الاثنين ١٨ مايو ٢٠١٥ -
٣٢:
٠٩ ص +02:00 EET
نبيل المقدس
التعبيرات المشهورة " البعض منهم ... الأقلية ... الأغلبية ... إلخ " التي يكتبها اي كاتب وأولهم أنا او مقدمي البرامج لعدم التعميم لكي يبعد أو يتجنب أي مسئولية تقع عليه .. هو خداع بيّن .. فهو يخدع نفسه اولا , ويتنصل من الواقع الحقيقي ثانيا . وعموما كلنــــا متشابهون ومتوحدون في عدم المبالاة .. وعدم معرفة خطورة المواقف .. كلنا شركاء في توصيل مصر إلي هذا الحال السيء ... !!
زادت اسعار بعض السلع .. ومنهم الطماطم .. الكل يعلم القول أن " القوطة مجنونة " .. معني هذا اننا لنا سوابق كثيرة في كل من موسمي الشتاء والصيف في مشكلة الطماطم .. وكنا زمان نتقبل هذه الزيادة بسرور ونعتبر انه خير من عند الله , " وإن الدنيا ماشية " .. كذلك في سلع الخضروات الأخري ..
ونحن نعلم تماما أن وقت بواكير او بشائر كل زَرْعَة تزداد سعرها .. والسبب الثاني في كيفية هدم مصر بايدينا هو طمع التجار الكبار .. فهم يبتاعون " الزَرْعَة" من الفلاح او الزارع بأرخص الأثمان .. ثم يبيع هؤلاء الأباطرة الخونة لتجار القطاعي باسعار عالية جدا نتيجة إضافة أضعاف سعر القيمة التي إشتراها من المزارع البسيط .
لماذا لا نجد الشعب بأكمله وعلي جميع المستويات تجنب شراء أي سلعة مهما كانت ضرورية في وقت تحاريق هذا الصنف من السلع ؟؟ .. بل بالعكس ونتيجة عدم المبالاة يتكالب الناس جميعها – كان فقيرا أو غنيا ,علي شراء كميات كثيرة منها بالسعر الزائد .. ! هذا مثال بأن الشعب أجمعه شريكا في سلب مصر.
أما مصدر سلب واهدار هوية مصر هي المجالس المحلية في جميع المحافظات .. اقولها بجرأة أن جميع مَنْ يعمل بالمحليات شركاء في سلب مصر .. حتي كل مَنْ يغمض عينيه أو يسد أذنيه عن الأعمال الفاسدة فهم أيضا فاسدون وفاسدون .. بالإضافة إلي العملاء الذين لهم مصالح واقفة لأمور قانونية أو غير قانونية , وينهوها بالرشوة والهدايا ..
مثل تراخيص البناء او تركيب عدادات الكهربا أو المياه او الغاز الطبيعي .. فجميعهم ايضا فاسدون ويعملون علي تشويه مصر .. كذلك هؤلاء رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال فهم جميعهم بلا قلوب رحيمة " أرجو أن لا توبخني بأن أكتب "البعض منهم " ..
ربما يقومون بحسنات نحو الفقراء .. لكن هذه الحسنات ليست من جيبه الخاص بل هو واجب روحي خاص لنفسه .. لكن تعامله مع كل العاملين معه لا تصل ابدا إلي مستوي حقوقهم الحقيقية .. ومن ناحية أخري لا نجد جدية في عمل العاملين بهذه المؤسسات او الشركات .. فهم يعملون ربع يوم فقط من اليوم المفروض يتقاضي مقابله الأجر , بل نجد أيضا الطمع الذي يُترجم إلي القيام بإضرابات عمالية لأتفه الأسباب غير مبالين بأحوال وظروف مصر الأن .. حتي في المؤسسات الحكومية " فحدث ولا حرج " ..
جميعنا مشتركين في هذه الجرائم الأخلاقية في هذه المؤسسات الحكومية .. من مستشفيات وادارات المرور ومصلحة الضرائب وشركات الطيران ... إلخ . حتي المدارس فنحن نتنافس في فساد التعليم إما بالمنهج المعمول من قبل الوزارة .. ويا حسرة علي هذه المناهج يُعلم ويُعد الطلاب إلي الرجوع إلي القرون الأولي من عالمنا .. أو بفساد المدرسين الذين وصلوا إلي حالة الرخاء بسبب الدروس الخصوصية .
جميعنا ننسف هوية مصر ونهدم حضارتها وتاريخها .. مثال ذلك : لماذا لا نذكر الرئيس السابق حسني مبارك في اعياد النصر او في ذكري يوم رفع العلم علي طابا ؟..
هل سنحذفه من تاريخ مصر كما فعلنا وحذفنا تاريخ اول رئيس مصر بعد ثورة 23 يناير 52 وهو اللواء محمد نجيب ؟ ... انا ضد ان نحذف زمن الأخوان الإسود في تاريخ مصر.. !
حذف اي مرحلة من تاريخ مصر بمثابة عمود مسلح ينهار , فينهار معه التاريخ كله لمصر ويصير تاريخ ماسخ مشوه أعرج .. لأنه وبالأسف مثبوت ومؤرخ في تواريخ الدول الأخري فليس هناك داعي لإخفاء اوقات الظلمات التي تمر فيها مصر من تاريخها مثلها مثل اوقات النصر والرخاء .. فنحن نعيش في عالم يعرف المعلومة عنك قبل ماى تصل لك , وكل هذا بالتكنولوجيا الحديثة ..!
نأتي إلي أحزاب مصر .. وياليت لم تكن لدينــا احزاب .. فهي احزاب كرتونية , وحتي الأن لم يتجرأ احدهم أن يقدم برنامج حزبه ويدافع عنه ويحاول ان ينشره بالطرق النظيفة والقانونية .. ومن عدم فاعلية هذه الأحزاب فهم يقدمون مصر لقمة سهلة علي طبق من الذهب .
نعم .. علاقة الشعب بوطنه مصر هي علاقة صميمية وتأكيدية .. وهي على مستوى التعبير لها أشكال متعددة ، والاختلاف في الرأي أو في الموقف الفكري ليس مؤشرا على حب الشعب للوطن أو كرهه ..
لأن هاتين الأمرين مختلفتان في الطبيعة وفي دورها الوظيفى .. "فالمفروض" .. مهما كانت الصعوبات لن نضحي بوطننا من أجل مصالح الآخرين إن كانوا منا أو خارحين عن الهوية المصرية ،لأنه ببساطة شديدة فهو الوطن الذي لا نعرف بديلا عنه .. وتمنيت أن يكون أبن مصر مهما كانت مشاكله وصعوباته الأسرية والاجتماعية والإقتصادية ... إلخ ، فإنه لن يضحي بأمه ، وعلاقة الإبن بأمه ، لا تحتاج إلى مزايدة أو ادعاءات من هنا أو هناك .. لأنها قائمة على الحب وهذا الحب المفروض يكون موجود في داخل قلبه وروحه .
واحب أن أقولها صراحة حينما يطالب الإنسان بتحسين أوضاعه أو تطوير أحواله ، فإنه لا يطالب بأشياء مناقضة إلى حبه إلى وطنه أو مواطنيته ( هوية مصر) .. بل على العكس من ذلك تماما ، إذ إن الإنسان الذي لا يعرف لوطنه بديلا ، هو الذي يسعى دائما إلى التطور والتقدم ، لأنه يحلم ويأمل أن يكون وطنه هو أفضل الأوطان ، وأن يكون شعبه هو أفضل الشعوب ..
حماكي يا مصـــــــــر من شعبــــــــك الذي كاد يفقد مصريته ..!!