الأقباط متحدون - الأقبــــاط وقـــانون زوزة
أخر تحديث ٠٤:٠١ | السبت ١٦ مايو ٢٠١٥ | ٨بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٦٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأقبــــاط وقـــانون زوزة

 د.ماجد عزت إسرائيل

"القبطى" تعني المصري نسبة إلى كلمة "قبط" أي مصر، وهى تحريف للاسم القديم الذى كان يطلق على مدينة" ممفيس حوكا بتاح"، وأصبح لفظ قبطى يطلق على كل ساكني وادي النيـل المصريين، فالأقباط هم بقايا تلك الامة المصرية القديمة (الحضارة الفرعـونية)، ولا أحد ينكر ما تعرضت له المسيحية والشعب القبطى  على يد الاحتلال الرومانى والبنزنطى من اضطهاد وإبادة وفرض الضرائب التى كانت تزيد من يأسه.ومع بداية  قدوم العرب

لمصر(21هـ/641م)،كان المصريون يدينون بالمسيحية،ومن ناحية الجنس يطلق عليهم "قبط" وبمرورالوقت أصبحت المعنى الدينى الذى يدين به سكان مصر،وبدأت العرب سياستهم بحرية العقيدة وممارسة الطقوس، بشرط دفع الجزية،كما تركـــوا الإدارة المدنية فى يد أصحاب البلاد الأصليين،ولكن لم يبق الحال طويلا ،حيث تولى بعض حكام ظلمة غــاشمين أخذوا يسومـونهم العذاب الأليم.
    على أية حال،اتبع العرب سياسية استعمارية فى النواحى المالية منذ دخولهم مصر؛لأنهم كانوا فى أشد الحاجة لتجميع الأموال لتكوين الدولة الإسلامية، وبعد أن تحقق لهم ذلك أخذ الخلفاء يعمــلون على طبع البلاد بطابع عربى إسلامى، لما وضع "عمرو بن العاص" نظاماً للعدل فى مصر،احترام إرادة الأقباط بأن جعلهم يحاكمون أمام قضاة من جنسهم ودينهم،فيما عدا الحوادث الجنائية.ولكن ما أن تولى الخلافة "معاوية بن أبى سفيان"(60هـ/644م)إلا وعين إلى إلى جانب القـاضى القبطى قاضيا مسلماً ليحكم فى القـضايا المديدنية الخاصة بالأقباط .وفى عام( 142هـ/745م) قرر "حفص بن الوليد" تــوزيع ميراث الأقباط حسب تعاليم الشرعية الإسلامية لا حسب قوانينهم الخاصة ،كما قــرر"عمر بن عبد العزيز "أنه إذا قتل عربيا قبطياً،لن يحكم عليه بالاعدام بل يطلب إليه أن يدف فدية قدرها خمسة آلاف "زوزة "،ثم منع خصم مبالغ مالية على إيراد المساكن والمواريث والأراضى لمصلحة الكنائس والأديرة والفقراء.
 
    ومع بدء حكم الفاطمين لمصر سنة(363/567هـ/973-1171م) بتولى الخليفة "المعز لدين الله" تمتع الأقباط بشىء من الحرية الدينية حيث أصدر أوامـره ببناء وترميم بعض الك،،نائس ،وكانت البلاد تتمتع بالرخاء  الاقتصادى نتجة جودة الأراضى الزراعية بالإضافة للثروة الحيوانية ،و مع تولى الخليفة "الحاكم بأمر الله"  (386-411هـ/996-1020م) قام باضطهاد الأقباط حيث فصل عدداً كبير منهم،ولم يترك إلا الذين اتضح عدم الاستغناء عن

خدمتهم،ومنع الأثرياء من امتلاك العبيد واستخدام المسلمين،وهـدم كنيسة القيامة وربما كانت سبباً للحروب الصليبة، وفى عام (400ه/1009م)و قـام بمصادرة أوقـاف الأديـرة و الكنيسة والاستيلاء عليها لصالح بيت المال،ولكن بعد وفاته تحسنت أوضاع الأقباط نسبياً حتى سـقوط الدولة الفاطمية.
 
    وفى عصر الأيوبيون والمماليك (567-923هـ/1171-1517م)  تعرض الأقباط على  يد بنى أيوب لبعض الاضطهاد نتيجة للحروب الصليبة، وخاصة من جانب الاكـراد العاملين بالدولة حيث قاموا  بهدم الكنائس ومصادرة الأوقاف،ولكن مع بداية الدولة المملوكية تـوقف الاضطهاد حتى أن السلطان " الظاهر بيبرس"(663هـ(1265م) أصدر أوامره بضرورة حماية أوقاف الكنائس والأديرة وعدم الأعتداء عليها ، ولم يعكر صفوة هذا العصر على أقباط مصر سوى السلطان "الصالح  صلاح الدين بن الناصر محمد بن قلاوون" ففى عام( 755 هـ/1354م) أصدر أوامره بالاستيلاء على أموال الكنيسة القبطية وتوزيعه على الأمراء وبعض الفقهاء.
 
  وفى العصر العثمانى (1517-1801م) بعد أن تغلب السلطان "سليم الأول" عام (323هـ/1517م) على قوات "طومان باى" استعان بالأقباط المهرة للعمل فى الآستانة، وبالمباشرين منهم للعمل فى الإدارة المالية لخبرتهم بالعمليات الحسابية وتمتعوا بنفــوذ كبير بين العاملين بمصر ومن أشهرهم المعلم رزق والمعلم إبراهيم الجوهرى (المتوفى فى 1797م) ،ولكن خلفائه قاموا باضطهادهم بشـكل ممنهج حيث سعوا لنشر المذهب الكاثوليكى بمصر لتفتيتهم ،

وصدرت إليهم الأوامـر بتسليم  ما عندهم من الجوارى والعبيد، وأن يلزموا زيهم من شد الزنار والزنوط، ،وأن يغيروا أسماءهم التى على اسماء الأنياء كابــراهيم وموسى وعيسى ويوسف وإسحق،وكانوا يعتبروهم حسالة العالم وأقل منزلة من اليهود، وأصدروا الـقوانين لزيادة الجزية عليهم.
 
  خلاصة القول: أن ما يحدث للأقباط خارج مصر من إذلال ومهانة على يد الجماعات الإرهابية "داعش" وهذا ما شاهده العالم عبر فديوهات ذبح الأقباط المصريين و الأثـيوبيين فى ليبيا ـ رد جــيشنا الباسل حق الأقباط بالثار منهم صباح يوم إذاعة الفيديو ـ ، وأيضًا ما يتعرض له الأقـباط على يد الدواعش فى داخل مصر الآن من قضايا إزدراء الأديــان وتهم ملفقه لشبابهم والتى كان آخرها بالأمس القريب لفتى لا يتجواز عمره الخامسة عشرة من محافظة بنى

سويف،أو اعتراض السلفين على بناء كنيسة فى محافظة المنيا ،وكذلك خطف القاصرات بمحافظتى الأقصر وأسيوط من الفتيات القبطيات،وفشل الأمن كالعادة فى التواصل للجناة ،أو حلول بعض القضايا والمشاكل التى تنشأ بين قبطى ومسلم بالجلسات العرفيـة، وعدم تنفيذ القانون فى ظل حكومة دون

المستوى كل ذلك نتيجة حتمية لقانون "زوزة " (الكيل بمكيالين)، وكل ما يحدث للأقـباط الآن بسبب موقفهم الوطنى من ثور30 يونية 2013م وتأيدهم وحبهم للرئيس المشير "عبد الفتاح السيسى" ولا أحد يختلف عليه أو على سياسته الحكيمة،ه بل هـذا الرئيس يعمل أكثر من الحكومـة كلها ويساعده أيمـــانه بقضايا

الوطن ووطنيته الشديدة، ويسانده جيش باسل يتـعرض من وقت لآخر لأعتداءت إرهابية على يد طيور الظلام،ليتنا نصلى جميعاً من أجل مصرناً الحبيبة!     

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter