بقلم :حمدي رزق | الثلاثاء ١٩ مايو ٢٠١٥ -
٠٠:
٠٤ م +02:00 EET
حمدي رزق
بسم الله الرحمن الرحيم (وَاتّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللّهِ ثُمّ تُوَفّىَ كُلّ نَفْسٍ مّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ).
أهل بيتى الأعزاء.. أوصيكم بالتوحيد الخالص لله.. والحذر من الوقوع فى الشرك.. أوصيكم بالصبر والرضا عند الصدمة الأولى.. وتقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا فى مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها.
أوصى أولادى بألا يزيد الحداد على 3 أيام، وعلى زوجتى أن تحد 4 أشهر وعشراً، ولا تلبس فيها الحرير، ولا الملون ولا تكتحل ولا تتعطر ولا تتزين.
كما أوصى أولادى وأهلى بزيارة قبرى والدعاء والاستغفار لى، والاعتبار والاتعاظ بالموت. كما أوصى أولادى وأهلى وأحبابى فى الله أن يذكرونى بالخير، والدعاء والاستغفار لى فى أوقات صلتهم بالله، بأن يجيرنى الله من عذاب القبر وعذاب النار، ويدخلنى برحمته الجنة.
يا أهل بيتى الأعزاء.. اصبروا فإنى أحب لقاء الله وأحسن الظن به ولقنونى كلمة التوحيد «لا إله إلا الله» برفق وهدوء، حتى تكون آخر كلمة ألقى بها ربى. إن كنت فى معركة لا يغسّلنى أحد، بل لفونى فى ثيابى وادفنونى بدمى، واتركونى على حالتى، وادفنونى فى البلد الذى مت فيه بدون تكلف أو مشقة.
أوصى بتوزيع الميراث حسب شرع الله، وبما يرضى الله، وكونوا يا أحبابى متحابين لبعضكم البعض، وسوف يدرككم الموت مثلى.. اعملوا لهذا اليوم تسعدوا.. وتلقوا الله عز وجل آمنين مطمئنين.. فيوم القيامة ينادى الحق تبارك وتعالى: «أين المتحابون بجلالى؟ اليوم أظلهم فى ظلى يوم لا ظل إلا ظلى». وإنى أبرأ من كل فعل أو قول يخالف شرع الله وسنة نبيه.. وأستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه.
أوصى بثلث تركتى لمستشفى سرطان الأطفال (57357)، وأوصى بالتبرع بأى عضو من أعضاء جسدى لأى مريض أو محتاج، وأوصى بتوزيع ملابسى وأدواتى على المحتاجين، وأوصى بتخصيص جزء من مالى لعمل سبيل كصدقة جارية على روحى، وأوصى كل من يعرفنى أن يدعو لى بالرحمة.
«فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ» (الحاقة: 19). عينى الدامعة لم تر نبلاً كما طالعت السطور (أعلاه)، شهيد الواجب فى «رفح» النقيب أحمد حجازى، يوصى بثلث تركته لمستشفى سرطان الأطفال، وجزء من ماله لعمل خيرى، صدقة جارية، بالدمع جودى يا عين على الشهيد.
فصل من النبل والإيثار لا تراه إلا فى خير أجناد الأرض، يكتمل وتكتحل عينى بالتبرع بأعضاء جسده لأى مريض أو محتاج، حتى وأنت يا حبيبى فى الرحاب تتعطف على المرضى والمحتاجين، حتى بملابسك تتصدق وأنت أنت من كفنت بلباس الشهيد، بدمك الطاهر.
هذه ليست وصية ولكنها نور، كم أنت نبيل، كم أنت مؤثر، كم أنت معطاء وكريم، أكرمتنا يوم شهادتك بدمائك الطاهرة، وأكرمتنا (كل الكرم) بجثمانك وأموالك ومتاعك وأنت فى الملأ الأعلى. أكرموا والديه وقبلوا اليدين، وامسحوا على رؤوس أولاده، الشهيد حجازى يوصينا بالدعاء بالرحمة، ادعوا للشهيد.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع