بقلم:دينا عبد الكريم | السبت ٣٠ مايو ٢٠١٥ -
١٧:
٠٧ م +02:00 EET
دينا عبد الكريم
بدأت بالفعل في الكتابة عن جاري الملتزم دينيا – مش أخوان بس بيحترمهم – الذى لطالما رأيته مسالما هو وزوجته الجميلة، والذي شارك زوجى برغبته في الهجرة من مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو !! شاكيا من إتهامه الدائم بالأخونة والشيطنة والعمالة !!!! ثم هاجر !!
وتذكرت كم مقهور هاجر من هذا الوطن ..قهرا دينيا أو اجتماعيا أو سياسيا !!
وكنت أحاول فك لغز قسوة هذا الوطن على كل مختلف !!! وشراسة أى أغلبية وأستئسادها بقسوة مرعبة على الآخر أيا كانت هويته !
فلا أبشع في ذهنى من حادثة سحل المواطن الشيعى في أبو النمرس يوليو ٢٠١٣ بتهمة إقامة احتفال النصف من شعبان !!! الناس أكلوا جارهم !!! سلخوه حيا !!! لا يختلف عنهم في اللون ولا في الهوية ولا في الدين ياربى !!! انما هو مختلف في ( المذهب )!!!!
وماأقسى من هدم كنيسة على مرأى ومسمع الجيران ، والأهل ، والأمن و العالم لمدة ثمان ساعات متتالية … بأطفيح في مارس ٢٠١١ !!! وغيرها من مئات الكوارث التى حلت بأولئك الصامتون الصابرون الذين يصلون ويتركون الرد لقيادتهم الدينية كيفما ترتئى أن ترد وأن تصدر تصريحاتها الرسمية !!!
حتى حلت حادثة بنى سويف الجديدة …التى تم فيها تهجير أسر جديدة من منازلها لأن أبنهم الذى هو خارج البلاد أساسا …اشتبه أنه عمل ( لايك ) على أمر اعتبره البعض ف القرية ( مسيئا )!!!! أى مرار أسوأ من هذا !!!!
ذكرت تلك الأمثلة ليقينى إنها ليست خلافات سياسية فحسب ! ولا مذهبية فحسب ! ولا دينية فحسب !!!
ما يحدث أسوأ من الفساد وأقسى من النهب … إنه منطق( السلب ) …أن يكون هناك متبجح يفرض قانونه فوق القانون، وينفذ أمره فوق كل أمر… هكذا حدث !!! وهكذا يحدث… وهكذا سيكون !
طالما رجال الأمن لديهم -حساباتهم الأخرى – التى يديرون بها الأمور ويهددون بها الرموز الدينية، ويسكتون الجميع… بمنطق الورقة العرفى…!!!
وأنتم يا مسيحيوا مصر.. لا تتوقعوا تغييرا قريبا! طالما توافقون على خيار بين اثنين ( الهجرة ..بإستسلام …أو التهجير بإذلال )
صدقونى… لم ينقذ أوطاننا إلا بقية قليلة صمدت ورفضت ! أتصور وضع قرية وقف فيها رجال وقالوا لا… لن نوافق على تهجير أهلنا.. وسنقف لبعضنا البعض رجلا لرجل بيتا لبيت.. مسلمونا ومسيحيونا معا..
سنقف لرجل القانون الذى لم ينفذ ماأتمن عليه ! سنقف ونصعد قضيتنا الى أعلى مستويات السلطة فى البلاد !
يا وزير العدل الجديد …هل هذا عدل !
يا وزير الداخلية …إن الداخل مازال يحترق !
يا رئيس الجمهورية …جيشنا يحارب داعش على الأبواب وأهلنا يدعشون بعضهم البعض ! فهل تقبل ؟
لن يوقف الدائرة الدائرة فى بلادى …إلا دولة قانون ..هل هذا مستحيل !
إن كان مستحيلا ! فقولوا لنا ..كى ..نهاجر قبل أن نُهجّر !!!
نقلا عن وطنى
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع