الأقباط متحدون - جدل حول أسباب الإرهاب
أخر تحديث ٠٧:٤٧ | السبت ٣٠ مايو ٢٠١٥ | ٢٢بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

جدل حول أسباب الإرهاب

د.عبدالخالق حسين
أسباب الإرهاب موضوع مثير للجدل، فكل يؤوله لسبب معين وفق معتقده السياسي والديني ومصالحه المادية والمعنوية. وغالباً ما يستشهدون بأقوال وتصريحات لمسؤولين سياسيين ومفكرين كبار يحتلون مناصب ومواقع عالية في أمريكا خاصة، والغرب عموماً. لذلك أرى أنه يجب علينا أن نكون حذرين من تصريحات هؤلاء لأنهم غالباً ما يريدون تحريف الأنظار عن الأسباب الحقيقية لما يجري في المنطقة العربية والشرق الأوسط عموماً. 
 
جرت العادة في تأويل الإرهاب إلى النصوص الدينة في الإسلام، وأية محاولة لتفنيد دور الدين يواجه بتهمة الإيمان بنظرية المؤامرة. لذلك، أرى من المفيد أن أشير إلى هذه النظرية قبل الخوض في صلب الموضوع. 

لا شك أن كل مثقف واع هو ضد تعليق غسيلنا القذر على شماعة الآخرين، وترديد الكليشيهات الجاهزة مثل المؤامرات الصليبية والصهيونية، والماسونية،

وأضيف إليها حديثاً (الفرس المجوس)... إلى آخر القائمة التي أدمن عليها العرب منذ الفتنة الكبرى ومقتل عثمان، واختراع شخصية خيالية باسم عبدالله بن سبأ "اليهودي" وإلى الآن(1). وكنت قد كتبت مقالين عن هذه النظرية*. ففي عصرنا الراهن تم ربط كل شيء بالمؤامرات الغربية إلى حد السخرية،

فمثلاً: الثورة الإسلامية في إيران نتاج مؤامرة أمريكية، وكذلك أحداث 11 سبتمبر 2001 في أمريكا من صنع الموساد والـ (CIA)، وأحداث الربيع العربي من صنع الفيلسوف الفرنسي برنارد ليفي!!، وقد بلغ السخف والهراء بالبعض إلى حد إلقاء اللوم على أمريكا حتى في الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والزلازل، في حين أن أمريكا هي أكثر بلدان العالم تعرضاً إلى هذه الأعاصير.
 
ولكن هذا لا يعني عدم وجود مؤامرات تدبر في الخفاء ومن وراء الكواليس، حيث يخطط دهاقنة السياسة ما يريدون في السر، ويحاربونه في العلن وباستحياء لكي يبعدوا الشبهة والتهمة عن أنفسهم. فنظرية المؤامرة وإلقاء اللوم على الدول الكبرى وبهذا الهراء، وضعت أساساً لتتفيه وتسخيف أية تهمة

تلقى على المدبر للمؤامرات الحقيقية التي وراء هذه النشاطات التخريبية مثل(إرهاب، حروب، إنقلابات، انتفاضات، فوضى عارمة...الخ)، إذ كما قال الرئيس الامريكي الأسبق فرانكلين روزفلت "في السياسة، ليس هناك ما يحدث صدفة، وإن حدث، فقد خطط له أن يحدث بهذه الطريقة". 
 
إن أحداثاً ضخمة بحجم ما يجري في المنطقة عامة، والعراق وسوريا خاصة من إرهاب منفلت خارج عن سيطرة الحكومات، وعلي أيدي تنظيمات إرهابية (داعش والقاعدة وجبهة النصرة) التي تحتل نحو ثلث مساحة العراق، وأكثر من نصف مساحة سوريا(1)، و تنذر بعواقب كارثية وخيمة جداً

إلى حد إبادة الجنس، ما كان لهذا الإرهاب أن يصل إلى ما هو عليه ما لم يكن مدبراً من حكومات تتمتع بإمكانيات مادية وتنظيمية وفكرية هائلة.
 
*****
مناسبة هذه المقدمة أن كتب لي صديق مصري أمريكي متنور، أنه قبل شهرين صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "أن الإرهابيين أصبحوا إرهابيين لأنهم بلا عمل، ولم يكن لديهم ما يشغلهم ويضمن لهم مصدر للدخل !!"
 
وبحق، استسخف الصديق هذا الكلام، و أوعزه إلى جهل المتحدثة بالأمور رغم ما يتوافر لها من أنظمة استخباراتية عملاقة مثل الـ (CIA)، وتكنولوجية الثورة المعلوماتية، والإعلام على مدار الساعة. واستنتج الصديق أن هذه السيدة وبهذا القدر من الجهل لا تستحق حتى لتكون عاملة في أحد مطاعم ماكدونالد.
 
اختلفتُ مع الصديق العزيز في وصف المتحدثة بالجهل. فهذه السيدة لا يمكن أن تحتل هذا المنصب الخطير إلا بعد مرورها بتحقيقات وغربلات وامتحانات عسيرة للتأكد من إمكانياتها العقلية والثقافية وإخلاصها للنظام الأمريكي، والإدارة الحاكمة، وانسجامها التام مع أيديولوجية النخبة المهيمنة على إدارة الدولة.
 
فعندما قالت أن سبب الإرهاب هو البطالة والفقر، لم يكن قولها ناتج عن جهل، وإنما للتضليل وعن عمد لحرف الأنظار عن الأسباب الحقيقية للإرهاب، ومن يخطط له، وينظمه ويموله ويدربه، ويوفر له كل متطلبات "الجهاد" والاستمرار. وكما بينا في المقدمة، هذا ليس من باب الإيمان بنظرية المؤامرة، وإنما هناك حقائق تؤكد أن هذه التنظيمات الإرهابية لا يمكن لها أن تبلغ بهذا القدر الكبير من الدقة في التنظيم و التخطيط والانضباط الحديدي، وتوافر الإمكانيات المالية والأسلحة والخبرة العسكرية والإعلام والصمود والاستمرار ما لم تكن مدعومة من قبل دول كبرى تتمتع بإمكانيات مالية وعلمية وتكنولوجية هائلة. (روابط 2،3، 4)
 
فالبطالة تؤدي إلى مشاكل اجتماعية مثل السرقة والجريمة المنظمة، ولكن لا تقود إلى منظمات إرهابية مثل القاعدة وفروعها وبهذه الإمكانيات. والبطالة لا تشمل المسلمين فقط، بل متفشية بشكل واسع في الشعوب غير الإسلامية أيضاً وخاصة في العالم الثالث، ولكن مع ذلك لم نسمع عن تنظيمات إرهابية من غير المسلمين إلا نادراً وعلى نطاق ضيق جداً يسهل على الحكومات احتوائها والقضاء عليها مثل منظمة (باير ماينهوف) الألمانية في السبعينات من القرن الماضي، والتي اختفت بسرعة.
كذلك مؤسس منظمة "القاعدة" أسامة بن لادن كان مليونيراً وابن ملياردير سعودي، وخليفته الحالي، الدكتور أيمن الظواهري، هو طبيب جراح، وكان والده أستاذ مشهور في الأمراض الجلدية في جامعة القاهرة ومن عائلة معروفة. كما و بات واضحاً أن الإنتحاريين الـ 19 الذين ارتكبوا جريمة 11 سبتمبر 2001، كانوا خريجي الجامعات الغربية. وهذا يعني أنهم كانوا من عوائل وخلفيات غنية. وكل هذا يفند أي إدعاء بأن الفقر والبطالة سبب الإرهاب.
 
ولكن السبب الأكثر انتشاراً وقبولاً لدى غالبية المثقفين العلمانيين، وأنا كنت من بينهم في هذا الاعتقاد ، هو أن الدين الإسلامي هو سبب الإرهاب، وذلك لما فيه من نصوص دينية في القرآن والسنة، تدعو إلى العنف ضد غير المسلمين. وقد ترسخ هذا الاعتقاد إلى حد أن صار عندهم أشبه بالعقيدة الدينية يصعب تغييرها. وعليه أرى من المفيد مناقشة هذا الموضوع بتأمل وهدوء وبعيداً عن الاتهامات، ولكي لا نقع في التبسيطية، وتشخيصات جاهزة، ونبرئ الجاني الحقيقي.
 
نعم، في القرآن عشرات الآيات التي تدعو إلى استخدام العنف ضد الكفار والمشركين، وتسمى بآيات السيف أو القتال، مثل الآية "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ" (التوبة 14). كما وهناك أحاديث نبوية تؤكد على القتال، وعلى سبيل المثال لا الحصر، قال النبي محمد: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله"
 
ولكن هذه النصوص الدينية كانت موجودة خلال 1400 سنة، ولم تظهر منظمات إرهابية بهذا الانتشار والتوحش إلا خلال الثلاثين عاماً الماضية، فكيف تعايش المسلمون مع غير المسلمين في المجتمعات ذات الغالبية الإسلامية؟ عدا بعض الاستثناءات مثل ظهور تنظيم من قبل شخص يدعى حسن الصباح في القرن الحادي عشر الميلادي، مؤسس ما يعرف بـالدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية، أو الباطنية، وكان يؤثر في أتباعه بعد أن يحششهم، ويوحي لهم بقتل بعض الحكام، ولذلك أطلق عليهم (الحشاشون)، ومنها اشتقت كلمة Assassin في اللغات الأوربية، ولكن هذا التنظيم لم يعتدي على جمهور الناس الأبرياء كما يحصل في القرن الحادي والعشرين.
كذلك، وكما قال المستشرق الأيرلندي الراحل فريد هاليدي، إن جميع الأديان السماوية (الإبراهيمية)، فيها نصوص تدعو إلى العنف والتطرف. ولكن لماذا الإسلام وحده انفرد في هذا الزمن باستخدام العنف دون غيره من الأديان؟ ففي التوراة نصوص تدعو إلى إبادة قرى بكاملها بمن فيها من رجال ونساء وأطفال وشيوخ أبرياء وحتى الحيوانات والمزارع. وكذلك الديانة المسيحية في أوربا عندما تبنتها الإمبراطورية الرومانية، وما بعدها من دول، كديانة رسمية لها، مارس أتباعها أبشع أنواع العنف وخاصة ضد اليهود، وبالأخص خلال الحروب الصليبية وفترة محاكم التفتيش. ولكن هذا العنف الديني قد انتهى بتقدم  الحضارة والديمقراطية. فلماذا هذا الإرهاب في الإسلام فقط وفي هذا الوقت بالذات؟ 
كذلك نرى الغالبية العظمى من المسلمين مسالمين وضد العنف والتطرف الديني، فلماذا لم تؤثر هذه النصوص إلا بنسبة ضئيلة منهم ومعظمهم من المذهب الوهابي؟
والسؤال الآخر والأهم هو: لماذا تم توظيف الطائفية على شكل الصراع السني- الشيعي لهذا الإرهاب في الشرق الأوسط وخاصة في العراق؟ بينما في دول إسلامية أخرى التي لا يوجد فيها إنقسام طائفي، وجدت له أسباب دينية أخرى، كما في الصومال وتونس والجزائر وليبيا ومصر، مثل الجهاد لإقامة دولة الخلافة.
ألا تستحق هذه الأسئلة الإجابة عليها وبعقلانية وتأمل، والكشف عن المستفيد من هذا الدمار الناتج عن الإرهاب؟ 
 
ونظراً لإيعاز الإرهاب إلى الدين، يعتقد أغلب المثقفين العلمانيين أنه في البلدان التي تعاني من الطائفية مثل العراق، أن الحل الوحيد هو النظام العلماني والتخلص من الأحزاب الدينية. و رغم وجاهة هذا الرأي، وضرورة العلمانية الديمقراطية، إلا إننا نعرف أن جميع الحكومات العراقية المتعاقبة قبل 2003، كانت علمانية، ولكنها مارست الطائفية ولو بدرجات مختلفة (عدا حكومة الزعيم عبدالكريم قاسم). فالطائفية كانت على أشدها عند العلمانيين، وخاصة في عهد حكم البعث وهو علماني. وفي هذا الخصوص قال عالم الاجتماع علي الوردي: "الإنسان العراقي أقل الناس تمسكا بالدين، وأكثرهم انغماسا بين المذاهب الدينية، فتراه ملحدا من ناحية وطائفيا من ناحية أخرى". وقال أيضاً: "لقد ضعفت نزعة التدين في أهل العراق وبقيت فيهم الطائفية: حيث صاروا لا دينيين وطائفيين في آن واحد، وهنا موضع العجب".
ولكن مع ذلك لم تكن طائفية ما قبل 2003 بصيغتها الإرهابية المتوحشة كما هي الآن، بل كانت على شكل مشاعر سلبية يعبر عنها بهمس في المجالس الخاصة فقط، ولم تطفح على السطح إلا في عهد صدام حسين حين رفع شعار (لا شيعة بعد اليوم) بعد انتفاضة آذار/شعبان 1991. و لو لا اغتصاب البعث للحكم، ولو ترك العراق يواصل تطوره الطبيعي التدريجي لزالت الطائفية.
 
إذن، ما هي الأسباب الحقيقية للإرهاب المتوحش. إن لم يكن الدين والبطالة؟
الجواب: ابحث عن المستفيد من الإرهاب.
فكما بينا أعلاه، أن النصوص الدينية التي تدعو للعنف موجودة في جميع الأديان، وهي خامدة أشبه بالألغام  المدفونة في الأرض تحتاج إلى من يقوم بتفعيلها وتفجيرها. وهناك مقولة: "البندقية معبئة و البيئة تسحب الزناد". وحديث نبوي:(الفتنة نائمة ولعن الله من أيقضها). لذلك فهذه النصوص لا يمكن أن تخلق الإرهاب إلا إذا تم تفعليها وتفجيرها، وفي أغلب الأحوال يتم ذلك من قبل السياسيين ولأغراض سياسية. وقد أشرنا إلى دور السعودية في صرف عشرات المليارات الدولارات على نشر التطرف الإسلام الوهابي في العالم، ودعم المنظمات الجهادية الإرهابية. أما أمريكا وحليفاتها فتبين أنها تلعب دوراً مزدوجاً، فمن جهة تتظاهر بإدانة الإرهابيين، وتضربهم ولكن دون أن تقضي عليهم، ومن جهة أخرى تدعمهم في السر كما يجري في سوريا والعراق، وسنوضح ذلك بعد قليل.
فخلال الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي تم توظيف الإسلام لمحاربة الشيوعية. وظهر ذلك بشكل واضح وسريع خلال الحكم الشيوعي في أفغانستان حيث تم تأسيس المنظمات الجهادية بما فيها طالبان والقاعدة، وبقية القصة معروفة. 
فيما يخص القاعدة وما تفرع منها مثل جبهة النصرة وداعش في سوريا، وداعش في العراق، فقد أصبح الأمر واضحاً وباعتراف نائب الرئيس الأمريكي جو بادين، أنها مدعومة من السعودية وقطر وتركيا والأردن. ولكن ما لم يقله بايدن أن هذه التنظيمات الإرهابية مدعومة أيضاً حتى من أمريكا وإسرائيل. والجدير بالذكر أن 90% من داعش في العراق هم من القوات الأمنية والحرس الجمهوري وهم بعثيون علمانيون، يتظاهروا بالتدين نفاقاً وللتمويه، و10% فقط أجانب تم غسل أدمغتهم لاستخدامهم كبهائم في عمليات التفجيرات الانتحارية. 
 
لماذا الإرهاب؟ ومن هو المستفيد منه؟
من المعروف أن أمن إسرائيل يعتبر أهم ما في إستراتيجية أمريكا في المنطقة، يليه أمن حلفاء أمريكا الخليجيين، وضمان تصدير النفط إلى الغرب. فالآن تجري المساعي لجعل إسرائيل تتعايش بسلام مع دول الشرق الأوسط كأية دولة أخرى. وهناك تحالف غير معلن بين إسرائيل والسعودية وغيرها من الدول الخليجية، في الوقت الذي أعلن فيه النظام الإسلامي الإيراني في عهد رئاسة محمود أحمدي نجاد إزالة إسرائيل من الخارطة، تماماً كما هدد صدام حسين بحرق نصف إسرائيل، وحصل له ما حصل نتيجة ذلك.
 
وما يهدد أمن إسرائيل هو ما أطلقوا عليه بالهلال الشيعي (الممتد من إيران، عراق، سوريا، وحزب الله في لبنان). وأخيراً سيطر الحوثيون (شيعة) على اليمن في الطرف الجنوبي للجزيرة العربية، فتحول الهلال الشيعي إلى "القمر الشيعي". وهذا ما أرعب أمريكا وحلفائها في المنطقة فكانت الحرب التي شنتها السعودية على اليمن. 
 
هناك بحث قيم نشر قبل أيام بعنوان: (واشنطن تعترف بدعمها لللاعبين المشبوهين في سوريا)(4). حصل الباحث على نسخة من تقرير وزارة الدفاع الأمريكية، جاء فيه أن أمريكا اعترفت بعدم وجود معارضة مسلحة معتدلة في سوريا قادرة على إسقاط بشار الأسد، بل توجد جماعات إرهابية متطرفة مثل القاعدة والنصرة وداعش، وجميعها تتلقى الدعم من السعودية وقطر والأردن وتركيا وبمباركة أمريكا من أجل إسقاط الأسد. لذلك تم التخطيط لاحتلال الجزء الشرقي من سوريا والغربي من العراق لتوفير الملاذ الآمن لهذه الجماعات الإرهابية. 
وما يجري في سوريا والعراق واليمن هو من أجل تفكيك الهلال أو القمر الشيعي، وهو مجرد القسم الأول من أجندة بعيدة المدى تنفذ على مراحل، تبدأ بإنهاك حكم الأسد وإسقاطه، ثم التخلص من الحوثيين، وتسليم الحكم في البلدين إلى جماعة معادية لإيران. ثم الضغط على الحكم في العراق لتغيير موقفه من إيران. ومن ثم تحويل الإرهاب إلى إيران نفسها لتغيير النظام فيها. والخطوة التاليه عزل الصين وروسيا.
 
فالهدف النهائي من كل ما يجري في العراق وسوريا واليمن هو أمن وسلامة إسرائيل في المنطقة، وكذلك ضد الصين وروسيا، لأنهما الدولتان الكبيرتان اللتان تنافسان أمريكا ودول الناتو على مناطق النفوذ والقطبية في العالم. بمعنى آخر عودة الحرب الباردة بين المعسكرين، الغربي والشرقي. وما يجري في أوكرانيا هو ليس بمعزل عما يجري في الشرق الأوسط. فالصراع هو بالأساس بين أمريكا وروسيا، ولكن يجري في الشرق الأوسط عن طريق إثارة الحروب الطائفية والإرهاب الداعشي (حروب بالوكالة)، بينما في أوكرانيا بين القوات الأوكرانية المدعومة من الناتو، ومليشيات أوكرانيا الشرقية المدعومة من روسيا، وفي اليمن تقوم السعودية بشن الحرب نيابة عن أمريكا ودعمها لعزل اليمن عن النفوذ الإيراني المزعوم. ولكن الهدف النهائي من كل هذا الإرهاب والحروب في المنطقة هو إضعاف النفوذ الصيني – الروسي، والاعتراف بإسرائيل وضمان أمنها وسلامتها، وتعايشها بسلام مع شعوب المنطقة. 
 
والسؤال هنا: ما هو موقف العراق من هذه الصراعات بين الكبار؟ وهل كتب على الشعب العراقي أن يكون وقوداً لهذا الحريق والصراع بين الدول العظمى كما كان منذ تأسيسه عام 1921 ولحد الآن؟ أم يجب أن يتبنى سياسة تحمي شعبه من الفناء ودولته من الانهيار؟ الجواب في مقالنا القادم. 
 
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com  
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
* عبدالخالق حسين: المحنة العراقية ونظرية المؤامرة، صحيفة (المؤتمر) اللندنية، العدد 255، تاريخ 21/5/2001

روابط ذات علاقة
1- عبدالخالق حسين: محنة العراق و بن سبأ الإيراني
http://elaph.com/ElaphWriter/2005/4/56816.htm?sectionarchive=ElaphWriter

2- عاجل امريكا تعلنها صراحة السعودية وتركيا و الامارات مولوا داعش
https://www.youtube.com/watch?v=tQ1xzgrld-0&feature=&app=desktop

 3- How the US Created the Islamic State: Talking Heads
https://www.youtube.com/watch?v=GU2avVIHde8
.
4- Tony Cartalucci: Washington Confesses to Backing "Questionable Actors" in Syria. 
http://journal-neo.org/2015/05/25/washington-confesses-to-backing-questionable-actors-in-syria/

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter