بقلم: ميخائيل رمزى عطاالله
بات هذا الأمر البغيض يُنبئ بحدوث كارثة طائفية بين الشعب المصري، بين مسلميه ومسيحييه، وزادت الوتيرة في الشهور الأخيرة، الأمر الذي جعلها تبدو ظاهرة منظمة، وليس حوادث فردية كما يحلو للبعض أن يسمونها.
وما يساعد على تنامي هذا الأمر، موافقة الحكومة بكل مؤسساتها على أسلمة المسيحيات، وهذا ليس بالأمر الخفي أو المحتاج لذكاء، فكل الدلائل توضّح ذلك، بل أن أجهزة الحكومة تساعد في هذا الأمر دون حياء، وذلك للأسباب التالية:
1- تعرف الحكومة الجمعيات الشرعية في جميع ربوع "مصر"، وتعرف القائمين عليها، وهذه الجمعيات حوّلت أمر أسلمة المسيحيات إلى تجارة رابحة للعاطلين والمسجلين خطر، وأصبح الدخول للإسلام ليس بالإقناع بما جاء به الإسلام، لكن أصبح الدخول بالتغرير بالفتيات، واللعب على فقر بعض أسر هذه الفتيات، والنصب عليهم باسم الحب، أو خطفهم. وفى جميع الحالات يتم الإعتداء جنسيًا عليهم؛ ليتم اللعب فى عقولهن بأن رجوعهن يمثل عار لهن، وسوف يُقتلن من أهلهن بمجرد رجوعهن.
ولا أعرف هل يشرف الأزهر وعلماؤه على دخول أشخاص للإسلام بهذه الطرق التي هى أقرب إلى النصب؟ وهل إسلامهم شيء مقبول مع عبارة لا إكراه في الدين؟!!
ألا يستحى مشايخ هذه الجمعيات الشرعية من هذه الطرق البغيضة الأقرب إلى تسهيل الدعارة والإغتصاب؟
حقًا..هؤلاء يقدمون صورة في منتهى السوء للدين الإسلامي يفشل أن يقدمها أقوى أعداء الإسلام.
لماذا تترك الحكومة بكل أجهزتها هؤلاء؟ الإجابات كثيرة جدًا.
عندما تتغيب فتاة ويتم التقدم لمركز الشرطة التابع لها لعمل محضر، فى كثير من الأحيان، يُعامل الأمر كأمر روتيني، ولا يُبذل مجهود واضح لرجوع المتغيبة. بل فى كثير من الأحيان تكون خطوط اللعبة معلومة لدى الأمن، وبعد عدة أيام يتم استدعاء ولى أمر المختفية لإبلاغه أنها أسلمت، وألا يتعرض لها. ويتم تهديد الوالدين من باشاوات القسم بكل مخيف ومريع فى حالة التعرض لها، وفى ساعات قليلة يتم تغيير الدين، وتغيير البطاقة، وتغيير السن إذا لزم الأمر، وكأنها معجزة التغير.
هل هذا هو الجهاد فى الإسلام؟
يقول الحكيم: ما بُنى على باطل فهو باطل، وكل حالات الأسلمة بأى طريقة من طرق الخداع السابقة باطلة.
أليس من المُخزي أن يقف رجال الأمن بكافة مستوياتهم ليعلنوا فشلهم فى العصور على فتاة فى مركز صغير أو مدينة صغيرة؟!!
لماذا تظهر دائمًا الفتاة لدى الأمن بعد أسلمتها؟!!
هل يذكر أحد كيف أنكر الأمن بـ"الفيوم" معرفته بمكان فتاتي "الفيوم" لمدة عام وأكثر؟ ويوم أن سمع رئيس الجمهورية أحد البرامج تتكلم عنهما تأثر بالأمر، وطلب من وزارة الداخلية سرعة إيجادهما، فلم تمض سوى ساعات قليلة حتى تم إظهار الفتاتين، مما جعل كل الأقباط تصدّق أن للأمن دور بغيض فى عمليات الأسلمة.
وكثيرًا ما يخرج علينا السادة المسئولين، ومدّعى التفكير، بالقول بإنها علاقات حب بين البنت والشاب المسلم لا دخل للدين فيها، وهنا أسأل: لماذا دائمًا تنتهي قصة الحب هذه بأسلمة الفتاة المسيحية؟!! والسؤال الأهم: هل يقبل الجميع علاقة حب بين فتيات مسلمات وشباب من المسيحيين؟ هل سيبارك الكل هذه العلاقة؟ هل سيقف الأمن نفس الموقف؟ أم سيختلف كل شيء ويتغير؟ وستقوم الدنيا، ويتم عقاب المسيحيين جميعًا على هذا الأمر، وتكون فرصة ذهبية لسرقة ونهب وتكسير محلات الأقباط، وتجد الذين يباركون الحب الذي ينتهي بأسلمة الفتاة المسيحية، هم الذين يخرجون علينا لتبرير السرقة والنهب بسبب شرف البنت المسلمة.
وسؤالي الأخير:
متى يعي القائمون على هذا البلد أن ما يحدث سيكون بمثابة الشرارة في الهشيم؟
متى يعي هؤلاء الناس أن الدين عبادة المخلوق للخالق؟ ومتى دخل فيها الغش والخداع والنصب، أصبح عملأ شيطانيًا، وليس عملاً دينيًا؟
متى تعي أجهزة الدولة أن دورها فى هذا الأمر مفضوح، ولا يجب أن يكون هذا دورها؟
متى يعي شيوخ الأزهر، والشيوخ المعتدلين في الإسلام، أن أسلمة أي شخص بهذه الطريقة أمر يشين الإسلام نفسه، ويجعله فى نظر الكل دين خطف، وليس دين هداية.
في النهاية، ورغم كل ذلك، أنا لست ضد من يريد أن يذهب إلى الإسلام ويشهر إسلامه، بشرط أن يكون مقتنعًا، ويدرس الدين وبدخله عن اقتناع وإيمان به.
أما التغرير، والخطف، والأسلمة الجبرية، فهذه جرائم، وليس اعتناق دين.