الأقباط متحدون - حبس «إسلام بحيرى»
أخر تحديث ١٥:٤١ | الثلاثاء ٢ يونيو ٢٠١٥ | ٢٥بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حبس «إسلام بحيرى»

الأستاذ إسلام بحيرى
الأستاذ إسلام بحيرى

 أختلف مع الأستاذ إسلام بحيرى فى بعض الآراء والأفكار التى يطرحها، وقد فنّدت بعضاً منها فى مقالات سابقة، لكننى أسفت أشد الأسف على صدور حكم بحبسه 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان، لست بصدد التعليق على حكم قضائى بالطبع، لكننى أتعجب من المحامى الذى زين لنفسه أن يقاضى غيره لأنه مارس حقه فى التفكير ونقد بعض المواضع الجديرة بالنقد فى كتب التراث، وهو أمر متفق عليه بين الكثيرين. ومنهجية النقد التى مارسها «إسلام» هى ذات المنهجية التى اعتمدها كتّاب التراث أنفسهم، عندما كانوا يمحصون الروايات المختلفة، عند كتابة سيرة النبى صلى الله عليه وسلم أو نقل أحاديثه الشريفة، فكانوا يأخذون ويردون، طبقاً لقواعد ومعايير عقلية وعلمية وضعوها لأنفسهم.

 
من حق «إسلام» أن يردد ما يشاء من أفكار، ومن واجب من يختلف معه أن يبين وجهة نظره، ويفنّد ما يطرحه بالعقل وبالمنطق. وزعْمُ البعض بأن الدفاع عن الإسلام يعنى مطاردة ومحاصرة وملاحقة من يفكرون ويجتهدون فيخطئون ويصيبون هو زعمٌ باطل بكل المقاييس، وهو حيلة جاهلة وضعيفة تنبئ عن ضحالة القدرة على الرد على الفكر بالفكر. لقد كان عبدالمطلب بن هاشم، جد النبى صلى الله عليه وسلم، يعظم البيت الحرام ويقدسه، لكنه لم يلجأ إلى حشد أهل مكة للوقوف فى وجه الجيش العرمرم الذى أتى به أبرهة لهدمه، بل ذهب يخاطبه فى شأن مائة من الإبل المملوكة له سطا عليها جنود «الأشرم». وعندما تعجب البعض -بمن فيهم أبرهة- من موقفه المنافح عن الجمال فى الوقت الذى لم يتطرق فيه إلى أمر الدفاع عن البيت الحرام، قال قولته المشهورة: «أما الإبل فهى لى.. وأما البيت فله رب يحميه».
 
إنّ زعْمَ أى إنسان أنه يطارد ويلاحق غيره دفاعاً عن الإسلام يعبّر عن إيمان رخو ويقين مهتز، بل هو طريق من طرق الهلاك. فالإسلام وحى من عند الله، وعقيدة سماوية ارتضاها الله تعالى للبشر فآمن بها من آمن وكفر من كفر، والادعاء الزائف بالدفاع عن الدين الذى نزل إلى الأرض بأمر الله، وسوف يبقى عليها بإذنه، كذب مفضوح وخداع للذات وللآخرين: «يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وهم لا يشعرون». ولست أدرى كيف يبرر مسلم لنفسه تخيُّل أن فى مكنة فرد -كائناً من كان- أن ينال من الإسلام لمجرد أنه اجتهد فى نقد بعض الكتب الموروثة، وحتى لو كان مخطئاً فيما يطرحه، كيف لمسلم أن يتصور أن بمقدور هذا الشخص أن ينال من الدين. هل تلك هى نظرة من رفع هذه القضية للإسلام؟!
 
إننى أطلب من كل من نصّب نفسه مدافعاً عن الإسلام ورافعاً للقضايا من أجل مطاردة من يراهم مشوهين للدين أن يراجع نفسه فى ضوء تعاليمه، وأسأله: هل تلتزم فى سلوكك بما نص عليه الإسلام، أين أنت من قيم وأخلاقيات هذا الدين، هل تحاسب نفسك قبل أن تحاسَب، هل تفكر فى أنك ميت، وأن بعد الموت حساباً، وأنه إما جنة أو نار؟ أجب بنفسك ولنفسك عن هذه الأسئلة، وسوف تفهم وقتها أنه لا محامى عن الإسلام إلا رب القرآن. 
نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع