وزير الأوقاف خلال ندوة «الخطاب الدينى» أمس
«الفقى»: الإسلام دين عقلانى من الطراز الأول ويجعل التفكير «فريضة».. فلماذا نأخذه فى «حوارى ضيقة»؟
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه «لا يجب الاقتصار على تجديد الخطاب الدينى وحده، وإنما ينبغى أن يجدَّد كل من الخطاب العلمى والثقافى والتعليمى والتربوى والفنى والإعلامى أيضاً»، داعياً إلى «ضرورة التحول بالشباب من العقلية المستسلمة المنقادة إلى العقلية الواعية المفكرة»، مشيراً إلى أنه سيتم تدريب 60 ألف إمام وخطيب على آليات «تجديد الخطاب الدينى».
وأضاف وزير الأوقاف فى ندوة بعنوان «بحث آليات تجديد الخطاب الدينى»، عُقدت فى أحد فنادق القاهرة أمس، بحضور عدد من الوزراء وعلماء الدين والمثقفين وممثل للكنيسة الأرثوذكسية، لإصدار وثيقة تجديد الخطاب الدينى التى لم تصدر حتى مثول الجريدة للطبع، أن «الجماعات المذهبية تعمل بعقول ذليلة تابعة»، موضحاً أن «وزارة الأوقاف ستشرع فى تدريب 60 ألف إمام وخطيب على آليات تجديد الخطاب الدينى بعد صدور الوثيقة اليوم».
وقال المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، إن «بعض الشباب لا تعجبه طريقة الحديث وتناول الخطاب الدينى حالياً، فالشباب ليس لديه القدرة على الاستماع إلى ندوة لمدة ساعتين ويكون متلقياً فقط، كما أن طريقة عرض الخطاب لا تتناسب مع الشباب المتفاعل مع وسائل الاتصال الحديثة، فما كان يصلح فى عقدى الخمسينات والستينات من القرن الماضى لا يصلح حالياً».
من جانبه، قال الدكتور عبدالواحد النبوى، وزير الثقافة، إن «تجديد الخطاب الدينى مسئولية مشتركة تتضافر من أجل تحقيقها ونجاحها جهود مؤسسات الدولة، فلا فرق بين تجديد الخطاب الدينى وما نسعى إليه من تجديد وتطوير الخطاب الثقافى، حيث يعمل كلاهما بأدوات واحدة، وفى حقل معرفى وثقافى واحد، فعلى عاتقِ الخطاب الدينى والثقافى تقع مسئولية النهوض بمتطلبات المجتمع الحى المتجدد عبر القرون، وفى ظل الظروف الراهنة يبحث كلاهما عن توفير أسباب الازدهارِ والارتقاء للمجتمع، ونحن نتعاون مع وزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الدينى لأنها مسئولية كل هيئات الدولة».
وأضاف «النبوى» أن «وزارة الثقافة ستعلن خلال شهر عن مسابقة للتأليف فى القضايا الفكرية المعاصرة المتعلقة بالخطاب الثقافى لكى تقدم لمجتمعنا فكراً تنويرياً يواجه التطرف ويصحح المفاهيم وينشر السلام»، مشيراً إلى أنه «تم تفعيل بروتوكول التعاون الذى وقعته وزارتا الأوقاف والثقافة من خلال عقد لقاءات تنويرية مشتركة فى مختلف المحافظات، مع تفعيل النشر المشترك بين الوزارتين فى إطار تجديد الخطاب الدينى والثقافى والقضايا الملحة فى الوقت الحاضر».
من جهته، قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن «التجديد من خصائص الدين وهو ضرورة حتمية، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن تتقدم المجتمعات المسلمة إلا إذا جعلت ذلك فى وجدانها وعقلها»، منوهاً إلى أن «الحضارة الإسلامية لم تتقدم إلا بتعامل العقل مع النص تعاملاً حكيماً ومنضبطاً، مع مراعاة الثوابت».
وشدد «علام» على «الحاجة إلى منهج رحب يعيننا على التعامل مع واقعنا، مع ضرورة تجديد الآليات فى كل المجالات التعليمية والشبابية، لأن الشباب هم عدة المجتمع، ولا تقدم من دونهم»، مؤكداً «أهمية تضافر كل الجهود لمواجهة جميع القضايا الحياتية».
فيما قال الدكتور مصطفى الفقى، المفكر السياسى، إن «التجديد ليس من أجل النيل من الثوابت أو الهجوم على المؤسسة الدينية، ولكن ليس من الطبيعى أن نظل أسرى لبعض المفاهيم الضيقة، خصوصاً أن الإسلام فتح باب القياس والاجتهاد والإجماع، بل جعل التفكير فريضة دينية».
واعتبر «الفقى» أن «علينا تجديد الخطاب العقلى المعاصر وليس تجديد الخطاب الدينى»، مشيراً إلى أن «الإسلام دين عقلانى من الطراز الأول مجاله رحب، فلماذا نأخذه فى حوارى ضيقة ونركز على الأمور التى تُحدث جدلاً مثل حديث إرضاع الكبير؟».
بينما قال الفنان محمد صبحى إن «الأمية الدينية أخطر من الأمية العلمية، والمشكلة الحقيقية هى فى التعليم، وعلى مدار ٦٠ عاماً ونحن نطالب بإصلاح التعليم، غير أن هذا الأمر يقتصر فقط على جعل الثانوية العامة عامين أم عاماً واحداً، وهذا أمر مخجل».
ولفت «صبحى» إلى أن «هناك ٦٠ مليون جاهل يشعرون بالظلم نظراً لغياب العدالة فيتحولون إلى بلطجية أو إرهابيين، من بينهم ٢٥ مليوناً يعيشون فى عشوائيات خارج نطاق الحياة» حسب تعبيره، داعياً الدولة إلى «ضمان تحقيق 3 متطلبات للشباب، هى: المسكن والعلاج والتعليم لتحقيق العدالة.