بقلم يوسف سيدهم
مثلما كان الأسبوع الماضي فارقا بمناسبة احتفالوطني بالذكري العشرين لرحيل أنطون سيدهم,كذلك كان أسبوعا حاسما وضع فيه تاريخ وطني ورسالتها الإعلامية والوطنية علي المحك…فلأول مرة منذ تأسيس وطني عام1958 ومنذ تأسيسمؤسسة وطني للطباعة والنشرعام1994 الشركة المساهمة المصرية التي تمتلك الصحيفة وتصدرها,تتم دعوة مالكي الأسهم للاجتماع في جمعية عمومية غير عادية من أجلالنظر في حل الشركة أواستمرارها.
نعم..هذا ما حدث بالفعل…في إطار ما يستوجبه القانون وتنص عليه لائحة النظام الأساسي للشركة,فقد تجاوزت الخسائر نصف رأس المال وبات لزاما علي إدارة الشركة إحاطة مالكي الأسهم بالأمر حتي يتدبروا القرار إما بحل الشركة أو باستمراها.
وقد يكون هذا الوضع غير صادم بالنسبة للمستثمرين ورجال الأعمال الذين يألفون عملية تأسيس الشركات وإدارتها وتشغيلها ولا يترددون إزاء حلها وتصفيتها إذا تفاقمت خسائرها,بل في بعض الأحيان تقتضي الحكمة عدم التمسك بشركة تخسر طالما يمكن تعديل مسارها أو الاستعاضة عنها بشركة أخري- هذا في حالات المنتجات الصناعية أو التجارية أو الخدمات الاستهلاكية- أما عندما تكون الشركة مظلة لعمل إعلامي يضطلع برسالة وطنية وتنويرية فالأمر يختلف ويقتضي التروي والعمل علي استكشاف شتي السبل من أجل إنقاذ الشركة وتمكينها من مواصلة رسالتها.
هكذا كانتوطني علي المحك…وذلك بعينه ماعبر عنه مجموع حملة الأسهم الذين لبوا دعوة الجمعية العمومية غير العادية للنظر في حل الشركة أو استمراها…فقد أظهروا تقديرا عميقا للدور الذي تقوم بهوطني والرسالة التي تضطلع بها كمنبر إعلامي ووطني,كما تفهموا الأسباب الوقتية التي أدت إلي تراكم الخسارة بحيث تجاوزت نصف رأس المال خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة,وهي الأعوام العجاف التي شهدت انكماش الاقتصاد وبالتالي انخفاض حصيلة إيرادات الإعلانات-العمود الفقري الذي تعيش عليه المؤسسات الإعلامية-علاوة علي تفاؤلهم من مؤشرات إيجابية تنبئ بقدرة الشركة علي امتصاص الخسارة وتجاوزها خلال فترة عامين مقبلين بإذن الله…وبناء علي ذلك كله كان تصويت حملة الأسهم بالإجماع في صالح استمرار الشركة وتعضيدها وعدم الإقدام علي حلها.
ذلك كان المشهد الأساسي الذي أثار قلق الكثيرين من قراءوطني ومحبيها لدي نشر الإخطار عن عقد الجمعية العمومية غير العادية وبادروا بالاتصال متوجسين من مغبة توقف مسيرة الصحيفة ورسالتها بعد 57 عاما من عمرها(1958-2015) وأيضا المشهد الذي احتبست أمامه أنفاس أسرةوطني قلقا علي النتائج المترتبة علي احتمال حل الشركة…لكن بالإضافة إلي هذا المشهد الأساسي الساخن شهدت وطني في نفس اليوم وقائع اجتماع الجمعية العمومية للمساهمين لانتخاب مجلس إدارة جديد يضطلع بمسئولية إدارة الشركة ورسم سياساتها لفترة السنوات الثلاث 2015-2018 وجاء المجلس الذي تم انتخابه مضيفا مسحة من التفاؤل والثقة في المستقبل خاصة وأنه يتلاحظ انخفاض المتوسط العمري بين أعضائه وتطعيمه بعدد من الشباب…وجاء تشكيل المجلس الجديد كالآتي بالترتيب الأبجدي لأسماء أعضائه الأحد عشر:
*الدكتور/أمير فؤاد سوريال
*المهندسة/دينا يوسف سيدهم
*المهندسة/سامية أنطون سيدهم
*الأستاذ/عادل عاطف عزمي
* الأستاذ/فيكتور سلامة جرجس
*الأستاذ/ماجد حليم ناشد
*السيدة/ماريز عدلي عبد الباقي
*الدكتور/مكاري أرمانيوس سرور
*الدكتور/منير عزمي رزق الله
*المهندس/ هاني عادل سيف
*المهندس/ يوسف أنطون سيدهم
والآن وبعد النتائج الإيجابية التي انتهي إليها أسبوع الحسم الذي كان عليوطني أن تجتازه,تواصل الصحيفة أداء مسيرتها الإعلامية وتستمر في خدمة رسالتها الوطنية متطلعة إلي تعضيد ومؤازرة قرائها ومحبيها والمؤمنين برسالتها.
نقلا عن وطنى