بقلم: احمد ابراهيم | الاثنين ١١ مايو ٢٠١٥ -
٥٧:
٠٧ م +02:00 EET
تفاهات الفضائيات
لا نستطيع إنكار الدور الذي قامت به القنوات الفضائية الخاصة في إزاحة حكم الإخوان عن مصر ولذلك كانت دائمًا في مرمى نيرانهم، وبعد ثورة ٣٠ يونيو لعبت أيضا دورا مهما في المرحلة الانتقالية سواء من خلال كشف جرائم التنظيم الإخواني وكذلك حشد المواطنين حول خريطة الطريق في الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور، والرئيس السيسي نفسه يعلم أهمية الإعلام خلال هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن لذلك يصطحب معه الإعلاميين في كل جولاته الداخلية والخارجية ويعقد معهم لقاءات دورية.
لكن للأسف الشديد من الواضح أن البوصلة تاهت من بعضهم، فلا يفرقون بين الغث والثمين، المهم الإثارة والسبق الإعلامي بصرف النظر عما يفيد الوطن والمواطن وما يضره، هناك ملايين المواطنين الشرفاء يعملون بإخلاص وضمير دون ضجيج أو انتظار لأي مقابل فقط لوجه الله والوطن هم أولى باهتمام الفضائيات من سيدة المطار، وطالب المعادي، وحجاب الشوباشي ومناظرة البحيري والكلب المذبوح والفتاة المغتصبة والعفاريت والسحر والشعوذة والراقصة المرشحة، مئات الساعات تُبث يوميا من استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي ترهق القمر الصناعي المصري سلبياتها أكثر من إيجابياتها، تسيء إلى مصر في الخارج تطرد المستثمرين والسائحين، حتى في تناولنا للأزمة مع قطر، حاجة تكسف، تهين مصر من خلال هذا المستوى المتدني من الردح الإعلامي رغم أن الرئيس السيسي يعف لسانه وأعلن أكثر من مرة أنه لم ولن يسيء إلى حكام قطر وتركيا.
أين هي البرامج التي تحث المصريين على العمل والإنتاج وتشجع المستثمرين على الاستثمار وإزالة معوقاته وحل مشاكل المصانع المتعثرة؟ أين هي البرامج التي تشجع الشباب على ثقافة العمل الحر بل على القراءة وممارسة الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية لمحاربة الإرهاب؟ أين هي البرامج التي تواجه الإعلام المعادي لمصر في الخارج؟
نحن نتحدث مع أنفسنا هنا وكل أخبارنا يعلمها الغرب من خلال قناة الجزيرة الإنجليزية، إذا كانت القنوات الفضائية الخاصة لها حساباتها المتعلقة بالربح والخسارة ورغم أن هناك لغزا كبيرا فهي تخسر بالملايين ومع ذلك ما زالت مستمرة في تقديم الضرر أكثر من النفع، فماذا عن الإعلام الرسمي المنوط به القيام بالدور المفقود في الفضائيات الخاصة؟ أحيانا أشعر أننا في حاجة إلى الرجل الكبير الذي يستطيع السيطرة على الانفلات الإعلامي، إلى المايسترو الذي يُرشد لصالح الوطن والمواطن وليس الحاكم أو النظام حتى لا يفهم كلامي خطأ، فليس كل ما يعرف يقال دون اعتبار للأمن القومي المصري.
نقلا عن vetogate.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع