الأقباط متحدون - مشمس
أخر تحديث ٠٥:٢٦ | الاربعاء ١٣ مايو ٢٠١٥ | ٥بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٥٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مشمس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
لا أعرف بالتحديد كم مواطن مصري خائن لبلده، نأسف جميعاً لإطلاق كلمة مواطن مصري عليه، يستحق أن يكن مشمساً من قبل قبائل سيناء، بدو سيناء أعلنوا الاتحاد، أعلنوا أنهم سيهدرون دم كل من يخرج على الدولة المصرية ويتعاون مع الإرهابيين التكفيريين، أتت خطوتهم هذه في وقت غريب لتأخره إذ أن مصر تحارب الإرهاب منذ حوالي العامين ولكنهم لم ينتفضوا إلا هذا الشهر حين طالتهم نيران الإرهاب.
 
قبائل سيناء الذين لا يستطع أحد أن يزايد على وطنيتهم وتاريخهم، يشهد بوقوفهم أمام العدو الإسرائيلي الذي كان رابضاً على أرض سيناء الغالية، لكنهم أيضاً كان من بينهم من تعاون مع العدو، وإلا كيف كان هناك جواسيس ومنتفعين؟ ليس هذا مجالنا الآن لتأنيب الضمير، ولكن هذا موضوع لنقاش طويل لا محل له الآن.
 
أنا لا أناقش وطنية قبائل سيناء، لكن أناقش استمرار الدولة المصرية على أن تسير باستخدام العرف وتنحي القانون، تمشي كلام القبائل السيناوية بإهدار دم إنسان من حقه أن يحاكم، ولا يهدر دمه لمجرد أن معلومات تواترت بتعاونه مع إرهابيين، قد تكن هذه المعلومات مغلوطة لغرض من دسها أو من قالها كرهاً في هذا الشخص أو حباً في ذاك، لا لشيء إلا لأننا ونحن في القرن الواحد والعشرين ننحي القانون جانباً ونعمل بالعرف والجدعنة والصحوبية ،وهذا مجاله بعيد عن العمل العام والرسمي، مكانه المقاهي والشوارع، وفيما لا يتعلق بالقانون وهيبة الدولة.
 
المشمس مهدور الدم من القبيلة، شخص قبلته القبيلة لأكثر من عامين وفجأة قررت القبائل أن تنظف نفسها بنفسها، وتتطهر من من يستحقون التشميس أي إهدار الدم في تشميس واضح للقانون المصري وتنحية قاطعة لدور الدولة والقضاء المصري، قررت القبائل ألا تسكت على الإرهابيين وأن تلفظهم بعد أن كانت تتعاون معهم إبان حكم الإخوان ولمدة سنتين بعد زوال ذلك الحكم.
 
يا سادة، السؤال ليس هو لماذا صمتت القبائل على أولائك الإرهابيين طوال تلك الفترة الماضية؟ ولكن السؤال الحقيقي، لماذا تصمت الدولة على تهميشها من القبائل؟

السؤال الأكثر خطورة وأهمية، كيف تتفق الدولة مع القبائل على أن تعفو عفو تام على كل من تورط في جرائم لا تتعلق بالإرهاب، بأي حق تعفو الدولة على تاجر مخدرات أو زارعها؟ وهناك من يزرعونها بكميات كبيرة، لا أعرف هل زراعتها هذه تعد نوع من الوطنية أم لتراجع دور الدولة؟ لكن على كل حال لا ننكر أن هناك زراعة مخدرات بمساحات واسعة بسيناء، كيف إذن نعفو عنهم؟

هل هذا في مقابل تشميسهم من نعجز نحن عن القصاص منهم وتطبيق القانون عليهم؟ وهل هذا يجوز في دولة يدعي البعض أن بها دولة عميقة تسببت في إسقاط الإخوان؟
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter