في عام 1945، تأسست منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، وتعتبر مصر من الأعضاء المؤسسين لها، في 4 نوفمبر عاد 1946، فيما افتتحت المنظمة مكتبًا لها في القاهرة، ليكون المكتب الإقليمي لقطاع العلوم في منطقة الدول العربية، ويمثل المنظمة في مصر، واليمن والسودان، عام 1947، وهي اليوم تتألف من 193 دولة.
وبين مصر والمنظمة علاقات قوية، بحسب الموقع الرسمي للمنظمة، فمصر تشارك من عضويتها بالمنظمة في مختلف أنشطتها وبمختلف القطاعات التي تختص بها، كما وفرت اليونسكو فرصًا للتعاون الوثيق بصفة خاصة، إذ شاركت مصر بنشاط في إعداد الاتفاقية الدولية لحماية التراث غير المادي، وأنشئ مركز الدراسات النوبية في متحف النوبة في أسوان والمتحف الوطني للحضارة المصرية في القاهرة بدعم من اليونسكو.
كما ساهمت المنظمة في إحياء مكتبة الإسكندرية الشهيرة "ألكسندرينا"، والتي دمرت منذ ما يزيد عن من 2000 سنة مضت، بوصفها مركزًا للتنسيق في مجالات الثقافة والتربية والعلوم، ويعتبر مثالًا حيًا آخر لهذا التعاون الفكري، فيما كانت حملة إنقاذ آثار معبدي أبوسمبل وجزيرة فلكا، المعروفة بحملة إنقاذ آثار النوبة، هي أول حملة دولية تجريها المنظمة في هذا المجال، ومنها جاءت انطلاقة مسيرة حماية التراث العالمي لليونسكو.
وفي مجال التعليم، دخلت مصر في مجموعة البلدان الأكثر تعدادًا للسكان "مجموع التسعة"، وكانت من أوائل الدول في المنطقة التي شكلت لجنة وطنية للتعليم للجميع، وكثفت وزارة التربية والتعليم المصرية جهودها الرامية إلى تعزيز النوعية في مجال التعليم.
وتأتي زيارة إيرينا بوكوفا، مديرة عام منظمة اليونسكو، لمصر ولقاءها، بمسؤولين مصريين على رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، لتعرب عن سعادتها بزيارتها لمصر، وتؤكد على دورها الرائد في العالم العربي والإسلامي، وذلك في ختام زيارتها الحالية لمصر، ولبحث طرق تعزيز التعاون بين المنظمة والدولة المؤسسة.