د.ماجد عزت إسرائيل
لعب الأقباط أحفاد الفراعنة،و بقايا تلك الامة المصرية القديمة ، دوراً رئيساً فى الحفاظ على الجضارة المصريةالعريقة منذ عهد الـــفراعنة وحتى يومنا هذا،فقد غزت مصر أمم مثل الهكسوس والفرس والأغريق والرومان،وتقربوامن المصريين وقلدوهم وعبدوا معبوداتهم، ولكنهم فشلوا فى تغييرشخصية الشعب مصرى بفضل ما كان مـغروساً فى طبع كل مصرى من نفور من اختـــلاطة أو امتزاجة مع أى أجنبى، ولذلك عاش الغزاة فى جاليات منعزلة غـــريبة عن المجتمع المصرى وعاداته وتقـاليده،إذ أن هذه الأمم كانت بعد إقامتها فترة وجيزة نسبياً يبتلعها اليم أو البحر المصرى.
وبعد أنتشار المسيحية بين جميع الشعب المصرى فى القرن الرابع الميلادى، تمسك الأقبــاط بطقوسهم وثقافتهم حتى الموروثة من أجــــدادهم الفراعنة، والتى لا تتعارضهم مع مسيحيتهم، فحـــــافظوا عليها، ومع دخول العرب لمصر(غـــزو/فتــــح) منذ 641م تأثر الأقبـــاط ،ولكنهم حافظوا على سلالتهم ونســـلهم حتى اليوم،وصدق بعض رجال أهل العلم حينما قال: "لم يـــــبق من العـــجم أمة إلا وقد اختلــطت بغيرها إلا قبط مصر"وكافح الأقباط اضطهاد بعض السلاطين والولاة والحـــكومات والإدارات المحلية الفاسدة والطــــائفية المتعصبة من المماليك والعثمانيين ولم يستقم حال الأقبــاط ويتحسن حــــالهم حتى يومنا هذا لهم؛بالرغم من أنهم يشكلون ربع سكان مصر تقريباً،ويتميزون بحبهم للعلم والمعرفة وحبهم لوطنهم ومواقفهم الفاصلة فى تاريخ مصر، و نذكر على سبيل المثال ما قدموه فى ثورتى 25 يــــناير 2011م،وثورة 30 يونية 2013م، وفى كل لحظة مستعدون للنضحية من أجل ووطنناً الحبيب مصر.
فقد تعرض الأقباط فى فترة حكم الرئيس السابق "محمد مرسى" يونية 2012-30 يونية 2013م) لمزيد من الاضطهاد والظلم وتلفيق التهم لهم وتنفيذ حكم "الــحد"،وبدل من أن يحكم الدولة بالدستـور الذى وضعته جماعته والسلفين والمستفدين ،حكم بالمجالس العرفية "جــلسات المصاطب العرفية " وتم تهجير الأقـباط فى الإسكندرية والجيزة والمنيا ومناطق آخرى ،حتى الإعلام تجاهل قــضية الأقـــباط وحقوقهم المشروعة فى ذات الفترة،وبدأ أٌقـــباط مصر ومسلمها مرحلة جديدة من الكفــــاح ضد هذا الحاكم وجماعته الفاشية ، حتى تحق المراد فى 30 يونية 2013م هى التى توجت بيان 3 يوليو 2013م،ونتيجة لذلك قامت الجماعة الفاشية بحرق الكنائس والأديرة وقتل الأقباط ،وبالرغم من ذلك تحدث قداسة البابا " تواضروس الثانى "البطريرك رقم (118) (منذ 2012م أطال الله عمره) قـــــائلاً "لو حرقت الكنـــائس سوف نصلى فى الجوامع من أجل مصرنا الحبيبة "ورحب كل الأقباط بهذا الخطاب الذى يدعو الكل لأنقــــاذ مصر،كما واصل الأقباط مواقفهم الوطنية فى أثناء وضع دستور 2014م وفى الانتخابات الرئاسية وعبروا بكل اللغات والكلمات والرسوم عن محبتهم للرئيس الحالى "عبد الفتاح السيسى" .
وفى ظل تولى الرئيس الوطنى "عبدا لفتاح السيسى "يتعرض الأقباط لاضطهاد من الجماعات الفاشية المتطرفة وباقى فساد الطائفية العفنة، التى انتشرت فى شتى مؤسسات الدولة ،وبلغة السياسة هدفها الرئيسى وضع مؤسسة الرئاسة فى حرج مع الأقباط ،حتى يقف الأقباط ضد الحاكم ،واعتــقد هذا لم يحدث ولم يفكر قبطى واحد فى ذلك داخ مصر أو خـــارجها بل كل قبطى يسعى لتـــقديم ما يفيد لبلده ،ولكن على مــــؤسسة الرئاسة وحكومته التحرك من أجل أنقاذ الأقباط من أيدى الفاشية البقية ،فقتل الأقباط وتهجـــيرهم وتلفيق تهم إزدراء الدين الإسلامى،وأقامة المجالس العرفية لأقـــــباط محافظة المنيا ،فى ظل غياب الدستور هذا شىء معيب فى حق الجكومة،كما أن محافظة المـــــنيا من أكبر المحافظات يعيش بها الأقباط ويصل تعدادهم نحو 27 فى المائة،وبرؤية سياسية هذه المحافظة يعانى فيها الأقبـــــاط من الاضطهاد لماذا لم تقسم إلى محافظة المنيا الشمالية والجنوبية (تقـــسيم إدارى وليس دينى هذا ما اقصده) ،ويتولى عليها محافظ من الجيش وينفذ ويتطبق القانون على الكل بلا تحيز أو تميز بين المصريين،كذلك ما حدث بمدينة الفشن بمحافظة بنى سويف هو عار على صدر حكومة المهندس "محلب" وصدق "إيهــــاب رمزى" عندما قــــال "السيسى يحكم مصر والسلفين يحكمون الأقباط" ، بصدق الرئيس "عبد الفــــــتاح السيسى" يعمل أكثر من الحكومة ،ويجب على الحكومة حل مثل الأمور الطــــائفية حتى لاتكبر المشاكل ،ونحن فى وضع صعب لأن الدولة تعيد ترتيب مؤسساتها بعد عام من حكم الفاشية الدينية .
ليتنا نصلى لمصر جميعاً أن تعود إليها روح المحبة والسلام بين شعبها العريق،وتخطفى ثقافة الطائفية الدينة والعنصرية،التى تميز بين جميع المصريين،ونتمنى للرئيس "السيسى"التوفيق فى زياراته لألمانيا فى أول يونية،عاشت مصر وستبقى آبية بين الأمم.