الأقباط متحدون - بدون حجاب دونك والباب
أخر تحديث ٠٠:٣٤ | الأحد ٣١ مايو ٢٠١٥ | ٢٣بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بدون حجاب دونك والباب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

فاروق عطية
     بالكتابة عن هذا الموضوع أعلم أنني أدخل عش الدبابير بقدمي. وأنا لا يهمني موضوع الحجاب من قريب أو بعيد, وإذا كانوا يعتبرونه زورا وبهتانا رمزا دينيا, فأنا أحترم جميع الأديان سماوية كانت أم وثنية, فالإنسان خلقه الله حرا وميزه بالعقل ولم يجبره علي عبادته. فكل إنسان عندي يعبد ما شاء فهو حر حتي لو عبد حجرا بشرط ألا يقذفتي به. ولكن ما يهمني الفكر الذي وراء الحجاب.

   كانت ملابس النساء في الجاهلية في منتهي البساطة, فهن لم يكن يعرفن شيئا عن فنون التفصيل والحياكة الأكثر تعقيداً و تخصصاً مثل بلدان الحضارات بأزيائها ورونقها, كانت ملابسهن شديدة البساطة فهي مجرد قطعة قماش تشق من وسطها بفتحة مناسبة تسمح بدخول الرأس ثم تخاط من الجانبين، فيظل الشق مفتوحاً. لذلك يقول القرضاوي : " كانت المرأة في الجاهلية تمر بين الرجال مُسفحة بصدرها لا يواريه شئ ". و كانت الحرة مثلها مثل الرجل تلبس خماراً علي رأسها لتغطيتها حماية للشعر من أتربة الصحاري و حرها ومنعاً لإصابته أيضاً بالحشرات لندرة الماء. و كان للخمار طرفان يلقيان خلف الرأس فيغطيان الفتحة الموجودة بالقفا أعلى الظهر. وعند ظهور الإسلام  طلبت الآيات منهن جعل طرف من طرفي الخمار يغطي فوق الثديين في الجلباب المفتوح و هي المنطقة التي كان العرب يعرفونها باسم الجيب، و يغطي الطرف الآخر القفا. وأن يصبح الخمار دالاً علي الحرة المسلمة و مميزاً لها عن الإماء.  فى كتاب طيقات إبن سعد الجزء السابع ص 127 أن "عمر بن الخطاب أمير المؤمنين كان يطوف فى المدينة فإذا رأى أمة متخمرة ضربها بدرته الشهيرة حتى يسقط خمارها عن رأسها ويقول: فيم الإماء يتشبهن بالحرائر "، وقال أنس "مرت بعمر بن الخطاب جارية متقنعة فعلاها بالدرة وقال يالكاع أتتشبهين بالحرائر ألقى القناع.

   في الجاهلية أيضا كانوا بمكة يتاجرون بالإماء بغرض الدعارة يعرضوهن في سوق النخاسة عاريات أو بملابس تكشف عن مفاتنهن, أما الحرة فلها ملابس خاصة واضحة تميزها بشكل قاطع بعلامات تقول أنها حرة، لذلك كان الرجل العادي في السوق يستطيع أن يميز بين الأمة و بين الحرة، و أنه ربما حاول التحرش بالأمة، لكنه أبداً لا يتحرش بالحرة. وحين جاء الإسلام ازداد تمييزاً لنسائه الأحرار عن نسائه الإماء بتغطية جيوبهن بالخمار، فأمر الله بقوله : " وليضربن بخمورهن علي جيوبهن 31 / التور". وفسر القرطبي هذه الآية فقال : إن النساء زمن النبي كن يغطين رؤوسهن بالأخمرة وهي غطاء للرأس كالرجال كجزء من طبيعة البيئة لاتقاء الشمس الحارقة و يسدلنها علي الظهر فيبقى النحر مكشوفاً، فأمر بإسدال الخمار علي الجيب أي الصدر. ثم نزلت الآية: قل يا أيها النبي لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين / 59 / الأحزاب. و سبب نزولها أن عادة الأعراب التبرز في الصحراء و ليس داخل البيوت وكان الفجار يتبعوهن في الخلاء بغية وطئهن ظنا منهم أنهن إماء.

   وتلاعب مشايخ الوهابية المتطرفون وهم يعلمون الفرق بين الخمار والحجاب, فالمفروض علي المسلمات هو الخمار الذي يغطي فتحة الصدر (الجيب), أما تغطية الشعر فليست فرضا, فتخمير الشعر كان موجودا منذ الجاهلية للرجال والنساء للوقاية من حر الشمس والأتربة, وكان علي النساء إدناء الجلابيب حتي لا يغتصب الفجار الحرائر من النساء عندما يخرجن للخلاء قضاءا للحاجة ظنا أنهن من الإماء. وفي عصرنا الحديث توجد المراحيض في المنازل ولا حاجة للنساء للخروج للخلاء, ولا حاجة لتغطية الشعر فيكفي أن تلبس النساء ملابس محتشمة لا تظهر الصدر. ولم يعد لدينا الأن إماء حتي يتطلب التفرقة بينهن وبين الحرائر ويذلك يكون قد انتفى شرط إدناء الجلاليب للتميز بين الحرة والأمة، كذلك الطبيعة الآن تختلف عن أيام البداوة التي كان تخمير الرأس لازم لها إتقاء لحر الشمس, ولكن إصرار المتأسلمون الوهابيون علي هذه المغالطة يظهر جليا من ذلك الحجاب الذى اخترعوه اختراعاً بعد المزج بين نصين قرآنين، واحد يتكلم عن تخمير الصدر ويخص كل المسلمات، و آخر يتكلم فقط عن زوجات النبي وحدهن فيخصهن بساتر يحجبهن إذا تحدثوا مع الصحابة لأنهن لسن كغيرهن من النساء. "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلي طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذالكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً"[الأحزاب 33 : 53] و يصرون علي اختراعهم و يعلونه كفضيلة تصل إلى درجة الفرض. وانتشر شعار (الحجاب عفة وطهارة), و هو إعلان يعمد لإهانة غير المحجبات و اتهامهن بعدم العفة و الطهارة، كما إنه إعلان يؤذي الإسلام نفسه في أمهات المؤمنين، لأنهن وحدهن من ضُرب عليهن الحجاب دون نساء العالمين وهن بنص الآيات لسن كغيرهن من النساء، فهل كان ضرب الحجاب عليهن لأنهن كن غير عفيفات و لا طاهرات و هن سيدات الدنيا و الآخرة ؟ إنهم وهم بسبيل حجب العقل في بلادنا لا يتورعون عن التمادي بعد اختراع ما يسمى بالحجاب، إلى إهانة أمهات المؤمنين بشعارهم الإعلاني الذي هو بكل المقاييس خطيئة حقيقية من العيار الثقيل

   حتي هنا في بلاد المهجر انتشر أيضا بين المسلمات أن الحجاب هو مقابل العري و التهتك في بلاد الغرب وتم الربط بين عدم التحجب إن أرادته مسلمة وبين العرى و التهتك، لذلك كان شعار (الحجاب عفة وطهارة). لكن ما يرُدّ علي هذا المعنى و يبطله تماما هو أن العري الكامل والتام زمن الصحابة الراشدين لم يكن يستدعي أية عقوبة، وهو ما توضحه حادثة المغيرة بن شعبة مع أم جميل، و التي شهدها أربعة عدول من الصحابة شهادة واضحة، أنهما  كانا عرياناًن كما ولدتهما أمهاتهما، وقد شهد ثلاثة من الشهود أمام الخليفة عمر بن الخطاب أنهم رأوا الفعل كاملاً بفخذي أم جميل مرفوعين كأذني حمار وأن المغيرة كان يستبطنها (أي بطنه فوق بطنها)، و أن خصيتيه كانتا تتأرجحان جيئة و ذهاباً بين فخذي أم جميل، بما لازم ذلك من شهق و زفر، و رفع وخفض، بل أنهم رأوه يدخل عضوه فيها و يخرجه كما الميل في المكحلة. لكن الشاهد الرابع زياد بن أبيه أقر بكل تلك التفاصيل لكنه أقر أنه لم يتمكن من رؤية عملية الإدخال و الإخراج كالميل في المكحلة، فحكم الخليفة عمر ببطلان الدعوى و أقام حد القذف على الشهود الثلاثة، بينما لم تتم عقوبة المغيرة ولا أم جميل بسبب عريهما ووجودهما على سرير واحد فى خلوة بيت مغلق عليهما مع شهق وزفر و رفع و خفض و ساقين كأذني حمار و خصيتين تتأرجحان لكن دون دخول الميل إلي المكحلة. ولا نفهم هنا سر انزعاج مشايخنا من ملابس نساء الغرب حتى دمغوهن بالعري والفساد و التهتك دون أن يتيقنوا من دخول الميل في المكحلة، أليس دمغهم بالعري هو قذف للمحصنات يستحق الحد الذي أقامه عمر على الشهود الثلاثة بالجلد ؟

   وقد حسم الأزهر الأمر بمنحه شهادة الدكتوراه للشيخ مصطفى محمد راشد في الشريعة والقانون، بتقدير ممتاز، عن أطروحته التي تناول فيها ما تشيع تسميته بـ "الحجاب" (غطاء الرأس الاسلامي) من الناحية الفقهية، مؤكدا أنه ليس فريضة إسلامية. وأشار في رسالته إلى أن "تفسير الآيات بمعزل عن ظروفها التاريخية وأسباب نزولها" أدى إلى الالتباس وشيوع مفهوم خاطئ حول "حجاب" المرأة في الإسلام "المقصود به غطاء الرأس الذي لم يُذكره لفظه في القرآن الكريم على الإطلاق". كما يؤكد من يتبنى هذا الفكر أن الآية رقم (31) من سورة النور: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الاربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}، نزلت للإشارة بستر النحر، أي أعلى الصدر والعنق، بسبب انتشار حالة سادت عند نساء العرب لا يسمح بها الإسلام..

   نأتي لخلاصة الموضوع وسبب إصرار الوهابيون علي ما اخترعوه وأسموه بالحجاب وإن كان اسمه الحقيقي الخمار والذي كان لتغطية الجيب حتي لا يفتن الرجال برؤية صدور النساء, واليوم عندنا السوست والكباسين والأزرار، و مع إلغاء الرق تحولت الصفات التي كانت للجواري إلى بنات غير المسلمين في دار السلام (البلاد الإسلامية) فهن كالجواري لا يلزمهن حجاب لأنهن لسن من الأحرار، وسيكونن يوماً ما جواري للمسلمين أن أجلا أو عاجلا عند الوصول لدولة الخلافة حيث يتحولن لمسلمات أو يؤخذن كإمات ليخدمن نسائهم ويتسري الرجال بهن, أما في دار الحرب (باقي دول العالم), لأن فريضة الجهاد لا تتوقف مادام هناك فرد واحد في العالم لم يسلم، تكون النساء غير المسلمات غير حرات و بالتالي غير شريفات حسب الموروث العربي، وهن تحت طائلة السبي في أي وقت يتمكن فيه المسلمون من إخضاع الأرض كلها لدين الله (الإسلام) الذي لا يقبل الله بغيره دينا, لذلك فعلي المسلمات أن يتحجبن من الآن استعدادا لليوم القادم عما قريب.ً

https://www.facebook.com/sally.samaan.3/posts/10203501846176809.

http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2012/07/26/301583.html#ixzz3b61Cfzqr

Follow us: @alwatanvoice on Twitter | alwatanvoice on Facebook


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع