الشربينى الاقصرى
كلنا قرأ أو سمع وشاهد حوار السيد وزير العدل هذا الحوار الذى (همز ولمز) فيه وزير العدل على فئة من أفقر فئات الشعب مادة ولكنها من أغنى الفئات أدباً وخلقاً وثقافة. فالأدب والأخلاق والثقافةليست بالشهادات والمؤهلات.
إن كلمة السيد(وزيرالعدل)إن دلت على شىء فإنما تدل على (الآفات) التى أصابت مصر فى كل شىء .
ومنها ثقافتنا المصرية العريقة والأصيلة. وتدل أيضا على مستوى التدنى (الثقافى) فى مصر لاسيما عند هؤلاء الذين يدعون أنهم حملة الشهادات العلمية العليا وهم للأسف الشديد أصحاب السلطة والثروة والسيادة فى المحروسة مصر. وأيضا فإن كلمة السيد الوزير تدل على قمة العنصرية فى مصر.
مصر التى يقال عنها (أم الدنيا)أصبحت الآن (أم العنصرية). ولاداعى لأن ندعى الوطنية ونتمسك بها كشعارات براقة دون أفعال. ولاداعى لأن نخدع أنفسنا بإخفاء أمراضنا وكأنناكما يقال كالنعامة التى تدفن رأسها فى الرمال وتظن أن لا أحد يراها . كلنا يلاحظ التطرف(الثقافى) العنصرى فى مصر الذى يعد أخطر وأسوأمن الإرهاب المادى. فالإرهاب المادى يقتل (الجسد) أما الإرهاب الثقافى فيقتل (الروح). إن هذا التطرف(الثقافى) العنصرى يعد إرهاباً فكرياً وثقافياً فى مجتمعنا المصرى العريق .
ففى مصر حدث ولا حرج عن المعاملات العنصرية المنتشرة كانتشار أكوام (الزبالة )فى ميادين القاهرة وكأنما الحلوانى الذى بنى(مصر) ترك قمامة الحلوى للذباب كى يتكاثر فوقها حتى الآن. وعلى سبيل المثال لا الحصرفإن أولى هذه المعاملات العنصرية فى مصرهى معاملة الأخوةالأقباط(المسيحيين). تحت ستار القانون فإن الأخوة المسيحيين بصفة خاصة لا ينالون حقوقهم فى معظم الوظائف والمناصب القيادية والسيادية وغيرها اللهم إلا من باب ذر الرماد فى العيون. وإذا ما منحت الدولة الأخوة الأقباط المسيحيين شيئاً من حقوقهم الأساسية والقانونية قكأنما منحوا هبة أو صدقة من سلطان إلى عبد ذليل. وهناك العنصرية فى شتى المعاملات المادية والأدبية ولا تصدقوا طنطنة الإعلام المنافق والمخادع.
وصدقوا أو لا تصدقوا فإن هذه المعاملة العنصرية تشمل أيضا أبناء الصعيد فى مصر . فمعظم الصعايدة وهم من أفضل الخبرات علماً وخلقاًفى مصرلا يحظون بالمناصب القيادية والسيادية إلا القليل منها ويكون هذاإما لعلة(سياسية) أو لصلة وثيقةبالمسؤلين.
فقلما تجدمثلاً محافظاً من أبناء الصعيد وإن وجد فان هذا الشخص لا يعرف عن الصعيد شيئا اللهم أن جدوده كانوا من أبناء الصعيد. باختصار شديد فى مصرتوجد عدةقوانين عنصريةمتسترة بثياب القانون أو الدين والقوانين والأديان بعيدة كل البعد عن ذلك . إنها قوانين توجد فى ثقافتنا المتدنية وفى نفوسنا المريضة وعقولنا المغيبة. فهناك مثلاً يوجد قانون (السادة والعبيد)..قانون(الأغنياء والفقراء).. قانون (الأقوياء والضعفاء)..قانون(المسلمين والمسيحيين)..قانون(الرجال والنساء).. قانون (البحاروة والصعايدة).
وكل هذه القوانين وجدت عقب ثقافة التمييز...ثقافةالكبرياء..ثقافة(أنا)ومن بعدى الطوفان كما يقول الموروث المصرى. وكما يقول المثل المصرى أيضاً يوجد فى مصر: لحم(ضانى)ولحم(خشن). .