الاثنين ١ يونيو ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
البشير
مينا ملاك عازر
يتجه الرئيس السيسي جنوباً حيث أهلنا في الجنوب خارج الحدود المصرية الطامعين في حلايب وشلاتين، والطامحين في أن يعودوا لحرياتهم الأولى الحرية المسلوبة منذ أكثر من ثلاثين عام حين فعلها الفريق سوار الذهب، وذهب وتركهم لحكومة لم تصمد لأشهر، أمام أكثر ما يحدث في أفريقيا وهو الانقلابات، فانقلب المنقلبون وانقلبت من يومها السودان من سيئ لأسوء.
ولا أسوء من الانقسام والتفتت، وأن تكن خنجر متآمر ضد جيرانك، هكذا يسلك البشير منذ تولي الحكم، تآمر ضد مبارك، وحاول قتله في أديسا بابا، وتآمر ضد القذافي الذي كان يتآمر عليه في غرب البلاد حيث دارفور وكردفان لكنه نجى مما لم يستطع النجاة منه في الجنوب، فنجاته من تفتت الغرب نجاة مؤقتة لكنه ملاحق ومطلوب دولياً في جرائم حرب وإبادة لكنه يرقص بالعصا ويمسكه من النصف، يوالي الإخوان ويُمول من قطر، ويصمت على ضرب إسرائيل لقوافل سلاح على أرضه متوجهة من إيران لغزة، ويهادن السيسي في المؤتمر الاقتصادي ويقدم أرضه لتكن فرصة للاستثمار.
لم يستثمر السيسي في أرض السودان لعله يخشى مما حدث إبان حفرنا لقناة جونجلي في الجنوب، لعله يعرف أنها بلاد غير مستقرة، ولعله يخشى مما جرى في فرع جامعة القاهرة بالخرطوم، يعرف أن حاكمها غير مستقر يمسك العصا من المنتصف يحاول إرضاء الجميع المهم أن يبق في الحكم.
وها هو يجدد له في انتخابات لا تعليق عليها لكن التعليق على أن الرئيس السيسي يهنئه ويذهب بنفسه يبارك له على ولاية جديدة، تحية للرئيس السيسي بسياسة لا تعرف المبادئ العربية بل تفهم ما هي السياسة، وكم هو محتاج لتأمين حدوده الجنوبية ولو لوقت مؤقت، لا يحتاج السيسي لفتح جبهة جديدة ضده بل لعله لو أغلق جبهة الجنوب لقطع السبيل على جبهات أخرى في الشرق ويمكن كمان في الغرب.
السيسي سياسي محنك، يتعامل مع البشير بنفس منطقه وطريقته، يعرف أن البشير شره أكثر من خيره، شر البشير تهريب سلاح ومطالبات فارغة بحلايب وشلاتين والكثير من المسائل التي تزعج في وقت لا يجب الانزعاج إلا بما يفعله الإخوان المعلنون عن أنفسهم، وليس الإخواني البشير المتستر في قصر
رئاسة السودان، خير البشير صمته وكفه عن الأذى، هذا يكفي، السيسي يدرك تماماً أن خير البشير في أرض بلاده لكنها غير مضمونة، يحتاج لضمانات وتقوية أوصال الصلة بينه وبين حاكمها، وأرض السودان مليئة بالخيرات ويمكن استزراعها وريها ري جيد فنوفر لأنفسنا الماء الذي سيصلنا أكثر من الأول، السيسي يدرك أن البشير شريك إستراتيجي ومقرب للإثيوبيين وبيده حل أزمة سد النهضة، ويشهد على ذلك اتفاق الخرطوم اتفاق المبادئ المتعلق بسد
نهضة لذا عليه أن يسايس البشير ليأخذ خيره ويأمن شره.
المختصر المفيد اصبر على جار السو يا يرحل يا....