السبت ١٦ مايو ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
وزير العدل
مينا ملاك عازر
بعد أن تم تنفيذ غاية أمانينا، وما لم نكن نرنو حتى لتحقيقه، وهو خروج وزير العدل من الوزارة، لاحظ أنني اخترت الفعل خروج وليس إقالة ولا استقالة، لأن الأمر كالعادة مبهم، وكالعادة هنا لأننا حقاً اعتدنا الإبهام والتجهيل وعدم الشفافية والغموض المزعج، ألفنا ذلك الجو الضبابي وتعودنا على إدعاء الشفافية.
المهم أقول أنه بعد أن خرج وزير العدل الذي يبدو أنه حقاً دخل السلك القضائي بواسطة ضعيفة، ووصل إلى ما هو كان عليه من كونه وزير في غفلة من جهاز المحسوبية والسنيدة في البلد، ذلك الجهاز الحاكم لبلادنا من الباطن، لم يكن الوزير مسنود بقوة كباقي الفشلة الذين يحلون محل الناجحين، والفشلة
الباقين رغم فشلهم الزاعق في كل ما يقومون به، رحل وزير العدل لأنه أخطأ وثار عليه الجميع وعلى ما قاله رغم أنه لم يقل إلا حقيقة مطلقة، أنا كنت من بين من هاجموه لكنني وأنا أهاجمه كنت على يقين أنه قال الصدق والحق، ونضع رؤوسنا في الرمال لألا نراه.
وزير العدل رحل وبقى المحافظ الذي أشار للمواطنين بإشارة بذيئة والذي تسبب في حلق الإعلامي يوسف الحسيني شعر رأسه عندما استمر هذا المحافظ، وهو ليس الوحيد الذي أهان كما أهان الوزير الراحل عن وزارته، بل ثمة وزراء كثيرون أهانونا، ولو عايز تراجع ارجع لمقالي المنشور بجريدة الأقباط متحدون والمعنون ب"هم يصفعوننا" لترى بعض من كل اللذين يهينوننا ويصفعوننا ويبقون لأن لهم ضهر لأن فشلهم أكبر من أن يستغنى عنهم، لأننا بلد فاشل ولا غنى فيه عن الفشلة، وإلا لو أتينا بناجح لانكشف الفشلة الكبار.
الرئيس السيسي يعاني من مجموعة الفشلة المحيطين به، يكبلونه ويتجهون به يوماً ما ولعله قريب وربنا يستر في هذا أن يبعدونه عن الشعب، ويصمون آذانه عن غضبه.
البقاء للأجبن، هذا شعار حكومتنا، فالأجرء الذي كاشفنا بالحقيقة التي كلنا على علم بها ونغمض عيوننا عن رؤيتها، رحل لأنه لم يصن لسانه ولم يصمت لأنه لم يحسن اختيار الطريقة التي يبوح بها عن تلك الحقيقة المزعجة لكن الجبناء الذين ينتهجون في وزارتهم نفس تلك السياسة، والذين حفظوا لسانهم بقوا ليسوا هؤلاء فقط وإنما كل فاشل جبن أن يصارح نفسه والرئيس والشعب بفشله، ويقدم استقالته، راحل أو يترك للرئيس والشعب طريقة لرحيله كما تركها وزير
العدل لهم، رئيس الوزراء نفسه فشل وجبن عن أن يصارح نفسه بالفشل المزعج الذي يعاني منه يحتمي بالرئيس وبدموعه، وبمواقف عاطفية لألا يحاسب على أنه لم يفعل شيء إستراتيجي وإنما كل ما فعله كان له أن يفعله وهو رئيس شركة المقاولون العرب، وليس حتى وزير للإسكان أو وزير لأي وزارة من تلك الوزارات التي يتابع بنفسه مشاريعها أو حتى محافظ من المحافظين الذين ينزل لمحافظاتهم.
المختصر المفيد للأسف الخفيف إللي عام.