مينا ملاك عازر
بن لادن هذا، هو زعيم تنظيم القاعدة الذي حير الأمريكيين في حياته، وحيرنا في مماته، حير الأمريكيين إذ لم يقفوا فقط يفكرون في كيف يصلون له؟
ولكنهم وهو ما أظنه كثيراً ما فكروا في كيف انقلب سحرهم على الساحر؟ أي كيف انقلب صنيعتهم عليهم؟ صحيح هي ليست المرة الأولى التي ينقلب صنيعة أمريكا عليها فكثير من من رؤساء الدول الذين ساهموا في توصيلهم لسدة حكم بلادهم انقلبوا عليهم فيما بعد وصولهم للحكم، والتاريخ الأمريكي زاخر بتلك القصص التي غير مؤكدة شكلاً لكنني أثق بنسبة كبيرة فيها، ولعل أشهرهم هو كاسترو ذاته الذي غلب أمريكا ودوخها وحرمها من كوبا أيام وسنوات طويييييلة.
بن لادن، العودة له مشبعة لرغبتي في الحديث حول كيف قتلته أمريكا؟ ومن قبل هذا كيف توصلت له؟ احتارت أمريكا كثيراً هذا ما بدى لنا لتصل لبن
لادن الإرهابي الذي رصدت له أموال طائلة للحصول عليه، لكن فجأة وجدناها تعلن عن مقتله وإلقاء جثته في بحر في محيط، آهي حته فيها ميه والسلام، ومن يومها باتت الصحافة تتاجر في سؤال هام كيف وصلت أمريكا لبن لادن؟ هل كان في معية المخابرات الباكستانية؟ هل حقاً تتبعوا أحد مساعديه؟ وهل كان مساعده هذا على علم بتتبع أمريكا له أم لم يكن يعلم؟ هل هو الذي أبلغهم؟ هل مواد إلكترونية موضوعة في أدوية له ومعدات طبية يستخدمها هي التي أوصلت أمريكا لبن لادن؟ كل هذه أسئلة حيرت العالم بل أن الأهم كان السؤال، ماذا فعلوا ببن لادن بعد مقتله؟
كانت الحكايات كلها متركزة على قتله وإلقاء جثته بالبحر، لكن صحفي أمريكي صرح أخيراً بأنهم قتلوه وألقوا بعض من جثته في جبال بالهند واتجهوا بباقي جثته للولايات المتحدة الأمريكية.
حيرة ما بعدها حيرة تكتنف بن لادن في حياته ومماته، وهذا هو قدر الدنيا أن تنشغل ببعض السفاحين والقتلى والإرهابيين، وأن يشغلهم به بعض التافهين كالمخابرات الأمريكية التي تجيد إشغال العالم بتلك التفاهات وللأسف العالم ينجرف وراءها لأننا نسعى دائماً وراء الغموض.
مقتل بن لادن هو الحقيقة الوحيدة في كل ما تقدم، فالباقي كله أفكار وتسريبات وتصريحات من أمريكا الكاذبة الكبيرة في العالم، ولعلك تسألني لماذا تؤكد
على حقيقة مقتل بن لادن مع أن مصدرنا الوحيد فيها هو أمريكا وهي كاذبة - كما وصفت- أقول لكم أن الدليل الحقيقي بيدي، هو بن لادن اختفى واختفاء
بن لادن ومن على شاكلته لا يعني موته ولكن مقتله، والمقتل هنا قد يكون مقتل سياسي بانتهاء مهمته، وكل واحد له الطريقة في مقتله فها نحن نرى
طريقة مقتل بن لادن سياسياً، ونرى طريقة مقتل الأمير الوالد في قطر، فها هو غائب عن الحياة السياسية ولكن حلاوة الروح والرغبة في الظهور الإعلامي تداعبه لأن يظهر كل فين وفين، ويعلق ويجيب سيرة مصر ليبقى طافياً على السطح رغم أنف صناعه الأمريكيين.
المختصر المفيد تعددت الأسباب والموت واحد.