الأقباط متحدون - ها هو يَصدُق فماذا نحن فاعلون1-2
أخر تحديث ١٣:٢٩ | السبت ٣٠ مايو ٢٠١٥ | ٢٢بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ها هو يَصدُق فماذا نحن فاعلون1-2

سفير دولة فلسطين بجامعة الدول العربية
سفير دولة فلسطين بجامعة الدول العربية
مينا ملاك عازر
روى الأستاذ عاصم بكري في مقاله المنشور بالزميلة المصري اليوم قصة مفادها أن سفير دولة فلسطين بجامعة الدول العربية قال له على الهواء، أن كلينتون عرض على الراحل ياسر عرفات أن يكن له مكتب بجوار المسجد الأقصى، ولما سأل عن القدس الشرقية فقال أنها ستبقى في معية إسرائيل وتحت

سيادتها، ولما رفض عرفات أفهمه كلينتون أن ما يعرضه عليه الآن يجب أن يقبله لأنه لن يجده فيما بعد، بغض النظر عن أن هذه هي حقيقة الصراع العربي الفلسطيني، أن ما تعرضه إسرائيل اليوم وأمريكا لا تعد تقدمه ثانيةً ويطالب به العرب فلا يجدونه، إلا أن كلينتون وهو الجزء الأهم في القصة التي أوردها السيد عاصم بكري، أردف قائلاً، أنه فيما بعد ستُفتت المنطقة وتنشغل الدول بقضايا أخرى وتتوارى القضية الفلسطينية.
 
قال هذا كلينتون وهو يعلم جيداً أن عرفات سينقل للزعماء العرب المنشغلين فقط بحاضرهم هذه القصة، ولن يهتموا بها، هذا تقريباً تعليق السيد بكري، إلا أنني أختلف معه اختلاف طفيف، يتجلى في أن الزعماء العرب لم يكونوا مهتمين بحاضرهم فحسب، هذا لو صدقنا ما ذهب إليه معارضي مبارك مثلاً بأنه كان يرنو لتوريث نجله فكيف يورث له وطن في خطر؟ لكن الزعماء العرب كانوا في وجهة نظري يهتمون بالمستقبل لتوريث الوطن، غير أننا أمام

احتمالين، إما القصة غير حقيقية أو إن عرفات لم ينقلها أو أمام كارثة وهي الأقرب للتصديق، أنهم علموا ولم يصدقوا أو صدقوا ولم يجدوا ما يفعلونه أمام المد الأمريكي لتنفيذ الخطة التفتيتية هذه.
 
كل هذا لا يعنيني، ما يعنيني وقاحة وبجاحة كلينتون في قول المعلومة لعرفات وفشل الزعماء العرب في منع بداية تنفيذ الخطة الأمريكية، وقاحة وبجاحة كلينتون تعكس إصرار أمريكي على تنفيذ رغباتهم وخططهم.
 
أما فشل الزعماء العرب في منع المخطط الأمريكي فلا يعكس إلا أن المد أكبر من قدراتهم الذهنية خاصةً أنهم كانوا كبار في السن ومحاطين بقليلي الكفاءة، وهو نظامهم المتبع لاتخاذ الأقل في الكفاءة حاشية لهم لألا تظهر خيبتهم القوية، ولكن ما لا نستطع التغافل أبداً عنه أن ما فشل فيه الزعماء العرب في دول

الربيع العربي نجحت فيه شعوبهم، إذ استطاع المصريون في مصر أن يزيحوا ذيول وأعوان أمريكا عن سدة الحكم في بلادهم بثورة كسرت الكبرياء الغربي بأكمله،

ونجح التونسيون في سحق عظام الغرب بانتخابات نيابية تلتها أخرى رئاسية أزاحت خطر الإخوان رجال الغرب في المنطقة ولو لحين لكنه بقى على أرض المنطقة رجال أخطر من الإخوان يحملون فكرهم يتعاونون مع العرب لتنفيذ مخططهم، وعلينا دراسة كيف السبيل لإفشالهم لإنجاح أوطاننا، هذا ماسنلتقي معه المقال القادم إن عشنا وكان لنا نشر.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter