تشهد قرية "كفر درويش" التابعة لمركز الفشن ببني سويف، تهجيرًا قسريًا لعائلات قبطية إثر اتهام شاب قبطي يدعى "أيمن يوسف توفيق" وهو أُمي لا يجيد القراءة والكتابة، بازدراء الإسلام، وذلك وفق ما قضت به جلسة صلح عرفية بترأس قيادات أمنية، كما قضت بدفع غرامة مالية قدرها 50 ألف جنيه بدلاً من 250 ألف، كما تشهد القرية أعمال عنف وحرق ضد أقباط القرية دون رادع لما يحدث.
 

نسرد في السطور القادمة بعضًا من حوادث التهجير العديدة التي عانى منها الأقباط على مر عقود وأنظمة متتالية، والتي شهدت تطورًا نوعيًا في مصر خاصة بعد قيام ثورة يناير 2011...
 

في 27 سبتمبر عام 2012 شهدت محافظة شمال سيناء تهجير 9 أسر قبطية من رفح، وذلك بعدما قامت الجماعات الجهادية هناك بتوزيع منشورات تهديد على الأسر القبطية في رفح، والذين يبلغ عددهم 23 أسرة، تطالبهم بإخلاء منازلهم والنزوح إلى العريش أو الذبح.
 

وبالفعل تم تهجير 9 أسر مسيحية من رفح، بعد أن فشلت الأجهزة الأمنية في حمايتهم من إطلاق الأعيرة النارية على منازلهم ومتاجرهم، وبعد 5 أيام من التهجير القسري بدأت الأسر المسيحية في العودة إلى منازلها، بعد تعهدات من الأجهزة الأمنية وكبار شيوخ القبائل السيناوية بعدم التعدي عليهم.

يذكر أن الكنيسة والمجمع المقدس أصدرا بيان آنذاك يستنكران فيه الحدث ويطالبان الحكومة بالتدخل والردع.

 

تهجير أسرة ألبير صابر بعد اتهامه بازدراء الأديان
 

وفي ذات العام المشؤوم حيث فترة حكم الإخوان لمصر، قضت محكمة جنح المرج، بمعاقبة الطالب ألبير صابر عياد، المتهم بـ"ازدراء الدين الإسلامي والمسيحي وسب الذات الإلهية والتهكم على الشعائر والمقدسات الدينية والأنبياء"، بالحبس ثلاث سنوات وكفالة ألف جنيه.
 

وحينها تجمع عدد من الشباب المسلمين وقاموا بالهجوم على منزله بالمرج وهم يهتفون "حانولع البيت يا إما تدفعوا الجزية"، وتم طرد أسرة ألبير صابر من مقر سكنهم بالقوة.
 

نيابة الأقصر تخلي سبيل متهم قبطي والجلسة العرفية تقضي بتهجيره
 

قضت جلسة عرفية شّكلت من 20 شخصًا بمدينة الطود بجنوب محافظة الأقصر، بطرد نجار قبطي من قريته وإغلاق منزله وورشته، وذلك عقب اتهامه بالتحرش بطفل مسلم.
 

والجدير بالذكر أن النيابة أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، وعرض الطفل على الطبيب الشرعي للكشف عن صحة البلاغ من عدمه، وجاء تقرير الطب الشرعي ليؤكد عدم تعرض الطفل لأي تحرش، كما تبين عدم وجود أي أثار اعتداء على الطفل، وأخلت النيابة سبيل المتهم القبطي.
 

إلا إن ذلك لم يمنع الجلسة العرفية من استصدار حكمها ضد المتهم بطرده من القرية.
 

كان عام 2012 وهو فترة حكم جماعة الإخوان لمصر، مليئًا بالأحداث الطائفية وقضايا الازدراء ويعقبها التهجير لأقباط هنا وهناك، حيث تم تهجير 120 أسرة مسيحية من قرية دهشور التابعة لمركز البدرشين جنوب الجيزة، على خلفية مشادة كلامية بين مكوجي مسيحي ومواطن مسلم، بسبب حرق الأول قميص الثاني أثناء كيّه، وتطور الأمر لمشاجرة واشتباكات طائفية، وقام متأسلمون بمحاولة الهجوم على كنيسة مارجرجس.
 

يذكر أن عملية التهجير تمت تحت حماية قوات الأمن خوفًا من اعتداءات المتشددين.
 

تهجير 4 أسر مسيحية جديدة بأسيوط والأمن: اتركوا المدينة وارحلوا
 

في سبتمبر من ذات العام تم تهجير 4 أسر مسيحية بقرية نجع زريق بمحافظة أسيوط، حيث غادرت الأسر الأربعة منازلهم وأعمالهم إثر خلافات بينهم وبين إحدى العائلات المسلمة بالقرية، وتلقيهم تهديدات بمواجهة نفس مصير أقباط رفح.
 

ما دفع هذه الأسر للمغادرة مع تحرير محضر بالواقعة وجاء رد الأجهزة الأمنية: اتركوا المدينة وارحلوا.
 

وقعت أحداث أطفيح في 4 مارس 2011، حيث تم تحويل خلافات بين أسرتين مسيحية وأخرى مسلمة حول علاقة عاطفية بين مسيحى ومسلمة لأعمال عنف طائفى، أسفرت عن حرق منازل الأقباط ومزارعهم وهدم كنيسة مارمينا بقرية صول مركز أطفيح والهجوم على كنيسة مارجرجس.
 

تهجير عائلة قبطية بإمبابة
 

وفي أكتوبر 2014 تم تهجير أسرة "نادية شكري راتب - 65 سنة – ربة منزل"، وأفراد عائلتها الذي يبلغ 60 فرد، وتعرضوا للتهجير القسري من منزلهم المكون من سبعة طوابق بشارع العروبة في إمبابة بمحافظة الجيزة.
 

وترجع الأحداث، حين داهمت قوة أمنية تابعة لقسم شرطة إمبابة، منزل "جورجي حبيب بطرس - 75 سنة – موظف بالمعاش"، بحثًا عن نجله المطلوب للاستجواب في جريمة جنائية، وتم اقتياد 18 من أفراد العائلة بينهم نساء وأطفال، واحتجزوا لمدة ستة أيام.
 

وكان آخرها وليست الأخيرة تم تهجير أسر قبطية ببني سويف إثر اتهام شاب قبطي بازدراء الإسلام.