يعتقد الكثير من المثقفون والمفكرون أن قوانين ازدراء الأديان والتي وُضعت في الأصل لحماية معتقدات الفئات الضعيفة في المجتمع، أصبحت سيفا مسلطا على كل مفكر، وكابوسا بشعا يطارد المسيحيين حتى لو بالتلفيق.. 

مؤخرا صدر حكما قضائيا، غيابيا، ضد الباحث والمفكر إسلام بحيري، بالحبس بتهمة 5 سنوات، لاتهامه بـ"تشويه الرموز الدينية والأئمة وكبار العلماء" استنادا إلى بعض نصوص قانون العقوبات المصري، وذلك بعد محاولته لإعادة قراءة التراث وتجديد الخطاب الديني. 

بعد تصريحاته عن خطورة ربط العلم المتغير، بثوابت الدين، قام أحد المحامين بتقديم بلاغا للنائب العام المستشار هشام بركات، ضد الطبيب الشهير خالد منتصر، يتهمه فيه بازدراء الأديان. 

 

معلمة مصرية في الصعيد تدعى "دميانة عبدالنور" شهد عليها بعض التلاميذ زورا بأنها أزدرت الدين الإسلامي، وتم تحويلها للقضاء منذ سنوات، ثم تم الحكم بتغريمها 100 ألف جنية. 

 

انتقاما من الإعلامي باسم يوسف، وسخريته من جماعة الإخوان المسلمين، تم إحالته للمحاكمة بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، وإهانة الرئيس محمد مرسى، وذلك خلال العام الذي حكمته جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية. 

بسبب تدوينه لها على موقع التواصل الاجتماعي حول ذبح الخراف في عيد الأضحى، تم إحالة الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت إلى محكمة الجنايات للمحاكمة بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، وتم تأجيل إلى 29 يوليو لحين حضور المتهمة. 
 

على الرغم من سعة اضطلاعه في مجال الأديان وخاصة الدين الإسلامي، فقد واجه الإعلامي إبراهيم عيسى نفس التهمة، في عصر الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث اتهموه بأنه تحدث عن مرسي ثم تلا آيات من القرآن الكريم من سورة الحاقة، وهي "هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ"، و"هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ"، ساخرا ومستهزئا بحركات جسده وبكلامه، مرددا: "سلطانية سلطانية.. ده سلطانية محمد مرسي".

 

الفنان عادل إمام تمت محاكمته هو الآخر بنفس التهمة، حيث اتهموه بعرض بعض المشاهد في أفلامه تزدري الدين الإسلامي، والحكم عليه بالحبس لمدة ثلاثة أشهر وتغريمه 1000 جنية، إلا أنه حصل على البراءة فيما بعد من نفس القضية. 

أيدت محكمة "ببا" في مارس عام 2014م، سجن الكاتب كرم صابر، عضو اتحاد الكتاب، 5 سنوات بعد مجموعته القصصية "أين الله"، حيث تم اتهامه بإهانة الذات الإلهية وازدراء الأديان. 

 

على الجانب المسيحي اتهمت منظمات حقوقية الروائي يوسف زيدان بالإساءة للدين المسيحي، حيث قال في روايته "عزازيل": "إن ما يلقنونه للأطفال في مدارس الأحد ويحشون به أدمغة القصر ما هو إلا أوهام وضلالات تجعلهم في عزلة عن المجتمع، ولهذا يسهل على الكنيسة استخدامهم سياسيا".

 

في سياق متصل قضت محكمة جنح مستأنف مدينة نصر، على أحمد محمود عبد الله، الشهير بالشيخ أبو إسلام، بالحبس 5 سنوات بتهمة إزدراء الدين المسيحي وتمزيق وحرق الإنجيل أمام مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة، وكان هذا هو الحكم الأول والوحيد الذي تم معاقبة أحدهم بسبب إهانة الديانة المسيحية.

 

الدكتور نصر حامد أبوزيد، الأستاذ بكلية الأداب جامعة القاهرة، يعتبر أكثر من دفعوا ثمن كتاباتهم، حيث تم اتهامه بازدراء الأديان، ثم حكما أخر بتفريقه عن زوجته فقرر أن يسافر إلى هولندا، ثم عاد مؤخرا لمصر ووفاته في يوليو 2010.

 

الجدير بالذكر أن تهمة ازدراء الأديان وجهت أيضا لمواطنون عاديون، وليسوا شخصيات عامة، ومنهم "كريم البنا"، طالب في كلية الهندسة، والطالب شريف جابر عبدالعظيم، عام 2013، وألبير صابر عام 2012 حيث حكمت المحكمة عليه بالسجن لمدة ثلاثة سنوات ودفع غرامة مالية، وكيرلس شوقي، الذي تم إحالته لمحكمة الجنح بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، في مايو 2014م.