القمص أثناسيوس Ùهمى جورج
ظاهرة خروج الÙتيان والشباب من الجنسين؛ ووقوÙهم ÙÙŠ Øوش الكنيسة، أو عزو٠البعض عن الØضور؛ Ø£ØµØ¨Ø Ø¸Ø§Ù‡Ø±Ø© ملÙتة، إذا ما قيست بإØصائيات العضوية الكنسية الكاملة لكل كنيسة Ù…Øلية. وهذا الأمر يرجع إلى عدم Ùهمهم وتذوقهم للعبادة Ø› أو عدم درايتهم لجمالها وعمقها.
لذلك يقع على عاتق البيت المسيØÙŠ وخدمة التربية الكنسية توعيتهم وتربيتهم ليتورجيًا؛ Øتى لا تترسب لديهم خبرات سلبية؛ ومن ثَمَّ يتمكنوا من المواظبة بÙهم وتذوق.
إذن Ù„Ù†Ø´Ø±Ø Ù„Ù‡Ù… Ù…Ùهوم وأهمية الذهاب للكنيسة وبركاتها الروØية، -(لماذا وكي٠ومتى وأين؟؟)- Øتى يتÙهموا ما هم مدعوون للمشاركة Ùيه؛ لا كمتÙرجين أو مستمعين؛ بل كمشاركين برغبتهم واشتياقهم العقلي والقلبي.
إنْ كنا الآن نجرّهم أو ندÙعهم إلى الØضور؛ دون أن يروا الغرض، ÙØينما يشبّون قليلاً سيÙتعلون الأعذار والأسباب بعدم المواظبة، بل قد ÙŠØµØ¨Ø ÙˆØ¬ÙˆØ¯Ù‡Ù… القهرﻱ خبرة سلبية ومؤلمة الملل.
لذلك من الضرورﻱ أن يؤمنوا بأنه لا خلاص لأØد خارج الكنيسة.. وأن الكنيسة هي بيتنا وأمنا ومستشÙانا ÙˆØظيرتنا ÙˆÙÙلكنا ومركب إنقاذنا ومدرستنا ومستودع Øياتنا كلها، إذ أن Øياتنا مع الله لا تمارَس Ùرادﻱ أو ÙÙŠ عزلة أو Øسب الأهواء المزاجية؛ لأننا أعضاء ÙˆÙلدنا Ùيها؛ ونتغذى على عÙصارتها للنمو، ÙˆØضورنا معًا هو الذﻱ يكوّÙÙ† الكنيسة؛ ويهيئنا للÙباس العÙرس ÙÙŠ الوليمة السمائية.. ومن الضرورﻱ أن يَعÙوا أننا جميعًا ننتمي Ù„Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø±Ø£Ø³Ø› ولبعضنا كجسد وعائلة واØدة؛ Ùيها Ù†ØÙ† أعضاء.
إن هذه المسئولية التي تقع على الأسرة والتربية الكنسية معًا؛ لا بÙد أن تتم بتعاون متبادل مشترك ومتزامن؛ لأنها معادلة لا تقوم على طر٠دون الآخر؛ لكنها تتم ÙÙŠ شركة عمل بينهما ÙÙŠ هارموني وإلتزام.. ليكون يوم الرب يومًا مقدسًا مميزًا. لكنه لن يكون إلا إذا توÙرت القدوة ÙÙŠ الكلام والتصرÙ.
تبدأ مهمة التربية الكنسية منذ معمودية الطÙÙ„ ودخوله ÙÙŠ رعويه المسيØØŒ سواء من جهه السلوك أو من جهه المقومات؛ إذ ليس ÙÙŠ طقس الكنيسة ثغرات زمنية : معمودية وميرون وتناول متواتر، Øيث تساهم خدمة مدارس الأØد مع الوالدين ÙÙŠ التكوين الروØÙŠ للناشئين؛ وسقيهم النعمة والØكمة والقامة بالاصطØاب والØضور والتشجيع؛ Øتى تكون الأولوية للعبادة ÙÙŠ Øياتهم؛ ويعرÙوا كم هي ثمينة وجليلة الاعتبار، Øريصين على جلوس الصغار بجانب والديهم أو مع الخدام أثناء العبادة، لا مع أصدقائهم؛ كي تتسنَى لهم الاستÙادة والمشاركة، مع توÙير مساØات وقتية Ù„Ù„Ø´Ø±Ø ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø¬Ø§Ø¨Ø© على الأسئلة؛ وتسليمهم مراسيم العبادة ÙˆØÙظ المØÙوظات.
التربية الليتورجية تبدأ عندما يشترك الصغار ÙÙŠ Ø§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ ÙˆØ§Ù„ØªØ°ÙƒØ§Ø±Ø§Øª والتماجيد، بÙهم متدرج يتناسب مع كل مرØلة سÙنية، وبالمواظبة التي هي مدرسة لتلقين المÙاهيم وتعميقها ثم تثبيتها؛ لكن هذه المواظبة لا بÙد أن تكون بمتابعة هذا الكنز المÙعم بالØلاوة والخبرة؛ عبر الإصغاء والØÙظ والممارسة؛ مع التØÙيز على التدريب؛ لتقوية البعد التسبيØÙŠ والليتورجي؛ لأننا بذلك نطلّ بأرواØنا وأجسادنا وكل Øواسنا على خبرة ومتعة العبادة؛ لكي وبهذا يتم تكميل وتجديد Øياة الشباب وبنائهم؛ مشاركين ÙÙŠ Ø£Øداث Øياة Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ØµÙŠØ© ÙˆÙهمها خلال رØلة القداس، ورØلة السنة الطقسية الليتورجية؛ Øتى تكون سبق تذوق لملكوت السموات؛ ينÙØ° إلى وجدانهم وعواطÙهم وعقولهم.
هناك خبرات عظيمة اختصت بعمل قداسات مشروØØ© للنشأ؛ تم Ùيها Ø´Ø±Ø Ø¹Ù…Ù„ÙŠ Ù…Ùصل للقداس بطقوسه ومÙاهيمه اللاهوتية، استقبلها الشباب بÙØ±Ø ØºØ§Ù…Ø±Ø› لسبب لذة الÙهم واقتناع العقل، مكَّنتهم من مشاركة Øية، أبعدت الطياشة والسرØان والتشتت وطردت الملل، وأثمرت كثيرًا ÙÙŠ مجال الواقع لتأهيل شمامسة وشباب خوارس الكنيسة.
إذ أن Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø±Ø¨Ù†Ø§ يدعونا ÙÙŠ الكنيسة ”إكليسيا“Εκκλησιά لنكون مدعوين جميعًا للاجتماع معًا؛ لأن صغار السن لهم كل الØÙ‚ ÙÙŠ التØادث معه، إذ أنه طلب من تلاميذه أن يتركوا الأطÙال الصغار يأتون إليه؛ لأن ”لمثل هؤلاء ملكوت السموات“ (لو ١٨ : ١٦)Ø› وقد هيأ من Ø£Ùواههم سبØًا وتسبيØًا له؛ وساروا ÙÙŠ موكب دخوله إلى الهيكل ÙÙŠ أورشليم.
علينا أن نعي أن الصغار ÙÙŠ كثير من الأØيان؛ هم أيضًا يربطون والديهم بالكنيسة وليس العكس Ùقط.. لذلك Ù†ØÙ† مدعوون أن نتعلم منهم ”إنْ لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد“ (مت ١٨ : Ù£)ØŒ Ùالأولاد الذين يتعلمون ويواظبون ويشاركون، لا بÙد وأنهم سيألَÙون العبادة ولا يستغربونها أو يملّونها متضجرين؛ لأن كنيسة بلا أطÙال مائتة، وكنيسة بلا شباب هي بلا مستقبل!!
مؤكدين على أهمية Ø§Ù„Ø´Ø±Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ¨Ø³ÙŠØ· ÙˆØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ùاهيم والمدلولات والمعاني؛ الذﻱ يجعل الأØداث يشعرون بأن الكنيسة بيتهم Ø› والعبادة لغتهم، وأن لهم مكانًا Ùيها؛ ÙŠØبون أسرارها.. ولهم Øواس ليتورجية، Ø£ÙÙ†ÙÙˆÙهم تØب البخور، وعيونهم تلقط بÙهم إشارات الØركات الطقسية وتستمتع بالأيقونات، وألسنتهم ÙˆØناجرهم تتلذذ بالتمجيد، وعقولهم تقترب من الإدراك الذهني للنصوص الليتورجية، وقلوبهم تشبع بعاطÙØ© الشركة المقدسة، وأÙواههم تمتلئ بلهيب التناول من الأسرار غير المائتة.
هؤلاء ØªØµØ¨Ø Ø¹Ù†Ø¯Ù‡Ù… العبادة خبرة ÙØ±Ø ÙˆÙ…Ø´Ø§Ø±ÙƒØ©ØŒ Ùيأتون بشغ٠وعن طيب خاطر، ÙˆÙŠØµØ¨Ø Ù„Ù‡Ù… يوم العبادة يوم عيد لا يوم سأم ونÙور وتوتر وأعذار... يدخلون إلى أعماق المقدسات؛ متخطين انØصارهم ÙÙŠ وجودهم البيولوجي؛ Øيث يكون كل شيء Ù…Ùلكًا لهم مع جماعة المؤمنين، ولا يكونوا منعزلين أو متقوقعين؛ لكن ÙÙŠ عشرة مع جموع القديسين، بشركة Ø§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø³Ø¬ÙˆØ¯ والقبلة الطاهرة الرسولية والتقدم للأسرار.
تاركين عالمهم الخاص عندما تتعانق السماء مع الأرض، ويرون صليب Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆÙ…Ù†Ø¬Ù„ÙŠØªÙ‡ عندما يكلمهم، ومذبØÙ‡ عندما يتناولونه، ويتلامسون مع أيقونات الشÙعاء الØاضرين معنا، منضمين لربوات غÙيرة، تدعمهم وتثبت إيمانهم اختباريًا، وتتجمع Øواسهم ÙÙŠ بيئة ليتورجية، مع صÙØات الكتب الطقسية وأقمشة الملابس الكهنوتية وستور الهيكل، وألوان الأيقونات وتقدمات القرابين والأواني والموسيقى والأصوات، Ùيخرجون من ذاتيتهم ويتَّØدون بالكيان الإلهي ”البانطوكراطور“ ويسبَØون ÙÙŠ بهاء العبادة المÙرØØ© التي تنÙض٠عنهم الاكتئاب؛ وتخبّÙØ· سيكولوجية مراØلهم السÙنية، وتصير الكنيسة كلها أمًا تربي.
ولا بÙد أن تنتبه الكنيسة إلى إعطاء نصيب للشباب ÙÙŠ العبادة، أﻱ يكون لهم دور- إن جاز أن نقول ذلك - Øتى لا يتهمشوا بÙعل Ùاعل، ÙيتØولوا إلى مشاهدين ومتÙرجين سلبيين، ولا نعتبرهم دون المستوى المهارﻱ أو معكّÙرين لصÙÙˆ الخدمة؛ وكأن العبادة ØÙكرًا على المØترÙين. وهذا يعني أن يكون هناك سلطة قبول Ù„Øضورهم ودمجهم، لا كواجب أخلاقي Ùقط؛ لكن كضرورة لاهوتية ورعوية تØÙƒÙÙ… Øضورنا ÙÙŠ الكنيسة على صورة العلاقة بين الأقانيم الثلاثة داخل الثالوث القدوس؛ مشاركين ÙÙŠ تنوع وتناسق متواÙÙ‚.
إن الإعداد الجيد وتواÙر المناخ للتربية الليتورجية يصنع أجيالاً سليمة العقيدة؛ لها Øياة كنسية منذ وجودها ÙÙŠ الرØÙÙ… ÙÙŠ بطون أمهاتهم؛ إذ قد اعتادوا سماع أصوات العبادة وملامسات طقوسها الملهمة، Ùتتكون عندهم الØواس الليتورجية، عندما نلقي Ùيهم البذار لتنمو ÙÙŠ أعماقهم بالنعمة والÙهم ÙˆØ§Ù„Ø´Ø±Ø ÙˆØªÙƒØ±Ø§Ø± الممارسة، متقدمة بالتوازﻱ مع نموهم ÙÙŠ الصوم والاعترا٠والتسبØØ© والقراءات والألØان ÙˆÙهم الطقوس بإنتباه؛ للوصول إلى غنى السر الذﻱ لا ينضبÙ.