القمص أثناسيوس چورچ.
تصلي الكنيسة صلاة السجدة ÙÙŠ عيد (البنطقستي) Πεντηκοστή عيد (الخمسين) الذي تأسست Ùيه الكنيسة؛ بØلول Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ØŒ وهو ما ÙŠÙشار له بأنه الاجتماع المَهيب ÙÙŠ يوم الباكورة وبداية الØصاد الجديد وسيادة الله وهيمنته على كنيسته منذ باكوراتها (باكورات وعود ابن الله).
ويأتي طقس السجدة ÙÙŠ السياق الليتورجي للاØتÙال بعيد عطية Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ ويوم الوعد والرجاء الذي يملأ أرجاء الكنيسة ليقدس Ù…ØÙلها تقديسًا مستمرًا لا ÙŠÙارقها؛ منذ بدء خروج التلاميذ للكرازة والØصاد... وهو Øدث Ùعل خلقي جديد؛ ظهرت بركاته وإمكانياته ÙÙŠ تأسيس الكنيسة... Ùالوجود الإلهي للثالوث القدوس هو سر وجود وكيان الكنيسة، ÙˆÙاعلية اسرارها واصل طبيعتها ومواهبها ومسيرة كرازتها وعملها الرعوي والتدبيري والخلاصي .
وتعبّÙر صلوات السجدة عن الوجود الكنسي كتدبير إعلان الثالوث ÙÙŠ التاريخ وأساس الإكليسيولوجيا ΕκκλησιολÏŒγυ (اللاهوت الكنسي).. Ùنصلي السجدات الثلاث ونØÙ† ساجدين (ÙƒØبة Øنطة) Ùˆ (كخميرة) Ùˆ (كقطيع صغير) Ùˆ (ÙƒØزمة) نيابة عن العالم كله من أجل التخمير بخميرة الانجيل وتلمذة الخليقة ودعوتها لكرازة إنجيل بشارة الخلاص المÙرØØ©.
نصلي السجدات خارج الهيكل لأنها تعبر عن إستعلان عمل الله للعالم وانطلاقه Ù†ØÙˆ الكون كله، ليس Ùقط للمؤمنين من أعضاء جسد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ (الكنيسة) لكنها من أجل Øضور Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ ÙÙŠ الخليقة كلها؛ لأن Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙŠØ¹Ù…Ù„ ÙÙŠ العالم ÙˆÙÙŠ التاريخ... وقد تشكَّل الكون ووÙجد بإرادة الآب التي Ø£Ùعلنت بالابن الكلمة الخالق وتØققت بقوة Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ الرب المØيي.
لذلك نصلي من أجل Øضوره ÙÙŠ المسكونة كلها من كل الألسنة والشعوب والأمم كي ترى خلاص الله العجيب، الذي أعلنه لمختاريه ÙÙŠ كنيسته وجمعهم له ÙÙŠ ÙˆØدانية Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙÙŠ بيت واØد؛ بعد أن تعددت الألسنة ÙÙŠ Øادثة برج بابل؛ عندما كانت آية التشتت والتبديد لجميع الأمم.
أما ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ùقد صارت آية للإنجماع ÙÙŠ الوØدانية بواسطة الروØ. وبهذا نعيش التقليد Øيًا (لاهوتًا Øيًا) ÙÙŠ الليتورجيا Øيث نعيش ونختبر جوهر الكنيسة وكيانها (صورة الثالوث القدوس) بعيون العابدين الساجدين؛ وكأننا أمام جبل الله Øوريب؛ الذي هو الكنيسة؛ التي Ùيها Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù‡Ùˆ الرأس؛ والطيب نازل على الرأس وعلى اللØية وعلى جيب قميصه؛ كذلك العهد ÙÙŠ Øوريب؛ الذي ظهر بشبه نار آكلة (تث Ù¥ : Ù¤).
Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ Ù…ÙØ³Ø ÙˆÙƒØ±Ø³ÙŠÙ‡ إلى دهر الدهور... نعيش Øضور الثالوث القدوس، Ùالشريعة هي Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ (شريعة الØياة) وخدمتنا هي خدمة Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…ÙØيي؛ لأنها مقدَّمة Ù„Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ ÙŠÙØيي، ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙŠØ³ÙˆØ¹ ربنا هو يهوه؛ وهو جبل الله صهيون الذي أعطى Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³Ø› كعطية نعمة بلا نهاية وبلا Øدود ولا يوجد شيء ÙÙŠ الوجود أكثر غنى منها... أكون صغيرًا أنا وكبيرًا؛ ضعيÙًا أنا وقويًا؛ مائتًا أنا وخالدًا؛ أرضيًا أنا وسمائيًا؛ لأن Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù„Ù‡ Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚ÙˆØ© والمشورة والهداية والاستنارة يرشدنا إلى جميع الØÙ‚ وهو مطر الÙÙلاØØ© الجديدة؛ والقرين الصادق والشريك والسيد الØر الذي يعطي الØياة الأبدية ويعر٠كل أسرار الله؛ ذلك Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø·ÙŠ والمرسل والموزع للعطية والموهبة والوعد والشÙاعة، Ùالآب هو الينبوع؛ والابن هو الجدول؛ ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ Ù‡Ùˆ النهر؛ لا ينÙصل بعضها عن بعض.
لتجسّÙد الكنيسة Øياة الدهر الآتي ÙÙŠ علاقة تبادلية مع التاريخ، وتأتي نصوص صلوات السجدة شارØØ© للوعي بنعمة الثالوث القدوس... نتأملها ونذوقها يقينًا Øضوريًا عندما نشهد لله الآب والابن الوØيد الذي علمنا الإيمان بالكلمة وأرانا طريق الخلاص؛ ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ الرب المØيي.
ÙˆÙÙŠ هذه المناسبة الليتورجية نتلمس هذه الشركة وعمل Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ وتوزيع المواهب والعطايا الروØية الØرة لكي تÙبنى الكنيسة وتÙشيَّد روØيًا؛ Ùتكون عبادتنا لا لتاريخ قديم لكنيسة قديمة؛ بل من أجل تأسيس وعنصرة وبناء للكنيسة وتشييد لكيانها؛ الذي يجعلها قادرة أن تكون وأن تÙوجَد وأن تدوم؛ Øيث تنسجم Øياة الكنيسة كمؤسسة الهية مع عطايا Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ØŒ بØيث ÙŠØµØ¨Ø ÙƒÙŠØ§Ù† الكنيسة ليس كيانًا تاريخيًا Ùقط؛ بل Øضورًا Øيًا ومستمرًا Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ عبر الأسرار والليتورجيات والتسبØØ© والمناسبات الخلاصية.
Ùخبرة Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ لا تÙكتسب إلا داخل الكنيسة؛ لأن الكنيسة ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ ÙŠØ´ÙƒÙ„Ø§Ù† ÙˆØدة واØدة لا تنÙصل؛ وهي كمستودع Ù„Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ تستمر بنÙس Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø±Ø³ÙˆÙ„ÙŠØ© الذي تسلمته ÙÙŠ الكتب المقدسة أنÙاس الله؛ ÙˆÙÙŠ صلواتها وقوانينها وعقيدتها وتدابيرها، والتي تصير لنا Ù†ØÙ† العابدين الساجدين قوة وثباتًا Ùينا ومعنا، مانØØ© للØياة؛ كما ØÙ„ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ التلاميذ ÙŠØÙ„ علينا الآن وهنا... متوسلين أن لا ÙŠÙنزع منا؛ بل يتجدد ÙÙŠ Ø£Øشائنا روØًا مستقيمًا Ù…Øييًا؛ كائنًا ÙÙŠ كل زمان ومالئًا الكل؛ كنز الصالØات ومعطي الØياة... ÙŠØÙ„ Ùينا ويطهرنا من الدنس ويخلص Ù†Ùوسنا ويØسبنا كالقيام ÙÙŠ السماء؛ وينبسط على كل واØد ويملأ الموضع.
وتضع الكنيسة أثناء عبادة السجدة الأوعية الÙخارية (المناقد) المملوءة بجمر النار؛ ويÙرÙع البخور بكثاÙØ© من أجل Ù†Ùوس الراقدين؛ طالبين لهم نياØًا وبرودة مع جميع الذين رقدوا ÙÙŠ الأمانة الأرثوذكسية منذ البدء وإلى الآن... مصلين ليكون لنا معهم Øظًا ونصيبًا ÙÙŠ نور القديسين... نذكرهم وقد رØلوا عن الØياة لكنهم Ø£Øياء عند إله الأØياء ÙÙŠ كورة الأØياء... نذكرهم بأسمائهم؛ إذ أنهم Øاضرون ÙÙŠ ذاكرة الكنيسة؛ وأسماؤهم لا زالت تÙذكر؛ لأن ذكر الصديق يدوم إلى الأبد... نذكرهم بأسمائهم لأن مسيØنا قد دعاهم بأسمائهم.
أمَّا الذين لا تربطهم به شركة؛ Ùلن يكون لهم ذكر عنده ØŒ ولن يكون لهم Øضور أمامه... إذ اكتÙÙ‰ÙŽ بأن يقول لهم اذهبوا عني لا أعرÙكم.
إن الكنيسة ÙÙŠ اليوم الذي تأسست Ùيه؛ تجمعهم معها ÙÙŠ عيد ميلادها كأعضاء Øية؛ وتستجمعهم ليكونوا Øاضرين ÙÙŠ شركة معنا... تذكرهم ÙÙŠ يوم نشأتها ÙˆÙÙŠ اليوم الذي تÙجرت Ùيه ينابيع الØياة الجديدة... Ùهي لن تنسى أعضاءها الذين سبقوا Ùرقدوا وانطلقوا إلى الÙردوس... ونØÙ† أيضًا الغرباء ÙÙŠ هذا العالم نذكرهم ونقدم عنهم تقدمة روØية؛ تأكيدًا على أنهم عطر ورائØØ© زكية جيدة وجديدة وخالدة؛ ÙˆÙÙŠ ذكرنا لأسمائهم إنما هو انطلاق الØياة الجديدة؛ لأنهم رائØØ© Øياة وخلود وعدم موت... نصلي من أجلهم لأن Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ ÙˆØد الجميع؛ الأرضيين مع السمائيين؛ وجعل الاثنين واØدًا؛ أي السماء والأرض؛ لأننا مدعوون لنكون شهودًا لمَعيّة تØقيق الكنيسة؛ الأØياء مع الراقدين؛ Ùبهما يتم إستØضار ذاك الذي Ùيه كل الأشياء انتهت؛ وكل الأشياء تبدأ.
وعندما نذكر الراقدين بأسمائهم؛ Ùذلك لأن الكنيسة تؤكد على سر الشخص ÙˆØقيقة وجوده الروØÙŠ ÙÙŠ شركة المØبة؛ لأن الاسم هو المدخل إلى الØياة الأبدية التي تØÙظ هويتنا كأبناء لله (دعوتÙÙƒ بإسمك... أنت لي)ØŒ أما الميت Ùلا اسم له لأنه سقط ÙÙŠ ØÙرة الظلام؛ وأولئك الذين تÙقام من أجلهم هذه التذكارات ندعوهم بأسمائهم لأنهم Ø£Øياء وهويتهم لم تسقط؛ ونØÙ† نشترك معهم ÙƒØقيقة وجودية منذ إنشاء الكنيسة ÙÙŠ يوم الخمسين؛ مصلين لكي يعطي الرب نياØًا لأنÙس أولئك الذي رقدوا وكي يتØنن على الأØياء والأموات وعلى الذي جازوا من هنا إلى هناك وينعم عليهم Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø±Ø§ØØ© ÙÙŠ المظال الأبدية مستØقين للغÙران والسلامة.
وتتركز طلبات السجدات الثلاث على قاعدة لاهوت استدعاء Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ كي يملأنا من النعمة التي لا تÙرغ، وأن يرد سبي Ù†Ùوسنا ويهب لنا رجعة... ÙŠÙتقدنا بخلاصه ويثبت Øياتنا بقوته الطاهرة وناموسه الكريم... ويÙدخلنا ملكوته؛ ويهب لنا صÙØÙ‡ ويØلنا من وثاقات إبليس؛ ويمنطقنا بأسلØØ© البر وينقذنا من كل شدة... كذلك ÙÙŠ السجدة الثانية نطلب كي يأتي علينا Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ ويدبر أعمالنا ويقبل طلباتنا كمثل البخور المقبول أمامه؛ وكذبيØØ© مسائية؛ وأن يسمر Øقوقه ÙÙŠ Ù„Øمنا لنعاين Ø£Øكامه؛ ثابتين ÙÙŠ الأمانة؛ نامÙين ÙÙŠ الأوامر الإلهية.
وتأتي صلوت السجدة كتعبير كلي عن Øياة الكنيسة وإيمانها ÙÙŠ قانون العبادة؛ عندما نردد Ù„ØÙ† (آسومين تو كيريو) ÙÙ†Ø·Ø±Ø Ø¹Ù†Ø§ Øمل خطايانا الثقيل؛ لأن بنعمة Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ صار لنا كهنة ومعلمون؛ ومن هذا النبع الإلهي تÙيض لنا مواهب الاستعلان والشÙاء التي تزدان بها كنيسة الله وتجمع شمل العالم المتÙرق؛ والألسنة التي كانت سبب الشقاق والبلبلة تجمعت وتوØدت؛ Ù„Ù†Ø³Ø¨Ø ÙÙŠ العلية اسم الرب؛ لأنه بالمجد تمجد؛ صعد إلى أعلى السموات وأرسل لنا البارقليط؛ وننادي جميع الشعوب لتأتي معنا وتسجد للثالوث القدوس الواØد: ثالوث ÙÙŠ واØد وواØد ÙÙŠ ثالوث كامل مثلث وموØد.
Ùنعيش Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ واقعية الإنجيل وشهادة الخلاص الإنجيلي؛ لأنها ليست مجموعة قناعات أو مجرد ÙƒÙود أخلاقي؛ ولكنها اختبار للوجود ÙÙŠ الØياة الأبدية عبر Øياة الكنيسة التي تشكل كل واقعنا ومصيرنا.
www.frathanasiusdublin.com