الأقباط متحدون - نَفْيُ الأَقْبَاطِ وتَهْجِيرُهُمْ مِنْ دِيَارِهِم
أخر تحديث ٠٠:١٨ | السبت ٣٠ مايو ٢٠١٥ | ٢٢بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نَفْيُ الأَقْبَاطِ وتَهْجِيرُهُمْ مِنْ دِيَارِهِم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
القمص أثناسيوس چورچ.
بالمخالفة للحق والعدل والدستور والقانون يتم يوميًا نفي أقباط من منازلهم وقُراهم؛ ضمن ظاهرة عقاب جماعي. ففي كل أرض إذا غضب الرعاع تعطل القانون وتعطلت العدالة؛ وصار أغبياء هذه الأرض فوق عقلائها؛ الذين يخرجون ليعقلنوا الكراهية، مُرغِمين الناس على التشريد خارج بلادهم قِسرًا!!

حيث يتم إجبارهم على النزوح أمام السلاح والحرائق والتهديدات الجماعية؛ تحت سمع وبصر وفرجة أجهزة الأمن. فلا سبيل أمامهم إلا أن يلُوذوا بحياتهم وأولادهم من غضبة واعتداء المفترين والمستقوين عليهم. 
 
لذلك الصور والتسجيلات الموثقة والمحفوظة لدينا لكل هذه الأحداث لا تخطئها العين، إشاعات وميكرفونات؛ ثم خراب واعتداءات جماعية؛ وحرائق وسلب وتلفيات عَمْدية وسرقة للمنقولات؛ بسيارات نقلية؛ تأتي لنوال تذكرة الجنة والجهاد، والالتحاق بقطار السعار التعصبي الأعمى.
 
وها هم المهجَّرون قِسْرًا لا يتمكنوا من تبرئة ساحاتهم من الافتراءات والمظالم ولا حتي من جمع حُطام ممتلكاتهم بعد كل المحاولات والمساعي. أليس هذا إجراما وتشريدًا وظلمًا واستهدافًا جماعيًا بسبب الدين؟! يرتكبه أولئك الذين كان من المفترض أن يُستوصوا بالقبط خيرًا؟! 
 
أين الدولة ورئيسها من هذا الظلم اليومي؟! أين الضمير والرحمة والقانون وحقوق المواطنة من هذا المزاج الشعبي المتهوس؟! 
 
إن الشجب لا يكفي، والبيانات واللجان الآن ما هي إلا مجرد مزحة تُطلَق في كل مرة عند حدوث كارثة يتم فيها نفي الأقباط!! مثلما حدث في حرق كنيسة إمبابة؛ وفي هدم كنيسة أطفيح؛ وفي غلق كنيسة الماريناب؛ وفي اعتداءات المنيا وفرشوط والعامرية ودهشور والفشن.
 
حقًا إن ثقافة الكراهية والاستعلاء والتقيّة هي المسيطرة على واقعنا؛ وهي التي تسد وراءها كل الأبواب والمنافذ؛ في هذا الزمن الأغبر؛ الذﻱ استشرَى فيه جنون الهوس العقائدﻱ المغيِّب للحكمة والأخلاق والإنسانية والجيرة والجار؛ إزاء الازدراء والترصُّد والشحن الخطابي الفتَّاك، وسط دولة رخوة تتنصل من أبسط مسئولياتها.
 
فالثيران طورت أساليبها القتالية لتقتل أحيانًا دون نطح. هذه هي الطريقة المتَّبعة ضد شعبنا، بالتطويق والخنق والحرق والتخويف والإرعاب؛ وصولاً للمغادرة والهجرة من غير رجعة. لكن هيهات أن يحدث ذلك في كنيسة الشهداء العريقة "أم الشهداء" الجميلة النبيلة التي عَبَرَتْ بحر الألامات؛ وحفظت بدمائها الحق قويمًا. 
 
مهما زاد هياج هذه الثيران المدعومة بشريعة الغاب وبالاستقواء العددﻱ؛ والتي تعلَم أنها لن تُعاقَب؛ بل وسيُعفى عنها؛ وستُكافَأ. تتجيّش وتشحذ قرونها المسمومة بالعنصرية وبرفض الآخر؛ لتفتك وتحرق وتنهب وتأتي من كل حدب وصوب؛ وتهُبّ من القرى والعِزَب والمدن المجاورة، في هجمات متفقة، على أن هذه الكائنات القبطية ليس لها حق أن تعيش؛ وأن المواطن المسيحي كافر وساحر وسِكّير، وأن كل شرور العالم هو الذﻱ سبّبها، وأن المعاناة والفقر والجهل والتخلف والانحطاط هو سببها، وأنه امتداد لمسيحيي الغرب. والنتيجة كما هو حادث ويحدث، وجميعها تأتي في سياق واحد موثقة في صور وتسجيلات مرئية. 
 
لذلك لا بُد علينا أن نواجه هذه الظاهرة كأقباط ،لأنها تهدد حاضرنا ومستقبل وجودنا، نواجهها بكل صور المواجهة؛ لأنها من الخروقات الرئيسية لأبسط حقوق الناس الآدميين الذين بين ليلة وضُحاها يُرمَون على قارعة الطريق ويُجرَّدون من كل شيء؛ وتنكسر إرادتهم ويعيشون كلاجئين في بلادهم؛ بعد أن خسروا كل ما لهم وبشريتهم ونفسياتهم. وصاروا شهداء أحياء؛ بعد أن أُسقطت عنهم كرامتهم؛ وعانوا من المذلة والتهجير القسرﻱ والهروب من الموت والحرق والاغتصاب والاختطاف، وكأنهم "آلات ناطقة" و "متاعًا حيًا" ليس لهم أﻱ حقوق 
 
كذلك تفرض هذه الأحداث المتراكمة والمتواترة على الكنيسة عمل وحدة جديدة لإدارة الأزمات "مركزية" و "متخصصة" لرعاية هؤلاء المطرودين من أجل البر؛ ومن أجل الاسم الحسن الذﻱ دُعي عليهم. فلا نترك أمر مساندتهم لأقاربهم وذويهم فقط، أو أن نترك معونتهم للمبادرات كيفما اقتضى الأمر؛ حتى لا يجدوا أنفسهم "متروكين".

بل يحتاج الأمر إلى عمل وحدة جديدة للإغاثة والخدمة لمثل هذه البلايا المحرقة التي تفاقمت الآونة الأخيرة. بالإضافة إلى التفكير والعمل الجدﻱ لإيجاد حلول للتعامل مع هؤلاء المنكوبين حال رجوعهم؛ لأن الأمر يحتاج إلى تأهيل وترميم وإلى يد الأعلى من كل عالٍ؛ الذﻱ هو يلاحظ وفوق الجميع. 
لقد وُضع على الكنيسة هذا الدور كسامرﻱ هذا الزمان؛ به تعيش طريقة حفظ أعضائها من المساومات والتركيع والغواية؛ ومن اغتيال إبليس، إذ أن خطتها الإلهية هي تثبيت ملكوت الله في القلوب؛

بقبولها الحياة المقدسة تحت أﻱ ظرف ووضع؛ لأن الإنجيل جاء ليتناسب مع كل الأوضاع والمجتمعات، ذلك هو الاختبار الكفء للعقيدة الصحيحة؛ بإكتمال الإيمان في الأعمال؛ بأن نعيش شركتنا ووحدتنا في تكميل احتياجات القديسين؛ وتكريم المسيح في هؤلاء المطرودين والمجرَّبين وضحايا العنفاء، عالمين أن الظالم سينال جزاء ما ظلم به، وأنّ لنا سيدًا في السموات.
 

www.frathanasiusdublin.com

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter