بقلم: عساسي عبدالحميد – المغرب
1-- المصيبة الأولى ...هي المشروع التدميري المخطط له والذي يعتبر مصر احدى أساسياته و أهدافه، فما يصطلح عليه بالفوضى الخلاقة من بين اهدافه اخلاء منطقة الشرق الأوسط من نصف ساكنتها ما بين قتيل ومهجر و هذا ما نشهد اليوم ليس بداياته فقط بل مراحله المتقدمة في العراق و سوريا وليبيا واليمن ويسعى الساهرون عليه الى تعميمه في أكثر من موقع وركن ...قد يكون الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أحد أدوات هذا المشروع و أعواد ثقابه وسيتأكد هذا اذا ما تم تنفيذ الحكم بالاعدام في حق مرسي ومن معه وهو ما سيشعل شرارة حرائق لا عهد لنا بها و هي حرائق كفيلة بدفع مصر نحو مستنقع الصوملة والأفغنة بتمويل خليجي قطري على وجه الخصوص ورصد لهذا ميزانية مكومة كأكياس الرز المتلتلة حيث سينطلق دواعش الخليج من سيناء و شرق ليبيا نحو مصر لتخريبها ورفع راية داعش فوق مبانيها و تفجير أهراماتها و حرق متاحفها و أديرتها وكنائسها التاريخية و جعل أقباطها يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون (....)
2-- المصيبة الثانية ...هي الحيتان الثلاثة الكبيرة ...
أ = العسكر ( قوة السلاح والمال ) ...
ب = فلول مبارك ( قوة المال والتجربة السياسية )
ج = تنظيم الاخوان الدولي ( الورقة الدينية – الجماهيرية والعمالة ) ....
ولو أن العمالة تبقى قاسما مشتركا بين الحيتان الثلاثة لكن الحوت الثالث يستعملها بقوة وبشكل مميت ( التخابر القطري الاخواني نموذجا ....)
أما الجماهيرية فهذه احدى قوة الاخوان المسلمين الضاربة التي لا يمكن نكرانها فأنصارهم يعدون بالملايين ، وبروز الحوت الثالث المتمثل في تنظيم الاخوان بهذه القوة هو نتاج عمل دام عقودا من الزمن ابتدأ رسميا وعمليا بأول لقاء تم ما بين أحد أقطابه حسن رمضان صهر حسن البنا سنة 1953 بالرئيس الأمريكي ايزنهاور وكبرت زعانف وأنياب هذا الحوت الذي هو تنظيم الاخوان الدولي في عهدي الرئيس أنوار السادات و حسني مبارك برعاية النظام السعودي و تأطير مؤسسته الوهابية الفاشية ....
**********************************
أما اذا لم يتم تنفيذ حكم الاعدام و نزع مرسي ومن معه ثوب العدة وهي البذل الحمراء فذاك مؤشر على قبول تنظيم الاخوان بالتفاوض من أجل التوافق بين الحيتان الثلاثة ( العسكر – الفلول – الاخوان ) على صيغة مرضية لهم جميعا لحكم مصر، و اذا حصل سيعود الاسلاميون للمشهد السياسي المصري من بابه الأوسع و سترفع صور مرسي من جديد بمصر وغزة و سيرفع الاسلاميون في العديد من العواصم العربية معها شعارات التكبير لكن عودتهم ستكون تحت يافطة و أذرع موازية و قيادات شابة جديدة، ما سيتغير هو الاسم فقط ،أما روح التنظيم ستبقى هي هي ...و يبقى القضاء مؤسسة وأداة موجهة ليس لها من الاستقلالية غير الاسم يستعملها العسكر وفق تصوراته وأهدافه (....) وسيعود الفلول أيضا للواجهة والمشهد و ستعود أموالهم المهربة ليتخلوا عن جزء منها لصالح فقراء الوطن مقابل اسقاط أية متابعة قضائية قد تطالهم ( رجل الأعمال حسين سالم نموذجا )
************************
السؤال المطروح ، هل لدى الحيتان الثلاثة رغبة جادة وارادة سياسية حقيقية لتعطيل المشروع التدميري الخارجي ونسفه والتوافق فيما بينها من أجل أمن وسلامة مصر لكون هذا التوافق هو أخف الضررين على المصريين في الوقت الراهن من دعوشة وصوملة مصر ؟؟
أم أن الحيتان الثلاثة ستبقى عاجزة أمام مشروع غول كاسر نهاش عضاض لا مفر من حرائقه و خرابه الممول من ريع النفط ومداخيل لاالحج والعمرة ؟؟
********************
وهنا أستحضر كلاما للرئيس السابق حسني مبارك وهو كلام من أجل الاستئناس ليس الا، وليس من باب الاعجاب والترويج لشخص ينتمي لجهاز الحيتان الضخمة ساهم الى حد كبير في تأزيم الوضع ، ففي احدى حواراته مع أحد المنابر الاعلامية الاسرائيلية قال مبارك ( حكم مصر صعب و الخروج منه أصعب ...) و في هذه معه حق والمثل ينطبق بشكل كبير عليه هو، فقد خرج مبارك من الحكم وهو في وضعية صعبة للغاية تحت شعار ارحل و سيل من الشتائم والسباب مهانا مذلولا تقله مروحية عسكرية و يجر على سرير أبيض يحيط به نجلاه جمال وعلاء ( السياسة والمال سابقا ) و بقي ملازما السجن قرابة أربع سنوات هو و أفراد عصابته من الفلول وهذه لعمري وضعية بالغة الدقة في الصعوبة ، وكل الرؤساء الذين توالوا على حكم مصر بعد ثورة 23 يوليو 1952كانوا في وضعية صعبة وخرجوا من الحكم وهم في وضع أصعب لا يسر عدوا أو صديق ، اما تحت الاقامة الجبرية ( محمد نجيب ) أو مقتولا بسم مجهول التركيبة بعد فاجعة حرب الستة أيام ( عبد الناصر ) أومخروطا برصاص الاخوان على منصة في حفل استعراض عسكري آخذا آخر نفس من غليونه ( الرئيس المؤمن ) أو مذلولا مهانا ينقل لنا التليفزيون بعضا من أطوار محاكمته ( حسني مبارك ) ...أو محكوما عليه بالاعدام ( الواد ابن الحاج العياط ).... ولن يحيد الحاج عب فتاح السيسي السلفي اللايت المدعوم من النظام السعودي عن خط الاستثناء ان لم يكن أسوء ...
**************
ليس أمامنا سوى الصلاة ورفع الكيرياليسون والدعاء لله عز وجل لتجنيب مصر هول كارثة ينخرط فيها البترول العربي كقوة تدميرية خبيثة ومعه ريع ومداخيل كعبة بني هاشم وبني عبد مناف وبني عبدالدار للاجهاز على ثقافة الهرم وأصالة شعب عريق، فبعد أن فشل بترول العرب من الخلق التنمية واسعاد الناس نجح في التيئيس و نشر الجهل الارهاب ...
فهل من سمعان خراز يحرك المقطم فينا و يجنبنا الكوارث والشرور ؟؟؟
كيرياليسون......كيرياليسون .....
Assassi_64@hotmail.com