«ابن عامل النظافة لا يمكن أن يصبح قاضياً، لأن القاضى لابد أن يكون قد نشأ فى وسط بيئى واجتماعى مناسب، لكن هناك وظائف أخرى تناسبه، فالقضاء لديه شموخ وهيبة مختلفة».
قائل هذه العبارة تخيلوا هو المستشار محفوظ صابر، وزير العدل، الوزير الظالم يضن بالمستشارية على الزبال الشغال، الشريف الذى لم يسرق ولم ينصب، وعايش بشرفه، ويأكل لقمة عيشة مغمسة بتراب السكك.
وزير الظلم يستكثر على ابن الزبال المتفوق، المؤدب، النابه، أن يرفع رأسه ويطاول ولاد الأكابر، أن يشمخ عالياً، كارثة مجتمعية يقول بها وزير العدل ولا يجفل، يلقى بالدستور فى وجوه ولاد الزبالين (راجع المادة 14).
فى بلاد البهوات ابن الزبال يشتغل كنّاس، يشتغل شغلة أبوه، يكنس تحت أقدام ابن الباشا الوزير، أولاد السواد الأعظم من المصريين الفقراء العظماء، وهم فلاحون وعمال وصنايعية وحرفية، ليس لهم فى وظائف الدم الأزرق نصيب، هناك وظائف فوق لولاد الناس اللى فوق، ووظائف تحت للناس اللى فى بير السلم، من يرتقى السلم يلزمه بيئة مناسبة، أبوه مستشار وعنده مكتبة قانونية، مش مقشة من سعف النخيل.
الرك ع البيئة يا بيه، فيه ناس بيئة، تنتظرهم وظائف فى وزارة البيئة، القضاء لديه شموخ بالخاء، إخييييه، بقى ابن الكناس والبواب والفلاح والأسطى الصنايعى، هم من سينقضون وضوء القضاء، شموخ القضاء فى أحكامه، وهيبته فى عدله.
متى اقترن الشموخ بولاد الأكابر، من قال إن الهيبة رهينة بولاد البهوات؟، بلاش نفتّح لبعض، خلى الطابق مستور، وإن كنتم نسيتوا اللى جرى هاتوا الدفاتر تنقرى.. نص اللى فى السجون ولاد النرش والباقى إخوان.
يا وزير العدل، أنت ظالم، أشكوك إلى الله، الناس سواسية، حرام ولاد الغلابة النابهين يروحوا فى الوباء، وباء التمييز على الأصل الاجتماعى، بحسب كلامك، وبعضمة لسانك، كده ومن زمان، وظائف القضاء محجوزة لأبناء البهوات، «ما أنتم إلا عبيد إحساناتنا».
يعنى أحسبن عليك، يا رجل بعد الزبال ما يكنس البلد بعدد أيام عمره، ويبلى جسده والمقشة فى يده، ويجلس على الرصيف ينشف عرقه، وزوجته متحزمة على الواد الحيلة، تطلعها من بقها وتطعمه، وتأكل فضلات البهوات المهملة فى أكياس القمامة، أخرتها أنت تشتغل كناس زى أبوك.. بقى لنا إيه فى البلد نبكى عليه، وأنا اللى بقول بخت العدالة (من عديلة) مايل ليه؟!.
لن أقول أبداً الله يرحمه «ابن البوسطجى» الرئيس جمال عبدالناصر، إذا مات جمال، فكلكم جمال. تدافعون عن العزة، عن الحرية، عن الكرامة، خلى بالك من الكرامة يا سعادة الوزير، لن يرحمنا ابن الكناس لو سكتنا على هذا الظلم، حتى ربنا ما يرضاش بالظلم.
إنت وزير عدل إنت، آمال وزير الظلم يعمل فينا إيه، على فكرة الزبال هذا خرج فى ثورتين، يطالب بالكرامة، حتى يجد لابنه مكاناً فى بلد البهوات، ويشمخ من الشموخ، ابن الزبال هيبقى مستشار يا محفوظ باشا غصب عنك.. وبكره تشوف.
نقلا عن المصري اليوم