ماذا لو كان انقطاع التيار الكهربائي في مبني الإذاعة والتليفزيون إشارة تحرك للإخوان؟ وماذا لو تحرك الإخوان وصوت الدولة مكتوم ولسانها مقطوع وشاشتها سوداء؟ وماذا لو كان الأمر تدريبا ـ تدريبا ـ على تحرك قادم ؟ ولماذا ينقطع التيار الكهربائي عن أهم مبني في مصر الآن والآن تحديدا ولأول مرة منذ 55 عاما؟ تأثرت كهرباء السد العالي وانقطعت الكهرباء عن مصر كلها ذات ليلة ولم تنقطع عن ماسبيرو.. فلماذا الآن ؟ وعانت مصر من عدوان 67 وخاضت حرب الاستنزاف عبر ألف يوم كاملة وفي الحالتين لم تنقطع الكهرباء عن ماسبيرو..فلماذا الآن ؟ كان انقطاع الكهرباء عن مدينة الإنتاج صرخة مدوية للقدر ضد الإهمال هناك.. فماذا نسمي ما جري في ماسبيرو نفسه أمس ؟
كيف تعاني محافظات الصعيد من انقطاع شبه دائم للكهرباء رغم كل وعود الوزير والحكومة؟ وإن كانت أعمدة الفيوم السبب فلماذا لم يتم إصلاحها حتى الآن ؟ وكيف لم تنتشر سيارات وزارة التموين بالسلع الأساسية لمواجهة جشع التجار والذي يصرخ منه الملايين؟ وإن كان في الأمر جشع ولصوصية فلماذا لم نر تاجرا واحدا من هؤلاء محبوسا محالا إلى التحقيق؟ ولماذا يرفض محافظ أسيوط لقاء الجماهير؟ ولماذا أوقف محافظ الجيزة تطوير شارعي فيصل والهرم؟ وأين الإعلام الرسمي من التعامل مع كل هذه المشاكل وهي على سبيل المثال وليس الحصر كنماذج لما يحدث هنا وهناك؟ هل تعمل الحكومة بهمة ونشاط ولا يتوقف رئيسها عن زيارات المحافظات والأحياء والمدن؟ نعم يفعل وتفعل..لكن ورغم كل ذلك توجد كل هذه المشاكل فماذا لو لم يتحرك رئيس الحكومة بهذه الهمة وهذا النشاط؟
الخلاصة: شىء ما غير مريح يحدث..ولا نريد أن نبالغ في التشاؤم والتأويل ولكننا نريد أن نبالغ في الحذر والاحتياط..والحذر يقتضي أن يقود السيسي بنفسه معركة الضبط والربط..الحزم والحسم..لا وقت لمنح الفرصة تلو الفرصة هنا وهناك.. ولا معني لاحترام التسلسل الوظيفي.. فرئيس البلاد رئيس السلطة التنفيذية وهو المسئول كما يقول دائما عن أمن الـ 90 مليونا ونتخيل لو عاد السيسي وطارت عدة رءوس في قضايا الإهمال والتقصير..وزير أو محافظ أو وزير ومحافظ..واحد أو أكثر من إخوان الأزهر.. شخص أو أكثر في ماسبيرو..ستتغير في الأمور أمور..!
والخلاصة أيضا: افرم يا سيسي وبالقانون ولا ترحم !!
نقلا عن فيتو