الأقباط متحدون - تقرير مبعوث زحل
أخر تحديث ١٧:١٤ | الخميس ٢٨ مايو ٢٠١٥ | ٢٠بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تقرير مبعوث زحل

علي سالم
علي سالم

أرسلت حكومة زحل مبعوثا لكتابة تقرير عن مصر والمصريين تمهيدا لإقامة علاقات دبلوماسية معها. كان الرجل حريصا على ألا يعرف أحد هويته لكى يتمكن من كتابة تقريره بغير أن يتعرض لتأثيرات تنال من حكمه على الأشياء. ولقد وصلتنى صورة من هذا التقرير ولكنى لن أنشر بالطبع بعض ما جاء فيه لأنه قد يغضب هؤلاء الذين يشعرون عادة بالغضب لنشر الحقائق عنا.. يقول المبعوث وهو أيضا رئيس قسم الاجتماع السياسى فى جامعة زحل:

أستطيع أن أقول باطمئنان أن المصريين يعلنون عكس ما يشكون منه، فمن المعروف لدينا فى كواكب المجموعة الشمسية فى السماء السابعة، أن مصر تعانى من قلة عدد السياح وندرتهم بسبب ما يقرأه الناس عن حوادث الإرهاب. وهى فى سبيل استعادة حركة السياحة النشطة تبذل المستحيل. هذا هو ما نعرفه نحن سكان الفضاء الخارجى ولكن الحقيقة غير ذلك، هم لا يريدون سياحا ولا سياحة والدليل على ذلك أنه عندما أنعم الله عليهم بعدة آلاف من السياح فى الغردقة، عذبوهم فى المطار، انتظروا فى المطار كما جاء فى الصحف لأكثر من ساعتين لعدم وجود عدد كاف من ضباط الجوازات. مع أنه كان فى استطاعتهم أن يأخذوا مائة شاب وشابة من موظفى التليفزيون وأن يحولوهم إلى ضباط فى الجوازات بعد فترة تدريب قصيرة. بشكل عام الأماكن التى لا عمل فيها يتكدس فيها العاطلون ليقوموا بدورهم الخالد وهو تعطيل مصالح المواطنين وتسويد عيشتهم. أما الأماكن التى بطبيعتها فى حاجة إلى عاملين، فلن تجد فيها عددا كافيا من الموظفين. وأنا أعتقد أن الهدف من ذلك فى الحالتين هو تعذيب البشر الذين أوقعهم سوء الحظ بين أيديهم.

وهنا نأتى لأعظم الشكاوى فى مصر وهى أيضا أعظم الأكاذيب، البطالة.. وأنا أؤكد لكم أن المشكلة الحقيقية هو عدم وجود العمالة التى تجيد أى شىء. أصحاب الأعمال فى مصر يشكون مر الشكوى من فشلهم فى العثور على عمال فى كل مهنة وبمرتبات مجزية للغاية. المشكلة تبدو سهلة الحل وهو تدريب هؤلاء العمال فى كل مجالات العمل المطلوبة. ولكن الناس هنا ليسوا متحمسين لذلك.. فلكثرة ما استمعوا إلى من يقول لهم: أنتم شعب عظيم.. تحولوا بالفعل إلى عظماء عاطلين.. والعظماء كما هو معروف ليسوا فى حاجة للتدريب على إتقان شىء.. أعتقد أن المصريين فى حاجة لمن يصارحهم بعيوبهم بصدق وبغير مجاملة. مع أن أجدادهم هم الذين قالوا «يابخت من بك انى وبكّى الناس علىّ ولا بخت من ضحكنى وضحك الناس علىّ».. يا لعبقرية العامية المصرية فى استخدامها لكلمة «يا بخت» بديلا عن كلمة «طوبى».

كذبة أخرى شهيرة، أزمة المساكن والسكن، لقد تجولت فى طول البلاد وعرضها ففوجئت بآلاف المساكن التى لا يسكنها أحد فى كل مكان. المشكلة الحقيقية هى أن هؤلاء الباحثين عن مساكن ليس معهم المبالغ المطلوبة، لأنهم لا يعملون، وهم لا يعملون لأنهم لا يجيدون شيئا، وهم لا يجيدون شيئا لأنهم يحلمون بالعمل فى الحكومة التى تشترط شرطا وحدا هو ألا تجيد شيئا. هم يخشون أن يتقنوا شيئا فترفض الحكومة تعيينهم فيها.. والفرخة عاوزة قمحة، والقمحة عند الفلاح، والفلاح عاوز مسمار، والمسمار عند الحداد.. وما حدش عارف الحداد عاوز إيه.

وبالرغم من هذه العيوب البسيطة أنا أعتقد أنه من الممكن إقامة علاقات جيدة بين الشعب الزحلى والشعب المصرى.. مع تحياتى..د زحلون ابن زاحل الزحلى.

نثلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع