه من الفناء، ودولته من الانهيار؟

أعتقد أن العراق بوضعه الحالي المنهك، وشعبه المتشرذم إلى فئات متناحرة، ومحاط بدول متكالبة عليه، وله جيش متخاذل مخترق يمكن شراء نسبة عالية من ضباطه بالمال الحرام، ومتواطئ مع داعش، سلم ثلث مساحة العراق له بدون إطلاق رصاصة واحدة، عراق كهذا ليس أمامه إلا أحد الخيارين لا ثالث لهما: إما أن يعادي أمريكا فينتهي إلى الخراب الشامل، أو يصادقها ويسلم من كل مكروه. إذ كما قال مؤسس علم السياسة ماكيافيللي: (لا تترك عدوك جريحاً، فإما أن تقتله أو تصادقه).

ولو افترضنا أن أمريكا عدوة للعراق، فهل بإمكان العراق أن يقضي عليها و يلحق بها الهزيمة، أو حتى يحدث فيها خدش بسيط؟ الجواب واضح. لذلك فالخيار الوحيد أمام العراق هو أن يصادق أمريكا.

علماً بأني لا أرى أمريكا عدوة لنا، خاصة وقد حررت العراق من أبشع نظام دكتاتوري همجي غاشم، وكان الشيعة من أكثر ضحاياه ، ومن أكثر المستفيدين من إسقاطه. نعم، أمريكا لم تحرر العراق لسواد عيون الشعب العراقي، بل لمصالحها، ولكن أليست السياسة وراء المصالح؟ أليس من الأفضل الاستفادة من تلاقي مصالحنا مع مصلحة الدولة العظمى لنستفيد من إمكانياتها الهائلة، خاصة والعراق في أمس الحاجة إلى دعم أمريكا؟

قد يعترض البعض أننا لا نريد معاداة أمريكا ولا صداقتها، فقط نريد منها أن تتركنا وشأننا. هذا حق، ولكن في زمن العولمة، وتداخل المصالح الاقتصادية والصراع على مناطق النفوذ، لا يسمح لأية دولة وخاصة العراق الذي يحتل منطقة جغرافية إستراتيجية خطيرة في العالم، أن يُترك على الحياد. فلا بد وأن ينضم إلى أحد الطرفين المتصارعين، ونحن إذ نعرف ما حصل لدول اختارت الحياد وفشلت، وعلى سبيل المثال لا الحصر، العراق في عهد حكومة الزعيم عبدالكريم قاسم، وإندونيسيا في عهد سوكارنو، وإيران في عهد مصدق، وهكذا...

لذلك كان على الشيعة (ومازال المجال مفتوحاً)، أن يلعبوا ورقتهم كما لعبها الكرد، حيث استقبلوا الجيش الأمريكي بالورود، وكونوا لهم لوبيات في واشنطن، والآن يقطفون ثمار سياساتهم التحالفية الحكيمة مع أمريكا، فهم الذين يقررون من يكون رئيس وزراء الحكومة العراقية، و يتصرفون بثروات إقليمهم كما يشاؤون، إضافة إلى حصتهم من ثروات العراق، وهم الذين ينعمون بدولتهم المستقلة ولهم حصتهم في حكم العراق، ولهم جيشهم الخاص بهم (البيشمركة) يتلقى أوامره من رئيس الإقليم فقط وليس من بغداد، ولهم حصتهم في الجيش العراقي، وليس للحكومة العراقية أي حكم على ما يخص كردستان ولا جيشه. كل هذا النعيم جاء بفضل العلاقة الحميمة التي تربط قيادة إقليم كردستان بأمريكا، وهو موقف سليم يخدم الشعب الكردي.

أما الشيعة، فيعيدون اليوم نفس الأخطاء التي ارتكبها أجدادهم بعد تحرير العراق في الحرب العالمية الأولى على يد الجيش البريطاني من الاستعمار العثماني التركي الغاشم الذي كان يعتبر الشيعة كفار مرتدين وزنادقة، إلى حد أن ارتكب أحد سلاطينهم (سليم الأول- ياوز) بحقهم مجزرة رهيبة بعد أن حصل على فتوى طويلة من المفتي قال فيها:"... ومن توقف في كفرهم [الشيعة] وإلحادهم ووجوب قتالهم وجواز قتلهم فهو كافر مثلهم"(2)

قضية تقسيم العراق
كنت لحد وقت قريب أعتقد كما الآخرين، أن هناك مؤامرة لتقسيم العراق. وأخيراً، وبعد مراجعة الأوضاع وألاعيب السياسة، استنتجت أنه لا أحد يريد تقسيم العراق (باستثناء السيد مسعود بارزاني). ولكنهم أثاروا هذه المشكلة لتحريف الأنظار وإشغال الشعب العراقي عن المشكلة الأساسية. فمثلما نجحوا في إشعال نيران الطائفية والعداء والبغضاء ضد الشيعة وخلق العصابات الإرهابية، وألقوا اللوم على الإسلام والقرآن والسنة، كذلك نجحوا في حرف الأنظار عن الغاية الأساسية من هذا الإرهاب، فركزوا على تقسيم العراق، وجعلوا الشيعة هم الوحيدين الذين يدافعون عن هذه الوحدة البائسة، بينما الكرد (جناح بارزاني) يطالبون بالانفصال، لأن السيد بارزاني يريد أن يدخل التاريخ كمؤسس للدولة الكردية.

أما العرب السنة فيعرفون جيداً أنه ليس من مصلحتهم الانفصال. لذلك، علينا أن لا تصدق أن أحداً يريد تقسيم العراق (عدا بارزاني)، لأن التقسيم هو الحل الأفضل للشيعة فقط، وخسارة للكرد، وخسارة أكبر للسنة لأن مناطقهم صحراوية لا ثروة فيها. وفي حالة التقسيم إلى ثلاث دويلات، تبقى ثروة الشيعة للشيعة فقط. وإنما يطرحون ورقة التقسيم البائسة لإبتزاز قادة الشيعة للتخلي عن الديمقراطية، ونتائج الانتخابات، وأن يحل محلها مبدأ "المقبولية" الخبيثة، وإلغاء مبدأ الأغلبية البرلمانية، وبالتالي إفراغ الديمقراطية من مضمونها، وتحويلها إلى ديكتاتورية النخبة من رؤساء الكتل السياسية، والعودة إلى ما قبل 2003 ولكن بغطاء ديمقراطي مزيف وبالاسم فقط.

الحرب الباردة
كتب لي أحد الأصدقاء قائلاً: "انك لا زلت تنطلق في تحليلاتك وكان الاتحاد السوفيتي موجود وفي حالته السبعينية الزاهية...". وسبب هذا التعليق هو لأني أشرت إلى عودة الحرب الباردة بين الغرب بقيادة أمريكا والشرق بقيادة روسيا والصين.

في الحقيقة إن الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا لا تحتاج إلى نظام شيوعي أو بعث الحياة في الإتحاد السوفيتي، وإنما هناك صراع على مناطق النفوذ والمصالح الاقتصادية. فحتى إسرائيل تتجسس على أمريكا، و أمريكا تتجسس على أقرب حلفائها من دول الوحدة الأوربية، والكل يتذكر فضيحة تنصت أجهزة المخابرات الأمريكية على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. فروسيا والصين تشكلان في نظر الغرب أكبر خطر على مصالحه الاقتصادية، و احتلال مناطق النفوذ، وماذا غير الاقتصاد الذي هو سبب كل الصراعات؟ ومن أجل ماذا اشتعلت الحرب الأوكرانية؟ هل دول الناتو تساعد أوكرانيا لوجه الله ! فالحرب الباردة عادت وبنشاط وحيوية أكبر من ذي قبل، وفي هذه الأيام تقوم روسيا وحلف الناتو بمناورات عسكرية كل منهما يريد إبراز عضلاته العسكرية للآخر.

درس من التاريخ القريب
في عام 1964، اقترح الرئيس التونسي الراحل لحبيب بورقيبة على الرئيس المصري الراحل عبدالناصر حل الصراع العربي- الإسرائيلي بالاعتراف بإسرائيل، وتأسيس الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية، وبذلك توجه طاقات الشعوب العربية للتنمية البشرية والاقتصادية بدلاً من تبديدها في سباق التسلح، والحروب المدمرة. فوافقه عبدالناصر، وطلب منه أن يصرح بمقترحه، ووعده بإعلان تأييده له. ولما صرح بورقيبة بمقترحه ذاك، انقلبت الدنيا عليه، وتنكر له عبد الناصر، واتهموا الرجل بالعمالة للصهيونية والخيانة العظمى، ونعرف ما حصل فيما بعد، نكسة حزيران عام 1967، التي انتهت باحتلال إسرائيل لكل فلسطين وسيناء ومرتفعات الجولان السورية، ومزارع شبعا اللبنانية، وبقية القصة معروفة. وأخيراً اعترفت عدة دول عربية بما فيها مصر العربية وجبهة التحرير الفلسطينية بإسرائيل. فهل كان على العرب أن يدفعوا كل هذا الثمن الباهظ لكي يتوصلوا إلى قناعة أن من الأفضل لهم أن يتعايشوا مع إسرائيل كأمر واقع وبسلام بدلاُ من هذا الدمار الشامل؟

نفس السؤال نوجهه اليوم إلى إيران والعراق وسوريا وكل شيعة العالم، أن إسرائيل جاءت لتبقى ومن حقها أن تعيش بسلام أسوة بالشعوب الأخرى. وكلما تأخر الاعتراف بها، تصاعد الخراب ودمار هذه البلدان. فالمتاجرة بمعاداة إسرائيل باتت بضاعة بائرة ومفضوحة(3)
 
الخلاصة والاستنتاج:
السبب الحقيقي لإشعال الفتن الطائفية والتطرف الديني والتنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط هو عداء إيران (الشيعية) لأمريكا وإسرائيل، لذلك تم توظيف السعودية (الوهابية) لتكفير الشيعة من أجل تجييش السنة، وإشعال الفتنة الطائفية، ضد إيران وضد المذهب الشيعي وتكفيرهم وضد أية حكومة للشيعة فيها نفوذ مثل الحكومة العراقية والسورية، أو لها علاقة حميمة مع إيران(4). لذلك فالحل الوحيد (العلاج) للتخلص من الصراع الطائفي والتطرف الديني والإرهاب، وتحقيق الإستقرار في المنطقة هو تخلي دول "الهلال الشيعي" عن سياسة معاداة أمريكا وإسرائيل.

وهذا لا يعني أن الطائفية ليست لها جذور تاريخية، فهذه الجذور كانت موجودة لقرون، ولكنها تبقى خامدة تنتظر من يُفعِّلها ويفجرها، فهي لا تشتعل إلا بعامل سياسي الذي يقوم بدور المفعِّل(catalyst). فأمريكا، وبأموال السعودية الهائلة، بإمكانها تدمير طاقات العراق وإيران وسوريا، والآن اليمن، الاقتصادية والبشرية في حرب استنزاف طويلة المدى إلى الإنهاك الكامل والانهيار التام. فإسرائيل وجدت لتبقى، وليس من حق الشيعة أن يكونوا أكثر حرصاً على حقوق الشعب الفلسطيني من القيادة الفلسطينية التي اعترفت بإسرائيل وحقها في البقاء. على الشيعة أن يتركوا العنجهية النشاز بفناء إسرائيل، فلغة كهذه لا تجلب إلا الدمار والفناء لهم و لشعوب المنطقة وليس لإسرائيل.
 
هل من أمل؟
نعم، هناك أمل. فرغم كل هذه الآلام والدماء والدموع، هناك بصيص من الضوء في نهاية النفق. لحسن الحظ، هناك بوادر تشير إلى نجاح صوت الحكمة والعقلانية على التطرف والتهور، فقد اختفت الشعارات العدائية لأمريكا في إيران منذ مجيئ الرئيس روحاني، والدعوة إلى تحسين العلاقة مع الغرب. ومن هذه البوادر نجاح المحادثات بين إيران والدول الست حول البرنامج النووي الإيراني. كما هناك لقاءات متواصلة بين إيران وأمريكا أدت إلى المزيد من التفاهم والتقارب بين البلدين، وقد يصبح روحاني غورباتشوف إيران. فبتحسين علاقة إيران مع أمريكا، ستزاح أكبر عقبة كأداء أمام العلاقة بين العراق وأمريكا. والعراق بوضعه الراهن الذي يهدد وجوده كدولة، فمن الحكمة أن يتبنى علاقة إستراتيجية قوية بعيدة المدى مع أمريكا، وهو بأمس الحاجة إلى كسب الدعم الأمريكي وبالأخص العسكري والأمني.

وإذا ما حصل ذلك، فكل هذه الأعراض: الفتنة الطائفية، والعصابات الإرهابية، بما فيها داعش، ستختفي تدريجياً.

abdulkhaliq.hussein@btinternet.com 
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter