الأقباط متحدون - أحمد.. خريج علوم ويدرس الطب: أنا ابن عامل نظافة وأفتخر
أخر تحديث ٢١:٢٧ | الجمعة ١٥ مايو ٢٠١٥ | ٧بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٦١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"أحمد".. خريج علوم ويدرس الطب: "أنا ابن عامل نظافة وأفتخر"

 أحمد إخصائى المعمل ابن «جامع قمامة»
أحمد إخصائى المعمل ابن «جامع قمامة»

بكل زهو يقولها: «أنا ابن عامل نظافة»، يصمت طويلاً ويضيف: «وأفتخر»، لا يجد «أحمد» غضاضة فى إعلان ذلك على الملأ، بل يرفض فى الوقت نفسه أن يُعاقب لما اقترفه جده حين قرر عدم السماح لوالده «إسماعيل البرهامى» باستكمال تعليمه.

عن والده يتحدث «أحمد»، الذى يعمل إخصائى معمل طبى، ويروى لـ«الوطن» قصته التى يجد فيها الكثير من الصعاب، فوالده أنجب «كيميائى وطبيب ومدرسة»، فالرجل الذى ولد عام 1948 يتيم الأم، حصل على وظيفته «عامل للنظافة» بإحدى المدارس بمحافظته بكفر الشيخ بعدما شارك فى حرب الاستنزاف 1968، ونصر أكتوبر عام 1973.

كانت الوظيفة مكافأة للأب لمشاركته فى الحربين، وليست وصمة عار كما يراها البعض، كانت وظيفة جمع القمامة بالنسبة له كأى وسام يعلق على صدر جندى حارب وانتصر، ولكن نظرة المجتمع لم تعِ ذلك.

كانت تلك المهنة تلاحق أبناءه فقط داخل المجتمع المصرى، وأضاف «أحمد» أن المجلس الثقافى البريطانى لم يسأل شقيقه فى امتحان الزمالة البريطانية لجراحة النساء والتوليد عن مهنة والده، وكذلك لم يُستبعد هو نفسه من امتحان المعادلة الأمريكية فى الطب البشرى، ولكن فى الوقت نفسه حين حاول التقدم لكلية الشرطة بعد التخرج فى كلية العلوم كانت النتيجة «غير لائق اجتماعياً»، والسبب حسب قوله «بالطبع معروف عشان مهنة أبويا، عشان أبويا كان عامل».

لم يكن رفض «أحمد» فى كلية الشرطة الفرصة الأخيرة التى يفقدها بسبب عمل والده عامل نظافة بإحدى مدارس قريته بكفر الشيخ، ولكن استمرت معاناته لأكثر من ذلك، إذ تقدم للعمل فى أكثر من 20 شركة بترول، وكان يجتاز كل امتحان بنجاح كبير، ولكن فى النهاية تكون النتيجة الرفض بسبب وظيفة والده، ولكن فى 20 أكتوبر عام 2009 نجح فى اختبارات الشركة القابضة لجنوب الوادى للبترول، وعندما تم عرضه على اللجنة العليا للتدريب والتشغيل، وسُئل عن وظيفة والده: «قلت مش كل مرة بقى الوظيفة هتضيع قولتلهم أبويا فلاح، خفت أقول عامل نظافة»، ولكن تلك المرة أيضاً تم رفضى، وقُبل أحد المتقدمين من زملائه لأن والده يعمل بالشركة نفسها.

استمر بحث «أحمد» عن العمل، وتقدم للعمل بشركة كيما للكيماويات بأسوان، واستطاع النجاح فى تخصصه، الذى كانت تحتاجه الشركة حسب قوله حينئذ، ولكن كالعادة كان الرفض، ومنه إلى شركة أسمنت السويس بـ«جبل عتاقة»، وتقدم ضمن 1000 متقدم، ونجح بجانب 60 متقدماً آخرين: «ويا ريتنى ما نجحت، الواحد بعد ما يتعرض لموقف صعب بيتعب»، وكانت فى النهاية النتيجة أيضاً الرفض، وككل مرة تكون بسبب مهنة الأب، واستمر فى البحث حتى استطاع الحصول على وظيفة إخصائى بمعمل.

قرر «أحمد» استكمال تعليمه بكلية الطب بعد الانتهاء من دراسة العلوم، ولكن كان حلم والده أن يكون له ابن قاضٍ، فطالبه بالعدول عن الطب والتوجه لكلية الحقوق: «يابنى القضاة دول آلهة الأرض وأنا نفسى أشوفك على المنصة».

ولكن «أحمد» رفض وقرر أن يستكمل تعليمه بالطب، فتجاربه السابقة التى عادة لا يطلع عليها والده «خلتنى مقتنع إن الواحد ملوش نصيب فى حاجة زى كده»، ولكن ما خرج به وزير العدل السابق من تصريحات جعله يقول لنفسه: «طلع توقعى صح»، وأيقن أنه فى الطريق السليم عبر إحدى الكليات العملية التى ستقدر علمه قبل مهنة والده، خاصة بعد مرض والده ووالدته بفيروس c، وهو ما خلق لديه رغبة فى استكمال الدراسة بالطب: «يمكن يكون لهم نصيب بالشفا على إيدى».


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.