الأقباط متحدون - الكشف عن المستور
أخر تحديث ٠١:٣٥ | السبت ٢٣ مايو ٢٠١٥ | ١٥بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٦٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الكشف عن المستور

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مينا ملاك عازر
هل يمكن أن تضحي أمريكا برعاياها وبمواطنيها !؟ ما كان من الممكن أن يطرح هذا السؤال ولا التفكير فيه فالباسبور الأمريكي حلم الكثيرين على مستوى العالم،

الكل يعرف ويعي تماماً كيف أن أمريكا على استعداد أن تبذل كل غالي ونفيث لأجل مواطنيها، لا أظن أن هناك من لا يذكر كيف ورطت قواتها في إيران

لتحرير رهائن من البعثة الدبلوماسية الأمريكية كانوا مختطفين، الكل يدرك تماماً أن القوات الأمريكية على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي عملية في سبيل عتق مواطن أمريكي من قبضة متطرفين دولة عدوة، كلنا نذكر كيف تأهبت القوات الأمريكية في الخليج العربي والمحيط الهندي لتدافع عن سفينة ترفع العلم الأمريكي،

لم يكن أمر حماية المواطن الأمريكي مسئولية وزارة الدفاع، إذ أن وزارة الخارجية الأمريكية قد قدمت أروع روايات الدبلوماسية في الدفاع عن رعاياها في شتى بقاع العالم، وتحقيق الأمن لهم، وإشعارهم أنهم أقوى مواطني العالم في حصانة أقوى من أصحاب البلاد الذين يعيشون فيها، وزارتى الخارجية والدفاع الأمريكيتين لم يعبئا فقط بالمواطن الأمريكي بل تحركا لحماية البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية بمصر إبان حصار المصريين للسفارة الإسرائيلية، كل هذا التاريخ كان يمنع مجرد التفكير في السؤال الذي أعلى المقال، وبالتالي مناقشته أو التجادل حوله.

لكن يبدو أن الأيام والمستور الذي يتكشف رويداً رويداً، سيجعل من طرح هذا السؤال ليس أمراً طبيعياً فقط ولكن أيضاً قد يصل الحال للإجابة عليه بنعم،

أي نعم يمكن لأمريكا أن تضحي برعاياها هذا ما كشفت عنه وثائق أمريكية تم الكشف عنها بمقتضى حق حرية تداول المعلومات، والكشف عن المستور هذا حدث فيما يخص قضية مقتل السفير الأمريكي ببنغازي، إذ كشفت الوثيقة أن أمريكا كانت على علم بهذا وأن هيلاري كلينتون تخفي البقية الباقية من الحقيقة في بريدها الخاص.

الوثائق المكشوف عنها تكشف عن تواطؤ إخواني قاعدي في تنفيذ العملية، تكشف عن أن الظواهري أرسل أعنف رجاله للانتقام لمقتل أبا يحيى الإرهابي

بباكستان ولإحياء ذكرى الحادي عشر من سبتمبر كل هذا تحت رؤية عين أمريكا بل أن الوثيقة كشفت أيضاً أن أمريكا أشرفت وتابعت تمويل متشددي سوريا بالسلاح المهرب من خزائن القذافي الذي هو من حق الجيش الليبي، تم إمداد متطرفي سوريا بسفن وصلت الموانئ السورية محملة بأسلحة مضادة

للدبابات ومنصات صواريخ  لإسقاط النظام السورى الذي كافح ويكافح للآن، كانت أمريكا على علم أن ما تفعله سيقوي من شوكة الإرهابيين في سوريا والعراق وقد يجمعهم متحولقين حول تلك الوليمة والغنيمة من السلاح المجاني المهرب لهم، وقد كان ما كان، وها نحن نرى أن الأمريكيين يكافحون كما يدعون ضد إرهاب داعش صنيعتهم والتي تقتل رعاياهم، يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تصمت فقط عن التجهيز لمقتل سفيرها تلك العملية التي كان المستهدف منها تحقيق أكبر عدد ممكن من الضحايا فحسب بل أيضاً تصنع المنظمات الإرهابية التي تذبح رعاياها.

يبدو أنني بحاجة لإعادة تفكيري بخصوص رفضي لتصديق أن المخابرات المصرية نبهت الولايات المتحدة الأمريكية بحدوث عمل إرهابي كبير قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001 إذ كنت لا أصدق أن أمريكا يمكنها أن تضلع في التضحية بهذا العدد الكبير من رعاياها لكن تغيير الإدارات يبدو أنه غير السياسات التي عهدناها على مر الزمان بسبب ضعف الإدارات ورغبتها في الدخول في حروب وتنفيذ أجندات وإيصال تنظيمات إرهابية لسدة الحكم بات كل شيء يهون ولو كان على حساب رعية أمريكي أو أكثر.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter