الاربعاء ٢٠ مايو ٢٠١٥ -
٥٠:
٠٧ م +03:00 EEST
صورة تعبيرية
اشرف دوس
كشفت الأحداث الأخيرة عن ظاهرة تحمل معها الصحة والمرض، فهي من الناحية السياسية يطلق عليها الحراك الاجتماعي والسياسي، ولكنه حراك ضد السلطة.
الكتلة الصامتة في المجتمع المصري بدأت تتحرك بعد أن "عز" عليها الكلام، وبعد أن وصل ألمها والضغط عليها إلى مراكز الأعصاب، سواء بسبب الغلاء أو تردي الأوضاع الاقتصادية أو الفساد في كل مستويات الحياة، أو بسبب السياسات الاقتصادية والخصخصة وتحكم أقل من واحد في المائة في حياة الملايين دون أدنى شعور بالمسئولية.
والمحزن أن احتجاجات الناس على ظواهر واضحة ملموسة وموجعة يقابلها استخفاف بل وتآمر من جانب المسئولين الذين تراوحت ردود أفعالهم بين المواجهة الأمنية القاسية وتزوير الحقائق وإطلاق المزيد من الوعود وتقديم جرعات عاجلة من حلول وقتية كاذبة.
أظن أن السلطة يجب أن تدرك أن احتجاج المجتمع المصري بأكمله له أسباب مباشرة وغير مباشرة،أما المباشرة فهي تضييق الخناق على سبل الحياة كالبطالة والأمراض الاجتماعية وانهيار معظم مظاهر الحياة في مصر، بما لا يتناسب مطلقا مع قدرات مجتمع يستطيع أن يدير نفسه بكفاءة.
وعن الأسباب غير المباشرة فهي تتلخص في هذا الغليان فهو انعدام كفاءة السلطة وفسادها واستمرارها وإصرارها، مما أدى إلى تفاقم ظواهر المرض وإني لأعجب من بعض المثقفين والمسئولين الذين يكتبون ويدلون بتصريحات لطمأنة الناس، بينما الكارثة تحل بالمجتمع.