نجح علماء البيئة في إندونيسيا في إنشاء "صخور بيولوجية" في قاع المحيط باستخدام تقنية بسيطة ومبتكرة. الصحفية العلمية "كيتي سيلفر" تكشف لنا ذلك الأمر.
على بعد أمتار فقط من الشاطيء، وتحت المياه الصافية، هناك دراجة بخارية ضخمة تستقر فوق هيكل معدني كبير يشبه الحواجز المستخدمة في تقليل سرعة السيارات في الشوارع. كما أنها مغطاة بالمرجان، وتسبح الأسماك الاستوائية تحت مقوديها وبين أسلاك العجلتين.
أما الهيكل المعدني فلا يمثل شكلاً فنياً ذو معالم واضحة؛ لكن جوانب ذلك الهيكل تهتز جراء التعرض لتيارات كهربائية تساعدها - من خلال التفاعل مع الحجر الجيري في المياه- على تكوين طبقة صخرية، والتي تصبح بدورها حاضنة للشُعب المرجانية التي تضررت بفعل الأنشطة البشرية.
تقع هذه الهياكل المشحونة كهربائياً في جزيرة "غيلي تراونغان"، وهي واحدة من ثلاث جزر صغيرة في الشمال الغربي من جزيرة "لومبوك" في الأرخبيل الإندونيسي.
نشأت السياحة في تلك المنطقة في وقت قياسي. ومع نشأتها، حضرت مجموعة صغيرة من نشطاء البيئة الوافدين إليها لتبني تلك الهياكل الفولاذية المغمورة في المياه القريبة. كما أنهم بيّنوا كيف يمكن لتلك التقنية الحديثة أن تساعد هذه الدولة النامية في المحافظة على بعض العجائب الطبيعية فيها.
تُعرف هذه الجزر باسم مجموعة جزر "غيلي"، ولم يكن يقصدها إلا قلة من الناس؛ لكن الأمور تغيرت الآن. في الشارع الرئيسي بجزيرة "غيلي تراونغان"، يشرب السياح القهوة الممزوجة بحليب الصويا، ويتناولون الأطعمة السريعة في مقاهي مكيفة الهواء، بينما يعلو صوت المؤذن في الجامع القريب داعياً الناس إلى الصلاة.
يتجول السياح السويديون والاستراليون بدراجاتهم الهوائية في جميع أنحاء الجزيرة البالغ طولها ثلاثة كيلومترات، مارين بعربات تجرها خيول صغيرة، ونساء يلبسن الحجاب.
تقول ديلفين روبّه، مديرة منظمة "غيلي إيكو تراست" البيئية، وهي مدربة غوص فرنسية الأصل انتقلت للعيش في الجزيرة في أوائل عام 2000: "كنت مندهشة ومتفاجئة تماما برؤيتي نتائج تلك التقنية".
نجح علماء البيئة في إندونيسيا في إنشاء "صخور بيولوجية" في قاع المحيط باستخدام تقنية بسيطة ومبتكرة. الصحفية العلمية "كيتي سيلفر" تكشف لنا ذلك الأمر.
على بعد أمتار فقط من الشاطيء، وتحت المياه الصافية، هناك دراجة بخارية ضخمة تستقر فوق هيكل معدني كبير يشبه الحواجز المستخدمة في تقليل سرعة السيارات في الشوارع. كما أنها مغطاة بالمرجان، وتسبح الأسماك الاستوائية تحت مقوديها وبين أسلاك العجلتين.
أما الهيكل المعدني فلا يمثل شكلاً فنياً ذو معالم واضحة؛ لكن جوانب ذلك الهيكل تهتز جراء التعرض لتيارات كهربائية تساعدها - من خلال التفاعل مع الحجر الجيري في المياه- على تكوين طبقة صخرية، والتي تصبح بدورها حاضنة للشُعب المرجانية التي تضررت بفعل الأنشطة البشرية.
تقع هذه الهياكل المشحونة كهربائياً في جزيرة "غيلي تراونغان"، وهي واحدة من ثلاث جزر صغيرة في الشمال الغربي من جزيرة "لومبوك" في الأرخبيل الإندونيسي.
نشأت السياحة في تلك المنطقة في وقت قياسي. ومع نشأتها، حضرت مجموعة صغيرة من نشطاء البيئة الوافدين إليها لتبني تلك الهياكل الفولاذية المغمورة في المياه القريبة. كما أنهم بيّنوا كيف يمكن لتلك التقنية الحديثة أن تساعد هذه الدولة النامية في المحافظة على بعض العجائب الطبيعية فيها.
تُعرف هذه الجزر باسم مجموعة جزر "غيلي"، ولم يكن يقصدها إلا قلة من الناس؛ لكن الأمور تغيرت الآن. في الشارع الرئيسي بجزيرة "غيلي تراونغان"، يشرب السياح القهوة الممزوجة بحليب الصويا، ويتناولون الأطعمة السريعة في مقاهي مكيفة الهواء، بينما يعلو صوت المؤذن في الجامع القريب داعياً الناس إلى الصلاة.
يتجول السياح السويديون والاستراليون بدراجاتهم الهوائية في جميع أنحاء الجزيرة البالغ طولها ثلاثة كيلومترات، مارين بعربات تجرها خيول صغيرة، ونساء يلبسن الحجاب.
تقول ديلفين روبّه، مديرة منظمة "غيلي إيكو تراست" البيئية، وهي مدربة غوص فرنسية الأصل انتقلت للعيش في الجزيرة في أوائل عام 2000: "كنت مندهشة ومتفاجئة تماما برؤيتي نتائج تلك التقنية".
بُنيت الصخور البيولوجية بأشكال تشبه أسماك شيطان البحر العملاقة، والأهرامات، والطائرات، وأسماك الدولفين، والقرش، والحيتان، والسحالي والسلاحف. تساعد هذه الصخور في حماية المرجان من التأثيرات السلبية للناس.
لم يستفد المرجان فقط من الصخور البيولوجية، فقد تحسنت أيضا أعداد الأسماك، وخاصة جراد البحر وصغار الأسماك التي تحتمي بهذه الأشكال الصخرية. تقول روبه: "نجد الآن مزيداً من التنوع البيولوجي، ونوعية الماء أصبحت أفضل."
كما أنها ساعدت في تغيير تأثيرات المد والجزر التي كانت سابقاً تضر كثيراً بالشواطيء. إذ تساعد الصخور البيولوجية في إبطاء اندفاع الأمواج السريعة، مما يؤدي إلى ترسّب الرمال بدلاً من تآكل الشواطيء. على مدى بضعة سنين، رأينا زيادة في بعض مناطق الشاطيء بما يقرب من 15 متراً.
إن الأطر المفتوحة للصخور البيولجية تتيح المجال للأمواج الكبيرة أن تمر بينها. لقد تأكدت مقاومتها للأضرار الناجمة من الكوارث الطبيعية، مثل موجات المد الهائلة (تسونامي) في آسيا عام 2004.
ليست هناك أحجام أو أشكال محددة لهذه الصخور– حيث يمكنها أن تمتدّ لأميال طويلة إذا ما توفر التمويل لها. لكن هناك حدود قصوى لتزويدها بالكهرباء.
تقول روبّه: "لا يمكن بناؤها في عرض البحر بسبب الحاجة إلى الكهرباء." وفي بلدٍ نامٍ مثل إندونيسيا، الكهرباء تعني النفط. إنها حلقة بيئية مفرغة.
جرّب فريق العمل تزويد الصخور البيولوجية بالكهرباء باستعمال ألواح الطاقة الشمسية المنصوبة على ظهر سفينة ترسو على سطح البحر قريباً من الصخور البيولوجية. لكن ما المشكلة في ذلك؟ كانت الألواح الشمسية تُسرق في الغالب.
طاقة التيارات البحرية
يفكر الباحثون الآن في طريقة لتسخير طاقة المد والجزر. تقول روبّه: "تعمل التوربينات البحرية مثل توربينات الرياح،َ لكن تحت سطح الماء."
وتدار تلك التوربينات داخل هيكل إسطواني بحيث تحرك الأمواج مراوحها، كما أنها ترتبط بمولّد كهربائي في أعلاها. وبما أن الصخور البيولوجية لا تحتاج إلى تزويد دائم بالطاقة الكهربائية، فإن ما تولّده أمواج المد والجزر يزودها بالطاقة الكافية.
حاول أعضاء فريق العمل إيجاد تمويل للمشروع عبر السنين الأربع الأخيرة. وإضافة إلى الكلفة العالية لهذه التقنية، فإن استيرادها يستلزم دفع ضرائب ضخمة. ونتيجة لذلك، يحاولون الآن إنتاجها محلياً.
لم يكن النموذج الأول ناجحاً للغاية – كانت المروحة تدور ببطء شديد- ولكنهم يعملون سوية مع مهندسين لبناء توربين جديد. إذا ما نجح هذا النموذج، فإن الصخور البيولوجية المزودة بالكهرباء من التوربينات ستنتشر في أرجاء العالم، كما تعتقد روبه.
والأكثر من ذلك، تأمل روبّه في أن يُظهر المشروع لإندونيسا إمكانية إستفادتها من طاقة المد والجزر بدلاً من النفط لإنتاج الطاقة الكهربائية للبلاد.
كتبت روبّه في مدوّنتها على الإنترنت تقول: "للمد والجزر طاقة كامنة هائلة للمستقبل، ولتوليد الكهرباء، وخاصة في إندونيسا، حيث يمكنها أن تستعمل ثروتها الرئيسية، وهو المحيط."
لقد ساعد المشروع أيضاً في دعم نمو السياحة البيئية المزدهرة. إن أنصار الحفاظ على البيئة، الذين تزداد أعدادهم باستمرار، يحجزون دورات مدتها أسبوعان ليتعلموا كيفية بناء تلك الصخور البيولوجية.
تقوم تلك الهياكل البسيطة حالياً بدورها للمحافظة على المرجان في المياه الدافئة قرب الشواطيء. ومن يدري، لعل هذه الصخور البيولوجية سيكون لها دور مؤثر على المدى البعيد.