بقلم: نشوى الحوفى | الاثنين ١٨ مايو ٢٠١٥ -
١٣:
٠٦ م +02:00 EET
الرئيس عبد الفتاح السيسي
فى السادسة صباح الجمعة الماضى كان انطلاقنا بدعوة من الرئاسة لمتابعة تفقد الرئيس لعدد من المشاريع المهمة فى أكثر من منطقة. عشرة من الصحفيين ومقدمى البرامج. نقطة البداية فى مطار غرب القاهرة حيث العمل على مدار 24 ساعة للانتهاء من المطار العسكرى - المدنى قبل شهر أغسطس المقبل. نعلم أن تكلفة إنشاء المطار على أحدث النظم تقدر بعُشر تكلفة كانت عرضتها علينا المعونة الأمريكية من عشر سنوات. نلتقى نسور الجو فى الجيش المصرى نستأنس بهم وبأدائهم.
يتحدث الرئيس معنا فى الدعم الذى لا بد من استكمال مراحله الخمس ومواصلة خطواته لدفع الاقتصاد المصرى. يتناول المخاوف المحيطة بنا وضيق الوقت وقلة الإمكانيات المتاحة لنا. ينظر للبعض مؤكداً أنه لا سبيل غير مواصلة العمل ليل نهار، لأنه والجيش لن يسمحا بسقوط مصر. نواصل الرحلة فنصل لمطار بشرق القاهرة يتم تأسيسه بالفكر المتطور نفسه لخدمة العاصمة الجديدة ومدن القناة، يُصر الرئيس على تسليم الأعمال فى ذات الموعد بذات الكفاءة، فيمتثل الجميع. يتحدث الرئيس عن الضغوط الممارسة علينا من الخارج من جهات عدة. يشرح أهمية مشاركتنا فى عاصفة الحزم لحماية دول الخليج من التهديد الإيرانى وحماية باب المندب ومصالحنا فيه. يؤكد أن عينه على أزمة إنسانية تشهدها اليمن كانت من أسباب عدم إرسالنا قوات برية بالإضافة لحسابات الأمن للجيش المصرى. يبرر طعن الدولة المصرية على حكم اعتبار حماس منظمة إرهابية رغم ما نعانيه منها أمنياً ورغم تعاونها مع جهات الشر فى المنطقة. فيقول: «فلسطين قضيتنا ولن ننسى عدونا». أتذكر «زينب» فى «الشهد والدموع»، أستشعر تشابهاً بين قدرها ومصرنا.
يُطلب منى أنا والزميلين إيمان الحصرى ورامى رضوان الركوب مع الرئيس فى طائرته، فيكون الحديث وجهاً لوجه مع رجل لا تملك إلا أن تصفه بالإخلاص فى كل كلمة. أسأله لمَ لا نفعل فى مشاريعنا التى نسعى لإقامتها ما فعلناه فى قناة السويس؟ يجيبنى بهدوء بأن القناة مشروع رابح يضمن فوائد شهادات استثماره، ولكن لا يمكن ذلك مع مصانع مديونة بملايين وعمال يطالبون بالأرباح فى شركات خاسرة. يؤكد أنه لا يريد المخاطرة بأموال المصريين. يحدثنا عن أحلام تطوير التعليم وتنمية المجتمع وتغيير ثقافة البشر ومكافحة الفساد. يعبر لنا عن إيمانه بالمرأة المصرية ويصفها بـ«الجدعنة» بشكل يفوق الرجل، لأنها تحمى الوطن كما تحمى البيت. نحدثه عن تراجع أداء المسئولين وافتقارهم للإدارة. فيجيبنا بأنهم معذورون لأنهم لم يمارسوا الوزارة من قبل. أجيبه: «وأنت كذلك سيدى الرئيس لم تمارس الرئاسة قبلاً»، فيجيبنى بهدوء: «ولكننى أنتمى لمؤسسة يتخرج الفرد منها قائداً ويتدرج فى القيادة بخطط ورؤى لتنفيذها ووسائل محددة، بل إن الترقى فى الجيش يتحدد باختبارات القيادة». نسأله عن الإعلام ورجال الأعمال، فيجيبنا بأن المجتمع يجب أن يهدأ ويحتوى بعضه لا لصالح فرد، ولكن لصالح مصر وأن القانون سيكون مرجعيتنا جميعاً. أحدثه عن ضرورة تغيير مفاهيم التعليم لدينا لإعداد الكوادر وجيل من القادة. وأتمادى فأطلب منه إعداد أكثر من شخصية تصلح لقيادة البلاد من أجل مصر، يصمت ويبتسم وينظر من نافذة الطائرة.
نهبط فى طريق الزعفرانة بين مدقات الجبل الصاعدة والهابطة، يستمع لما تم إنجازه والمتبقى منه، يؤكد أن الطريق فكرة لا مجرد ممشى. نعلم أن عدد العاملين فى إنشاء شبكة الطرق الحديثة مع مشروع قناة السويس بلغ مليون عامل ومئات من شركات المقاولات من جميع المحافظات. سيكون على الطرق خدمات واستثمارات ستوفر المزيد من فرص العمل وفتح البيوت. نصعد لجبل الجلالة حيث مشروع جامعة الملك عبدالله، وتسوية 120 ألف متر على الجبل لإقامة مشاريع سياحية تتردد بداخلى «خليك فاكر مصر جميلة». يستمع لطلبات أصحاب شركات المقاولات من أهل سيناء، يتحدث عن علاج فيروس سى وأمله فى القضاء عليه. نطير فوق قناة السويس الجديدة التى اكتملت ملامحها. تنتهى الرحلة ولا ينتهى الحديث بداخلى. هذا جزء من مشاريع مصر الآن نقف فيه على أرض واقع جاف نعانى فيه من نقص الإمكانيات والهمم والأيادى المشجعة، ولكن تطال أحلامنا فيه عنان السماء، لنحفظ مصر ونضعها فى مكانة تستحقها وإلا ما استحققنا حياة.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع