الأقباط متحدون - الفداء والقيامة كتابيا
أخر تحديث ٠٤:١٥ | الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠١٥ | ٤بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٥٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الفداء والقيامة كتابيا

بقلم /ماجد كامل
تمثل عقيدة الفداء والقيامة جوهر العقيدة المسيحية ؛ وهي العقيدة الجوهرية التي بنيت عليها كل العقائد المسيحية العظمي ؛ فلقد قال الله لآدم " وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها ؛لأن يوم تأكل منها موتا تموت "(تك 3 :17 ) وفعلا مات آدم ؛ ومات في ذريته جميع البشر كقول معلمنا

القديس بولس الرسول "من أجل ذلك كما أنها بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلي العالم وبالخطيئة الموت ؛وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس (رومية 5 :13)

لذلك تجسد كلمة الله ليأخذ حكم الموت في جسده "الذي هو في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلي نفسه أخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس "( فيلبي 2 :6-8 ). "فالمسيح مات مرة واحدة من أجل الخطايا ؛البار عن الأثمة ليقربنا إلي الله مماتا في الجسد محيي في الروح "(

بطرس الأولي 3 :18 ) .ولقد قدم لنا نيافة الحبر الجليل الانبا غريغوريوس في كتابه "القيم الروحية في عقيدة الفداء "ثمانية أسباب للفداء يمكن تلخيصها في النقاط التالية :- 
 
1-لما مات المسيح عنا بدلا منا ؛فدانا من الموت الأبدي ؛وخلصنا من أسر الشيطان وأنقذنا من الهلاك والعذاب الأبدي . 
 
2-عقيدة الفداء تظهر لنا محبة الرب لنا "لأنه ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يبذل نفسه عن أحبائه "( يوحنا 15 : 13 ). و"ولأننا ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا " ( رومية 5 : 8 ). 
 
3-عقيدة الفداء تؤكد محبتنا لله "نحن نحبه لأنه أحبنا أولا " ( 1 يوحنا :- 4 : 19 ). 
 
4-عقيدة الفداء تقوي فينا محبتنا بعضنا نحو بعضنا البعض "وبهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك قد بذل نفسه من أجلنا ؛فيجب علينا أن نبذل نفوسنا من أجل الأخوة " ( 1 يوحنا 3 :16 ).
 
5-عقيدة الفداء تظهر لنا عدل الله المطلق ؛وأن كلمته لا تسقط ؛فلقد حكم بالموت علي آدم لو أخطأ ؛ فلما أخطأ أصبح مستوجب حكم الموت .لم يعفه من حكم الموت ولو أدي ذلك إلي نزول السيد المسيح وموته بديلا عن آدم وذريته ؛وهذا من شأنه أن يثير فينا تقوي الله ومخافته .ولا نستهين بوصاياه .
 
6- عقيدة الفداء تحل لنا إشكالية العلاقة بين عدل الله ورحمته ؛ فعدل الله يقتضي هلاك الإنسان ؛ورحمته تقتضي غفرانه وخلاصه ؛ والحل جاء من السماء عندما اتخذ الله صورة إنسان ونفذ في جسده حكم الموت المحكوم به علي الإنسان ؛فكان فداءه رحمة وعدلا معا ؛ وبذلك تحقق قول المزمور " الرحمة والحق تلاقيا . العدل والسلام تلاثما " (مز 85 :10 ). 
 
7-عقيدة الفداء تشرح لنا معني الذبائح والقرابين التي كانت تقدم في العهد القديم كرمز وتعبير عن حاجتهم إلي الفادي الحقيقي ؛هؤلاء هم الدين نظروا المواعيد من بعيد وصدقوها وحيوها "( عب 11 :13 ) . 
 
8- عقيدة الفداء تفتح لنا أبواب الرجاء ؛ وتحرك فينا الاجتهاد للفوز بالأبدية السعيدة .
 
والخلاصة الفداء إعلان محبة الله التي لا حدود لها ؛ وإعلان عدل الله التي لا حدود لها أيضا ؛ وإعلان لسر الواحد في الثالوث والثالوث في الواحد ؛الآب والابن والروح القدس . لمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة " موسوعة الأنبا غريغوريوس ؛ اللاهوت العقيدي ؛الجزء الثاني سري التجسد والفداء ؛ منشورات أبناء الأنبا غريغوريوس ؛ الموسوعة رقم 7 ؛ الصفحات من 210 : 214 " . 
 
أما عن القيامة ؛ فهي فخر الأعياد المسيحية وأهمها ؛ وهو العيد الوحيد الذي يستمر الاحتفال به خمسون يوما متصلة بدون أصوام ولا مطانيات .

ولقد تأكدت عقيدة قيامة السيد المسيح من الاموات كتابيا وآبائيا وأثريا . فكتابيا يوجد العديد من النبوات التي وردت في العهد القديم عن قيامة السيد المسيح ؛ ففي المزمور الثالث توجد آية تقول "أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت " (مز 3 : 5 ) .وجاء في المزمور الخامس عشر " لأنك لن تترك

نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يري فسادا "(مز 16 :10 )وتوجد نبؤة جميلة وردت في سفر هوشع تقول " في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه "(مز 6 :2 ).

وفي سفر العدد يقول موسي النبي "قم يا رب فلتتبدد أعداءك ويهرب مبغضوك من أمامك "( عدد 10 :35 ) . وعن مجد القبر المقدس يقول أشعياء النبي " القائم راية للشعوب وإياه تترجاه الأمم ويكون قبره ممجدا " (أشعياء 11 :10 ). أما في العهد الجديد فيمكن قراءة أحداث القيامة في الأناجيل

التالية (مت 28 ) و(مرقس 16 ) و(لوقا 24 ) و(يوحنا 20 ) وفي سفر أعمال الرسول يقول " فدخل بولس كعادته وكان يحاجحهم ثلاثة سبوت من الكتب ؛شارحا ومبينا أنه كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من بين الأموات ؛وأن يسوع الذي أبشركم به هو المسيح " ( أعمال الرسل 26 :22 ؛23 ).

وفي رسالة معلمنا القديس بولس الرسول الي أهل كورنثوس يقول "فإني سلمت إليكم قبل كل شيء ما تسلمته أنا أيضا ؛وهو أن المسيح مات من أجل خطايانا علي ما في الكتب ؛وأنه قبر وأنه قام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب "(1 كورنثوس 15 :4 ؛4 ). راجع أيضا " (أعمال الرسل 1 :16-22 )
 
(أعمال الرسل 2 :32 ) و(أعمال الرسل 3 :12- 15 ) و(أعمال الرسل 4 :1 ؛2 ) و(أعمال الرسل 4 :33 ) . 
 
ومن كتابات الآباء نجد في رسالة القديس أغناطيوس الأنطاكي (105 – 135 م تقريبا ) يقول " أمتنعوا عن أي أحد يكلكم عن شيء آخر غير يسوع المسيح الذي قام حقا من بين الأموات إذ أقامه الآب ؛الذي سيقيمنا نحن أيضا علي مثاله نحن امؤمنين به في يسوع المسيح الذي بدونه ليست لنا الحياة الحقيقة " .

كما يقول القديس أثناسيوس الرسولي(295- 373 ) " الآن بعد أن أقام المخلص جسده ؛لم يعد الموت مرعبا بعد "لأن كل الذين يؤمنون بالمسيح يدوسون الموت كأنه لا شيء ويفضلون أن يموتوا عن أن ينكروا إيمانهم بالمسيح لأنهم يعلمون يقينا أنهم حينما يموتون لا يهلكون بعد بل يحيون

ويصبحون عديمي الفساد بفضل القيامة ؛ويصيرون شهودا للقيامة التي انتصر بها المخلص علي الموت ؛فإن كل الذين في هم في المسيح حينما يجوزون أمام الموت يدوسونه وستهزئون به ؛شاهدين للمسيح وساخرين من الموت ؛قائلين له ما كتب ضده قديما أين غلبتك يا موت أين شوكت يا هاوية ( 1كو 15 :55 ). 
 
أما أثريا ؛فهناك دليلان ؛ الدليل الأول هو القبر الفارغ الموجود في القدس ؛والذي يخرج منه النور المقدس في كل عام في موعد ثابت ومحدد ؛ فيما يعرف طقسيا ب"سبت النور " أما الدليل الثاني ؛فهو الكفن المقدس المحفوظ في تورينو بإيطاليا ؛حيث أرتسم عليه جسد السيد المسيح كاملا ؛ وآثار الدم والجروح التي كانت علي جسده ؛ ولقد أجتمع علماء من جميع أنحاء العالم في مدينة تورينو عام 1978 ؛ من جميع التخصصات ؛ ومن جميع البلاد ؛ ومن عقائد متباينة ؛ وفحصوا الكفن فحصا علميا دقيقا ؛ وأثبتوا أنه يرجع 
 
إلي ألفي عام ؛ وليس به أي آثار لرسم بيد إنسان ؛ ويحمل الكفن المقدس كما يقول العلماء الدليل علي انفجار قوة Explosion of Energy خرجت من الجسد ؛ وهذا تفسيره إلي قوة الحياة المنبعثة منه عندما قام من بين الأموات في اليوم الثالث . ولقد ظهرت علي الكفن آثار الجلد والمسامير في

معصم يد المخلص وقدميه ؛وظهرت أيضا آثار اكليل الشوك فوق رأسه ؛وآثار الرضوض والسجحات التي أحدثها حمل الصليب الثقيل علي كتفه ؛ كذلك ظهرت آثار الطعنة أنها أصابت الجانب الأيمن من جسد المخلص عند الضلع السادس في المسافة الخامسة بين الأضلع ؛ وكشف الكفن أيضا عن

نوع إكليل الشوك الذي وضع علي رأس السيد المسيح ؛كذلك أثبت الكفن أيضا صحة التقليد القبطي المتواتر عن سقوط السيد المسيح تحت ثقل الصليب ثلاث مرات متتالية ؛ ويظهر في الكفن أخيرا أن وجه السيد المسيح من الأمام قد مسحت من عليه بقع الدم ؛بينما ظهرت بقع كثيرة علي جانبي الرأس

وعلي العنق ؛ وهذا يثبت صحة القصة المتواترة عن الفتاة التقية فيرونيقا Veronica عندما رأت وجه السيد المسيح وقد تلطخ بالدم والطين بفعل العرق المتصبب منه ؛ قامت ومسحت وجهه بمنديلها ؛ فأنطبعت صورة الوجه المقدس علي المنديل مكافأة لها علي صنيعها الجميل . 
 
وأخيرا فلنهتف بهتاف عيد القيامة المجيد (المسيح قام .... حقا قام ).
 
نشر بمجلة الكلمة عددي شهري ابريل ومايو 2015

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter